الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن السياسة التعليمية بالمغرب

محمد بقوح

2024 / 5 / 25
التربية والتعليم والبحث العلمي


السياسة التعليمية في المغرب ما زال التيه يقودها بامتياز قل نظيره، وترتيبه العالمي الجديد (154) أكبر دليل على ذلك. إن صياغة المشروع المجتمعي للتعليم اهم تحدي جميع الإصلاحات التربوية التي جربها المغرب عبر تاريخه الطويل، باعتبارها صياغات تكاد تكون فارغة من الرؤية المجتمعية الواضحة، باستثناء مرحلة أو مرحلتين من الممارسة السياسية المغربية. ونعيش اليوم نفس الفراغ المجتمعي في المشروع التربوي المغربي. لهدا، نطرح مع السائلين المنتقدين للتجربة الإصلاحية في المغرب المعاصر، السؤال القديم الجديد: ما نوع الإنسان الذي تستهدفه السياسة التعليمية في الإصلاح التربوي الراهن؟ هذه السياسة الاصلاحية التي تنتعش في شروط أزمة القراءة و إشكالات العلم والبحث العلمي، والتحديات الاجتماعية الصارخة. في المقابل، يتم تشجيع أشكال الحياة المعتدلة و الجاذبة للإحساس والحلم البشري بدل التفكير، مثل الاقتصاد و الرياضة.. إلخ،.
1- هل هو الإنسان التقني ضد الإنسان النظري، الذي يتقن مهارات خبرات عصرنا المعولم، بدل أن يفكر، تحت غطاء الانفتاح على العلوم الحديثة، في شقها التقني الذي يهيمن على العالم، بالرغم أننا نعرف جميعا أن الممارسة العلمية والبحث العلمي في المغرب والعالم العربي الإسلامي، لا علاقة له بنظيره في العالم الغربي الذي شكلته شروط مغايرة يعرفها الجميع، اهمها شرط الديمقراطية، بحكم مشكلة العناية والاعتناء بالتعليم والعلم والعلماء هناك، وغيابها هنا. ثمة فرق كبير بين علاقة السلطة بالعلم في الهناك والهنا، وتحديدا السلطة السياسية.
2- هل هو الإنسان التقليدي ضد الإنسان المبدع، الذي يبحث عن نفسه، وعن هويته في الماضي البعيد، تحت غطاء تحصين الهوية والحفاظ على الذات، وفي نفس الوقت مهاجما مشروع فكرة الانفتاح على التعدد الثقافي والعلمي السائد والسائر في طريق النمو حاليا..؟!
إن كلا الأطروحتين تعبران هنا عن ما هو تربوي في انفصال تام عن ما هو اجتماعي مطلوب، ذي خلفية عقائدية فارضة متشددة، انطلاقا من مرجعية فكرية يشوبها اختلاف عميق، بخصوص أصول مشروع الإنسان الذي تسعى إليه كل أطروحة على حدة. ومن تم، فثقافة التيه، سواء بمعناه الطبيعي المرتجل إلى حد السداجة، أو بمعناه المنهجي المصطنع، هو الذي يحكم هنا المحكوم عليه بالتنفيذ المؤبد، مع تأجيل ممارسة الاحتفاء بالفكر والإبداع، وبالتالي، تأجيل إصلاح التعليم الديمقراطي الذي يؤسس الإنسان الذي يفكر ويبدع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لهذا السبب قد تختار إسرائيل اجتياح جنوب لبنان من البحر


.. فلسطينيات يودعن أبناءهن الشهداء إثر غارة إسرائيلية على غزة




.. اشتباكات قرب السفارة الإسرائيلية في اليونان تزامنا مع ذكرى 7


.. وقفات داخل محطات المترو بمدن هولندية لإحياء ذكرى طوفان الأقص




.. رائد فضاء من -ناسا- يلتقط مشهداً مذهلاً لظاهرة الشفق القطبي