الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل الجمعوي .. والمجتمع المدني بالمغرب : أية علاقة؟

محمد زين الدين

2006 / 12 / 11
المجتمع المدني


تواجه الباحث الجامعي وهو يعالج مسألة العمل الجمعوي بالمغرب جملة من الصعوبات التوفيقية والمنهجية نظرا لتضافر العديد من المعوقات نذكر من أبرزها:
* كون الجمعيات المغربية لم تظهر إلا منذ زمن جد قريب، بل إنها تجعل الباحث في قلب الحدث التاريخي أو ما يطلق عليه علماء التاريخ بالتاريخ الآني أي التاريخ الحاضر الذي نعيشه براهنتيه وطراوته مع كل ما تحمله هذه المميزات من أعباء ثقيلة وضاغطة تفرض نفسها على الباحث المبتدئ والمتمرس على حد سواء؛
هيمنة الطابع الحضري على العمل الجمعوي بالرغم من المجهودات المبذولة حاليا من أجل تكريس العمل الجمعوي بالعالم القروي الذي يحتاج أكثر من غيره إلى العمل الجمعوي خصوصا ذو الصبغة الاجتماعية
*كون هذه الجمعيات يكتنفها قدر كبير من الضبابية؛ فرغم التسمية التي تتخذها إلا أنها لا توضح لنا الخلفيات الحقيقية الكامنة وراء ظهورها وطبيعة المهام التي تريد القيام بها في المستقبل؛بل أحيانا نجد لها أنشطة متعددة ومتباينة يتداخل فيها المعطى الاجتماعي مع المعطى الثقافي والرياضي ….
* تفاوت الدعم المقدم لهذه الجمعيات؛فالجمعيات التابعة إلى فلك الأحزاب السياسية تحظى بدعم أكبر من تلك التي تناشد الاستقلالية الأمر الذي ينعكس سلبا على هذه الأخيرة بالرغم من أن من مواصفات العمل الجمعوي هو ضرورة حرصه على استقلاليته عن المجتمع السياسي
* كون هذه الجمعيات ليست نسخة طبق الأصل؛ فتعددها يحمل بين طياته اختلافا واضحا في مهام كل واحدة منها لينعكس على نشاطها الأمر الذي يجعل من الصعب تحديدها أو وضعها في نفس الخانة ، بل حتى داخل نفس المجال تبدو خصوصية كل جمعية مسألة واردة.
* كون بعض الجمعيات لا تتمتع بنوع من الاستقلالية المالية والادارية ؛ فإذا كانت هناك نزعة نحو الاشتغال على أساس المنطق القطاعي فإن ذلك لم يقض على منطق الارتباط بكوكبة الجمعيات التي تشكل مرجعا حيث يترجم هذا التوجه من خلال إحداث فروع تابعة للمركز لتعمل هذه الفروع بعد ذلك على انتزاع استقلاليتها تجاه المركز .
في مقابل هذا الارتباط الكوكبي يخترق العمل الجمعوي بالمغرب حضورا ممنهجا للفاعل الحزبي والذي مازال مستمرا لحد اليوم بل إن أحزاب العهد الجديد لم تتردد في ولوج هذا المجال نظرا للحيوية القوية التي يشهدها؛فحضور الأحزاب داخل جمعيات دور الشباب يبدو واضحا بشكل جلي على اعتبار أن العمل الجمعوي اليوم يشكل نقطة استقطاب قوية للأحزاب السياسية التي تتطلع إلى استقطاب فئة الشباب.
إن طغيان صيغ التنسيق ما بين الشبكات الجمعوية وداخل الجمعيات يعطي ملامح تنظيمية جديدة تبحث عن الفعالية وتبتعد عن القواعد التنظيمية التقليدية للأحزاب والتي أبانت عن محدوديتها كما بدأت تتراجع تلك النظرة التي كانت تفكر في الفعالية من خلال حجم أعداد المنخرطين وتربط مشروعية تواجد أو عدم تواجد الجمعيات بحصيلة انجازاتها أي بمدى نمو مقياس الحياة الفعلية وعطائها النوعي.
إننا حينما نتحدث عن العمل الجمعوي لا ينبغي التعميم؛ فهناك جمعيات فاعلة في النسيج الجمعوي المغربي فيما تفضل بعضها الاشتغال على الفرجة عوض تقديم منافع لمجتمعها.
وفي مقابل هذه العوائق يبدو أن العمل الجمعوي بالمغرب الراهن يشهد انتعاشة قوية يترجمها الحضور الوازن للعديد من الجمعيات الفاعلة في مجالات متعددة كالمجال الاجتماعي إلا أنه ينبغي التشديد هنا على أن العمل الجمعوي لا يلغي مطلقا حضور الفاعل الحزبي ذلك أن وظائف كل منهما ضرورية في المجتمع؛ فلا يمكن تصور مجتمع ديمقراطي إلا في ظل أحزاب سياسية قوية مثلما لا يمكن تصور مجتمع مدني يقظ إلا بوجود جمعيات فاعلة وفعالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون أمام منزل بيني غانتس لإتمام صفقة تبادل ا


.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة




.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم


.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا




.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا