الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يكون الحب كفرا......

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2024 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المغالطات المنطقية التي شاعت اخيرا بين الناس هو ترديد مجموعة من الأبيات في حب الإمام علي (حب علي جنة.... قسيم النار والجنة)، وابتداء وبدون مزايدة حب علي رحمة من الله لا خلاف عليها إلا من تولى وأستكبر.
المغالطة
تبدا حينما يجعل من حب علي معيار التقسيم والحساب يوم الحساب، بأعتبار أن هذا المعيار "حب علي" هو المعيار الوحيد عند الله، مع العمل أو بدون العمل...
لو سلمنا جدلا ان الله لا يحاسب على العمل وما كسبت أيدي الناس فقط على حب علي...
إذا هناك أربع مجموعات من الناس
1. . يحب علي ويكره غيره من الأنبياء والرسل وأولهم محمد، هذه الفئة لا ينفعها حب علي ولا يشفع لها لأن حب محمد أصل الحب لعلي، ومن أمثالهم المغالين مع صدق او كذب رواية عبد الله بن سبأ الذي هلك بحب علي كما يقال.
2. الفئة الثانية يحب محمد ويكره علي وهذه الفئة من النواصب فمن يحب محمدا يحب من معه واولهم أمير المحبين علي، ومن هؤلاء من يقول عنه اي عن علي "أقبر علي وهو لم يحفظ آيتين من القرآن"، فهذا لا مسلم ولا من صنف طغاة الكفار.
3. الفئة الثالثة لا يحب محمد ولا يحب علي، اولئك الذين لا خلاق لهم ولا هم يسئلون فالنار موعدهم ولا يبالي الله بهم، ومن هؤلاء كثر ومنهم من قال "لا خبر جاء ولا وحي نزل"... نافيا نبوة محمد أصلا وتفصيلا
4. وأخيرا الفئة الرابعة من يحب محمد ويحب علي اولئك الفائزين حقا وأولئك الراشدون، فحب علي من حب محمد أولا وأصلا وتأسيسا...
أصل المغالطة...
إذا كان حب علي أصل التقسيم كما يزعم المغالط، فحب علي فرع من حب محمد، والأصل منطقا يقدم على الفرع في الحكم الكلي، هنا يكون محمد هو الأصل ويكون محمد هو قسيم النار والجنة منطقا وعقلا ودليلا...
لكن محمد أيضا ليس أصل الإيمان والحب فهم من ملة إبراهيم حنيفا مسلما، والحب لصاحب الملة وليس لأتباعه أصلا، فيكون إبراهيم قسيم النار والجنة ودليلنا قوله وأجعلني للمتقين إماما ومحمد من خير المتقين وإمامة الإمام تقضي تقديمه على سائر المأمومين.
حسنا فإبراهيم أصل الحب وهو الأب ومنه تفرعت كل الأديان، لكنه أيضا ليس سوى فرد من شيعة نوح وملته ملة نوح "ومن شيعته إبراهيم" والمشايع متابع لا يستقل بذاته ولا يقوم بحاله إلا بمن شايع، فنوح هو الأصل وإبراهيم شايعه وتابعه وسار على هداه، فيكون نوح هو قسيم النار والجنة، لا ابراهيم ولا محمد ولا علي فهو الذي جعل الله له النبوة والبركة فيه وبذريته والحب له واجب، والطاعة له ومعه النجاة من غضب الرحمن الرحيم...
لم تنتهي حدود المغالطة عند نوح فأدم الذي كان أول من صنفه الله حقا وعلمه الأسماء كلها وجعل من إبليس والشياطين أعداء له، فالتقسيم بدأ منه وبه، "هذا عدو لك ولزوجك...."، وأن نوحا ذرية بعضها من بعض وأصل الذرية آدم وبحب أدم يكون معيار القسمة "حب أدم جنة.... قسيم النار والجنة".... هكذا يبدو منطقيا لا نوح ولا احدا سوى آدم معيارا بين الحب والعداوة بين الجنة والنار...
يبدو للقارئ البسيط أننا وصلنا الغاية وهو حب آدم والحقية لحد هذه النقطة ما زلنا في نفس المغالطة... فهل كان آدم هو الذي أخترع المقباس وأحدثه لولا ما تلقى كلمات من ربه فتاب عليه، ولولا التوبة لم يكن لآدم قيمة ولا معيار ولا محبة، فالأثل إلى من ملك وقبل التوبة وأبدلها حبا وأمرا وطاعة، فالله وحب الله وطاعة الله ورحمة الله وعفو الله وشفاعة الله هي المعيار... الله هو "قسيم النار والجنة" بأعتبار أن النار والجنة هي العاقبة الكبرى لكل مخلوق، والله تعالى يقول "وإلى ترجع الأمور"... وختاما قال الله ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ 22﴾ لقمان آية 22.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية