الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أركو يغالط: كل المدن فاشر، والخونة تبادلوا الخانات !!

محمد الصادق

2024 / 5 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


قبل ٢٠ عاما بدأت الحرب في دارفور
والصراع بالطبع بدأ قبليا اثنيا
لكن تطور الي نزاع مع السلطة الحاكمة
وتشكلت الحركات المسلحة
وانخرطت في قتال شرس
مع جيش الحكومة
والدعم السريع تكوّن خصيصا
لمجابهة اسلوب حرب العصابات التي تنتهجه الحركات المسلحة
واغلب المعارك الكبيرة
التي خاضتها الحركات
كانت مع الدعم السريع
الذي كان يمثل جزءا من الجيش.
ويذكر الجميع المآسي التي لقيها الشعب الدارفوري جراء تلك المعارك،
لدرجة ان القضية
اصبحت قضية دولية
معروفة للقاصي والداني
ولوقت طويل
كانت تتصدر الأخبار
في الفضائيات والصحف
محليا واقليميا ودوليا.
وقد تمت احالة القضية
لمجلس الأمن الدولي
الذي اتخذ حولها قرارات،
واحال الجانب الجنائي فيها
الي محكمة الجنايات الدولية.

قبل اربعة اعوام
تم توقيع اتفاقية سلام جوبا
مع الحكومة
والتي بموجبها
جاءت الحركات بقواتها
الي الخرطوم
والشعب المسكين في دارفور
بدأ يؤمّل في الاستقرار والسلام
والعودة الي الديار
واستتباب الأمن
وبدأ يحلم
بمشاريع التنمية والأعمار
ولكن للأسف..
تلفّ الدنيا
ويدور الزمن
ونأتي الي نفس المشهد:
حرب وتشريد
ودمار ودماء ودموع
نفس ما عاناه الآباء
قبل عشرين عاما
يعانيه الآبناء الآن
والمشهد هو ذاته:
قتال..
بين الدعم وقوات الحركات
لكن الحركات الآن
تقاتل بإسم الحكومة
وصار الدعم في خانة التمرد !!
والآن بعد حصار طويل
يبدأ القصف والتدوين
وكل مرة
يسقط عشرات القتلي
ومئات الجرحي
الآن يقول صندوق السكان
بالأمم المتحدة
ان الاشتباكات الاخيرة بالفاشر
ادت الي نزوح حوالي ٥٠٥ الف نسمة
ويكتب حاكم الأقليم علي صفحته:

""‏العالم يتفرج بالصمت علي ما يجري في الفاشر
بواسطة مليشات الدعم السريع
المدعومة من دول أعضاء في الأمم المتحدة،
كأنه عرض من مشهد أفلام الاكشن الخيالية،
فالعملية تُمارس بواسطة أيادي
بذات شخصيات
التي قامت بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية في ٢٠٠٣،
كما ان العملية ورائها دواعي إثنية
بلا وازع اخلاقي
ولا حتي أسباب سياسية فيها معدومة.
سوف نخاطب الامين العام للأمم المتحدة
ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي""

هذا ما كتبه الحاكم..
الذي شارك في انقلاب
علي الوثيقة الدستورية
التي اتت به الي الخرطوم
مسالما ومشاركا في الحكومة
التي يناط بها اصلاح وبناء واعادة
ما دمرته الحرب الطويلة

مفوضية الإتحاد الأفريقي
التي يعتزم السيد الحاكم مخاطبتها
علّقت عضوية السودان
بسبب ""إجراءات"" اكتوبر ٢٠٢١
التي اطاحت بالحكومة القائمة
وتلاعبت بالوثيقة الدستورية
التي جري الإتفاق عليها
بشق الأنفس
أما الأمين العام للأمم المتحدة
فقظ بُحّ صوته
وهو يدعو لوقف الحرب
علي الأقل لدخول شاحنات الإغاثة
للمواطنين الذين يعانون سوء التغذية
وعلي وشك ان تضربهم المجاعة
لكن الحاكم وحكومته
يرفضون ايقاف الحرب
لماذا؟؟!!
ولماذا حدث ما حدث في اكتوبر ٢١؟؟!!
هل كانت اسبابه ""إثنية""؟؟
كلا .. كلا
بل كان صراعا سياسيا
من اجل السلطة والجاه

قادة الحركات
""بلا وازع اخلاقي""
نكصوا عن الإتفاق
وخانوا ما تواثقوا عليه مع الآخرين
انسلخوا من قوي الحرية والتغيير
وقطعوا الطريق علي حكومة حمدوك
واستعجلوا الدخول في الحرب
ويرفضون التفاوض
من اجل وقف النار
فقط لأنهم يخشون
علي الكراسي والمناصب
فهم خافوا
أن لو استقر الحكم واستتب الأمن
الا يجدوا كراسيهم بعد قليل

إذن..
فأهل الفاشر
بل مدن و قري السودان كلها
التي تتعرض الآن
ل""أفلام آكشن خيالية""
هي ضحية للخيانة
والصراع علي السلطة
بسبب انعدام
""الوازع الأخلاقي""

وعلي هذا..
يكون دافع الحرب سياسي
وليس إثني
فأهل الخرطوم..
الذين اخرجوا من ديارهم
ونهبت ممتلكاتهم
وسيموا سوء العذاب
هل كانوا ينتمون لإثنية معينة؟؟!!
نحن نصر أن الشعب السوداني
ليس لديه مشكلة قبلية أو إثنية
وانما السياسيون هم من يثيرونها
من أجل مكاسب سياسية شخصية
فالإبادة الناتجة
من الحرب الآن
ليست عرقية
ولكن الحرب تؤدي حتما
الي ""إبادة"" الشعب
فكل من يطالع مناشير النعي
بالسوشل ميديا يعرف أن الآن
جنود الجيش يبادون
ومستنفروهم يبادون
وجنود الدعم يبادون
ومستنفروهم يبادون
وجنود الحركات يبادون
والشعب يباد
بالدانات والقنابل
وبالمجاعة
وبالأوبئة والأمراض
وانهيار النظام الصحي
وانعدام الدواء
اليست هذه ""ابادة جماعية""
لكل السودانيين
وبأيدي السودانيين
اليست كل القوات العسكرية
من رحم الشعب؟؟!!
يا للعار !!
ويا للحماقة !!
وتباً للخونة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجموعة -وان بوينت- تنسحب من مفاوضات إعادة هيكلة ديون شركة -أ


.. إجلاء ركاب أفعوانية عملاقة في منتصف الرحلة




.. مدرب البرتغال ينفي استهانته بالمنتخب الجورجي بعد الخسارة أما


.. السهم الأحمر.. ما مواصفات سلاح المقاومة النوعي الذي دخل المي




.. مراسل الجزيرة: قصف مدفعي إسرائيلي على شمال مخيم النصيرات وسط