الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية وفكرية 182

آرام كربيت

2024 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تايوان
تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، باعتراف الولايات المتحدة، مع هذا، هذا اليانكي مضى يهددها عبر دولته وصبيان الحمام العراة الذين معه، عملوا عليها معًا حصارا عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا.
ويريدها هذا اليانكي أن تدخل الحرب مثلما فعل مع روسيا حتى يكون لها المبرر السياسي والأخلاقي من أجل القبض على السوط حتى يلسع ظهور الخيول الهجينة، وقيادتها إلى الجلجثة
ظننت أن أوروبا وحدها تتفرد بالخضوع والخنوع، طلع للصين جيران، منتوفين، لا ريش عليهم ولا كرامة وطنية كاليابان وكورية الجنوبية وأستراليا.
واحد عجوز مهركل، ينسى متى يدخل الحمام أو متى يخرج، يقودهم إلى الخصاء بيده المرتجفة.
هل الشخصيات الفاعلة في العالم السياسي الحالي، ناس مثلنا، يأكلون ويشربون، أم أن دمائهم سحبت منهم عندما يدخل عليهم العجوز العاري من كل شيء؟
سيرى الجميع أنفسهم في المستقبل عراة. رصدت أمريكا مئة وخمسين مليارا لدعم صناعتها، الاروربيين المنفصلين عن عالمنا اليوم انتبهوا أنهم خارج الحسابات االامريكية بعد أن ورطتهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، دخلوا في أزمة طاقة وهروب شركاتهم الى الخارج، اغلب رجال الاعمال يترجون الحكومات أن يؤمنوا الطاقة لهم، ولكن الحكومات اذن من طين واذن من عجين. حكومات اوروبا يعيشين في اللازم.
إن الصراع لم يحسم مهما كانت النتائج باهرة للولايات المتحدة. أنهم برابرة، هذا متأكد منه.
لكن سأبقى متمسكًا ببقايا ضوء خافت جدًا.
أنا أتابع كل ما يدور حولي، أحزن كثيرًا، ولكني أومن بالقدر العلمي أن لا شيء سيبقى على حاله.

السياسة
في السياسة لا شيء بريء، علينا القراءة بحذر لما يدور حولنا.
لماذا هذه الحملة الإعلامية المنظمة لدعم القضية الفلسطينية في إسرائيل وقطاع غزة والضفة الغربية؟
من هو وراء هذه الحملة العالمية، وما الغاية منها، وإلى أين يريدون أن تذهب الأمور؟
من وراء إبراز إسماعيل هنية كبطل عربي وإسلامي، وبطل حرب ومنقذ ومخلص؟
لماذا يتم تهميش فتح وإنهاء دورها، وإبراز حماس كمدافع عن القدس؟
علينا أن نعلم أن هناك تعاون شبه كامل بين الولايات المتحدة خاصة والغرب عامة مع الإسلام السياسي، إن هذه الأخيرة تعتبر الحديقة الخلفية لهذا الغرب لتدوير الصراعات، لاستنزاف، وابتزاز العالم العربي والإسلامي، وإبراز هذا الإسلام المصنع ليتسيد عالمنا العربي والإسلامي.
لا شيء بريء في السياسة، وعلينا أن لا نأخذ الأمور بحسن النوايا، ففي ما يحدث هناك سياسات ستترجم في القادم من الأيام إلى أفعال.
السياسة فعل مجرد، عمل خال من العواطف والدين والأخلاق والمبادئ، والخلط بينهم سيخرج لنا كائن مشوه
هناك بوادر تحول في موقف الولايات المتحدة يشير إلى انهاء أو تجميد الصراع العربي الإسرائيلي عبر دولتين في حدود العام 1967، والتفرغ لصراعها مع قوى عالمية صاعدة ونافذة، تريد أخذ مكانها. الشرق الأوسط لم يعد بتلك الأهمية الماضية بالنسبة لها. وأرى أن المصالحات العربية العربية وغيرها يسير بتسارع شديد، سيتبعها مصالحة مع إسرائيل، بدأت أيام ترامب بمفهوم الدين الإبراهيمي، وتبع ذلك مصالحة بين الأمارات والسودان والبحرين وإسرائيل، وقالوا أن هناك سبع دول عربية أخرى ستنضم إلى الجوقة.
إسرائيل والنظام العربي ضمن سيمفونية واحدة، المايستروا، هو الولايات المتحدة، يتحركون على الإيقاع ذاته. الصديق نضال، أمامك أربع دول عربية، سوريا اليمن لبنان وليبيا والعراق غرقانين في الوحل ولم نسمع أي تضامن معهم. في سوريا تم قصف المدنيين بالبراميل عدة سنوات امام مراى ومسمع العالم، وتم تهجير الملايين ولا نعرف من مات من الجوع او البرد او تحت الذل في السجون، لم نسمع حركة في الشارع العربي والغربي. أنظر ماذا فعلوا بترامب، منعوا وسائل الاعلام عنه، ودمروه. السياسة فعل مدروس وليس اعطباطيا. وعلى كل حال هذا رأي ولك رأيك، وليس بالضرورة نتطابق. إنها السياسة.

كررت هذا القول وسأكرره
لم يعد النظام السياسي الدولي متعدد الاقطاب. إنه قطب واحد متعدد الوظائف.
لا توجد دولة واحدة تستطيع الهيمنة وحدها على هذا العالم، لا الولايات المتحدة وحدها ولا الغرب وحده ولا بقية دول العالم.
الهيمنة جماعية.
وأضيف برحابة صدر واسع:
أصبحت الهيمنة أقرب للدولة العالمية الواحدة المتفارقة في العمق والسطح مع مصالح المجتمع في كل مكان من هذا العالم.
أضحى النظام الدولي أقرب لدولة عالمية واحدة، متقاطع المصالح والأهداف اللوجستية والسياسية والمخابراتية.
النخب متضامنة ويعرفون مصالحهم، أما المجتمعات، فكل فرد فيه يغني على ليلاه ومتفرقين.

النت
النت فسح المجال للمرضى والعجزة، للتورية والاختباء، للعب، لإفراغ الطاقة السلبية الكامنة في النفس، وتفريغها في هذا أو ذاك.
إنه المكان المناسب للشخصية المضخمة، لضعاف النفس، لإخراج البشاعة من مكمنها، ووضعها أمامنا على حقيقتها من خلال اللف والدوران والكذب والاحتيال.
ولإننا جئنا من بيئة فاسدة، بيئة مات فيها الضمير منذ زمن طويل، مات فيها الإنسان، مات فيها الانضباط والانتماء إلى أي قيم أو فكر أو مبادئ، لهذا لا شيء يحد من فساده وخرابه النفسي ودونيته.
الأجيال الفاسدة رأت في هذا النت المكان المناسب لممارسة الدعارة الخفية من وراء الشاشة.
ليس لدى الدوني أو المنحط أي شيء يخسره، أنه نتاج أنظمة دونية، شوارعية، لديها كل شيء مباح.
وأصبح الفرد العادي، شكل مصغر عن نظامه السياسي الفاسد والمدمر.
ماتت المرأة، الحب، تلك الحميمية التي كانت قائمة بين الرجل والمرأة، ذلك التوازن الذي كان أيام أباءنا وأمهاتنا، أضحت المصالح المبتذلة هي الاساس، أكذب علي أكذب عليك وتستمر الحياة بانحطاطها.
الوعي الفاسد أفسد الحياة الاجتماعية، الأسرة، حياة الأطفال، سلوكهم، تنشئتهم وشكل الاهتمام فيهم.
أضحى العضو التناسلي هو القيم الوحيد، المحرك الاساس لأغلب العلاقات القائمة، جوع كارثي للجنس الخالي من الحب يحرك الأغلبية لنصل إلى واقع مريض، كاره لكل ما هو جميل وحقيقي.
النت كشف العورة الاجتماعية والسياسية والأخلاقية المخبئة في ثنايا كل واحد منّا.
هل سنتجه إلى التفسخ التام والشامل، أم سيكون هذا التفسخ مفتاحًا للانقلاب عليه؟
الواقع الموضوعي ينتج أخلاقًا على مقاسه

جوهر الوجود
وأنت في بحثك الحثيث عن جوهر الوجود، ستفتح لك الحرية بابها وقلبها، وستعدد لك مساراتك أو خطاك في الوصول إليها.
في عالم البحث عن الجوهر أو مكامن الوجود، ستكون لك أخلاق أخرى وقيم أخرى، وستتحول إلى كائن جميل مزين بالفرح والسعادة.
أبحث عن نفسك في الجوهر، ستأخذك الحرية إلى الحرية، إلى بيتها الجميل، وستفرح بك وستفرح بها.

الغرائز
كتبنا، وسنكتب، أن الغرائز هي أجمل ما يملكه الإنسان، وهي السبب الأول لحيرته وضياعه، وجنونه ودوافع وعيه وخوفه الوجودي على مصيره ووجوده.
حاول طوال التاريخ أن ينتج بدائل عنها، بيد أنه فشل فشلا ذريعًا.
العقل الباطن والظاهر للإنسان مرتبط بالغرائز، وهي الموجه الأول لسلوكه وأخلاقه والتراتبية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في حضارتنا الراهنة.
وهي الدوافع الحقيقية للحروب ووالتملك والقتل والسيطرة وتأكيد الذات.
الغريزة كامنة في الذات، مستقرة لا تتزحزح، خضراء دائمة الخضرة، بيد أنها متطلبة بقوة، تريد تأكيد نفسها في المقام الأول دون أن تحسب حساب للآخرين.
إنها تقيم في المشاعر والحب والرغبة والخوف والجنون والإبداع كالفن والأدب والموسيقى والسينما والرسم والنحت.
في الآهات والأوجاع والأفراح والشهوات القاتلة والطبيعية.
كل سلوك أو موقف أو حركة نابع من من هذه الغريزة التي تريد كل شيء لنفسها.
إنها وحش كامن في النفس، يصرخ ويصيح ويبكي ويضرب جدران الذات. نداءها، نداء الكون، ولا حدود أو حواجز تقف أمامها.
الموت هو المكان الوحيد الذي يمنع جنونها ومتطلباتها.
الغرائز تنتمي إلى الحقيقة، والحقيقة خالدة، لا تجامل ولا تكذب. وعندما ابتعدنا عن الحقيقة تحولنا إلى عبيد.
وعندما نقول أن الغرائز تنتمي إلى الحقيقة فهذا يعني أن الحقيقة أبدية.
وإن الغرائز تنتمي إلى جذر الوجود والأبدية، إلى الحرية والعدالة والجمال والحب والسعادة.
هذا الجانب الفلسفي للموضوع.
هذا لا يعني أننا ندعو أن يخرج كل إنسان عضوه التناسلي في الشارع، ويتجول به أو ندعو إلى الفلتان أو التعري من الثياب والسير كما خلقنا الله أو غيره، أو ما شابه ذلك.
أرجو من الأصدقاء أن لا يحطوا من قدر الروابط التي نكتبها، وينزلوا بها إلى الدرك الأسفل.
أنا أدعو إلى الحب، ولا شيء لأخر غير الحب، وأن يتخلل العلاقة الثقة والاحترام المتبادل

الحقيقة والاخصاء
هناك نسقين متناقضين في الحياة يسيران بشكل متوازي جنبًا إلى جنب، ولا يمكن أن يلتقيان، أحدهما ينتمي إلى الحقيقة كالحرية والحب والعدالة والآخر إلى الإخصاء ورديفها العبودية.
لقد لجأ المخصيون على تعميم نهجهم على كل المستويات، كالإخصاء النفسي والاجتماعي والحضاري والروحي والجسدي وكبحوا جماع الفكر والعقل وعمموا العبودية في كل مرافق الحياة.
لقد خنقوا الحقيقة، ووضعوها في بيت الفئران واحكموا قبضتهم على كل شيء.
ومأسسوا كل مرافق الحياة بما فيها الغرائز، وحنطوها لتكون على مقاسهم.
عندما تنهض الحقيقة سينهض الناس من سبأتهم ويعودون إلى الحياة، لإنهم أولاد التاريخ القادم والمستقبل.

جيش حافظ الأسد
منذعشرين سنة قلت أن هذا الجيش لا وطني ولا ينقسم. إنه جيش حافظ الأسد وورثه لعائلته. لقد طرزه خيط خيط، درزة درزة على مقاسه ومقاسه أخلاقه الوضيعة.
إن ما يحدث اليوم هو تحصيل حاصل لما بذره هذا الوضيع، المجرم الذي أوصل سوريا إلى الدمار الكامل على كل المستويات.
أصبح هذا الجيش مهزلة المهازل وبشار رمز القباحة والتفاهة والدناءة.
المسيحيون استطاعوا أن ينتقموا من نيرون فصوره بأبشع صورة ورمزًا من رموز الظلم لأنه نكل فيهم.
نريد من ميسحيو هذا العصر دون المسيح أن يعوموا هذا المريض بالبرانويا بشار كبديل عن نيرون.
لقد فاق جميع المجرمين في جميع العصور على تدمير بلده.
هذا إذا كانت يعرف ما معنى الوطن وما معنى الانتماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه


.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك




.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟


.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع




.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل