الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -

الحسن علاج

2024 / 5 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



ليديا فليم
ترجمة : الحسن علاج


عند بلوغ فرويد سنته السابعة ، قام أبوه جاكوب Jacob) ( بفتح التوراة العائلية ، جاعلا القصة التوراتية في متناوله من أجل قراءتها في الطبعة الفريدة مزدوجة اللغة : الألمانية والعبرية ، للتوراة الإسرائيلية Israelitische Bibel) ( ، والتي زينها بالرسوم وعلق عليها الحبر المتحرر ،لودفيغ فليبسون (Ludwig Philippson)، وفقا لروح عصر الأنوار L’Aufklarung) ( ، يهودية الأنوار . تتضمن هذه الترجمة الخاصة للتوراة عنوانا فرعيا : النص المقدس Den heiligen Urtext) ( وقد شكل هذا الكتاب الأول ، المتضمن للقصص والصور ، بالنسبة لفرويد نصاأساسيا ومؤسسا .
في التاسعة والنصف من عمره ، وأثناء موت جده لأمه ، جاكوب نتانسون (Jacob Nathansohn) ، فقد شكلت النقوش الأركيولوجية لتوراة فليبسون إطارا لحلمه الوحيد للكرب الذي سيفسره ويحلله مايزيد عن ثلاثين سنة فيما بعد في كتابه تفسير الأحلام ، والذي أطلق عليه : " الأم المحبوبة والشخصيات ذات مناقير الطير " .
وعند بلوغه الخامسة والثلاثين ، سلمه والده نسخة من توراة طفولته ، التي تم تجليدها أو يحتمل أنه تم تجليدها للمرة الأولى ، لأنه ليس ثمة ما يمنع أن يكون جاكوب فرويد قد حصل على هذه التوراة إبان طبعتها الأولى ، عبر أجزاء ، بين 1839 و 1854 . وقد أرفق هذه الهدية الرمزية بإهداء بالعبرية :
ابني العزيز شلومو ،
في سنتك السابعة ، هيمن عليك روح الرب (قضاة 13،25) ثم خاطبك : هيا ، اقرأ كتابي ، الذي كتبته ، ومصادر العقل ، المعرفة والفهم ستفتح أمامك . انظر ، هنا ، كتاب الكتب ، فمنه يغترف الحكماء ، ومنه يستمد المشرعون التشريع والقانون (سفر العدد 21،18) ؛ لقد أبصرت وجه العلي القدير ، سمعت وسعيت إلى السمو بنفسك ، لقد حلقت للتو على أجنحة الروح (مزامير 18،11) . لزمن بعيد بقي الكتاب مخفيا على غرار حطام ألواح الوصايا العشر في خزينة خادمه ، (إلا أنه) في يوم ميلادك الخامس والثلاثين ، فقد عملت على تجليده مجددا ودعوته : " ينبوع ، تفجير ! ترنم من أجله ! " (سفر العدد 17،21) وأحضرته لك كتذكار ، إشادة بالمحبة .
من طرف والدك الذي يحبك حبا لاحدود له ـ جاكوب ، ابن الحاخام شلومو . فرويد . بفيينا ، العاصمة ، في 29 نيسان 5651 ، 6ماي 1891 1 .
توجد هذه التوراة الموقعة في المكتبة التي حملها فرويد معه من فيينا إلى لندن عام 1939 . واستنادا إلى رسالة من أنا فرويد (Anna Freud) إلى القسيس تيو فريمر Théo Pfrimmer) ( بتاريخ 24 شتنبر 1979 2 ، فإننا نتعرف تأليفها بدقة : " إنه مجلد وحيد ، أكثر سماكة ، لكنه غير مكتمل ، بما أنه لا يستعيد سوى سفر صموئيل الثاني متبوعا بسفر الملوك وأسفار موسى الخمسة " . لكن مجموع توراة فليبسون يتكون من ثلاثة مجلدات تتضمن ما مجموعه 3820 صفحة ، في حين أن المجلد الذي تم إهداؤه من قبل جاكوب لا يتضمن سوى 1215 صفحة ، بمعنى ثلث النص الأصلي على وجه التقريب . بإمكان المرء أن يفترض ما إذا كان والد فرويد قد حصل عليه في أجزاء ، ثم إن البعض منها قد ضاعت أثناء أسفاره المختلفة وترحلاته ، علاوة على ذلك فقد عمل على تجليدها من قبل شخص كان يجهل الشريعة اليهودية .
أهدى جاكوب هذه التوراة إلى أحد أبنائه الذي يحمل اسم والده ، الحاخام شلومو . وعبر هذه الهبة ، فقد ألحقه ببنوة طويلة ، محملا إياه مهمة أن يكون جديرا بجده الذي يحمل اسمه وحيث إن التبحر في العلم أكسبه لقب " حاخام " 3 . إذا كان جاكوب قد تعرف فعلا لدى ابنه عن بداية تفوق ذهني ، فقد ذكره أيضا برغبته في أن يراه يسمو بنفسه على أجنحة الروح ، ضمن ثقافة انتمائهما . وقد عبر له عن ذلك من خلال مضمون إهدائه ولاسيما عبر اللغة التي يستعملها ـ العبرية ـ والتي لا يجيد ابنه قراءتها . كان ينبغي عليه أن يأمل أن ابنه ، على غرار كتابات فليبسون ، سوف لن يتصدى للموضوعات الدنيوية ـ وحتى الطابوهات ـ إلا بهدف تعميق ولفت الانتباه إلى ثراء النص المقدس . وللمرء الحق في أن يتساءل ماإذا كان سيغموند شلومو فرويد قد تساءل طيلة حياته ، وفي شيخوخته بشكل تدريجي ، حول الدين والتوراة ، متصديا لصورة موسى الأبوية وساعيا إلى تفسيرها تفسيرا نفسيا ، فإنه لم يحاول تقديم جواب على انتظار والده وأن يخلص نفسه أيضا من دين مستحق تجاهه .
اختار جاكوب إذن أن ينشئ ابنه في ظل يهودية متحررة معتدلة ثم إن سيغموند انصرف إلى شريعة موسى وليس إلى التلمود ؛ في حين يبدو أن والده كان متوفرا عليه ، بالرغم من ذلك فقد واصل قراءة التلمود ، أو ربما عاد إليه في شيخوخته . لكن ، ثمة جزئية مهمة ، نحن نعلم من خلال محتوى مكتبته أن فرويد كان يمتلك في آخر حياته التلمود البابلي ، الذي عمل على طبعه وترجمته إلى الألمانية بواسطة ل . غولدشميت L. Goldschmidt) ( سنة 1929 .
نشر فرويد ، وهو يبلغ من العمر ثلاثا وأربعين سنة ، الكتاب الذي سيصبح توراة المحللين النفسيين ، Traumdeutung) ( ، والذي كان يدعوه أحيانا ،متماهيا مع [النبي] يوسف ، " كتاب الأحلام المصري " . وفيه قام بتفسير العديد من أحلامه الخاصة . وبعد أحلام المونوغرافية النباتية ، الجرة الجنائزية الأترورية ، ربات القدر الثلاث وأخرى كثيرة ، فقد عمل على حكي ككلمة أخيرة شخصية قبل أن ينهي أول كتاب ضخم له ،حلم "الأم المحبوبة والوجوه ذات مناقير الطيور " وفيه أتى لأول مرة على ذكر توراة فليبسون على امتداد عمله .
عندما كنت في السابعة أو الثامنة ، أتذكر هذا الحلم ، الذي أخضعته للتفسير قرابة ثلاثين سنة فيما بعد . لقد كان حلما يفيض بالحيوية وكان يشير إلى الأم المحبوبة مع تعبير لوجه هادئ ونائم على وجه الخصوص ، محمولة في الغرفة وممددة على السرير بواسطة شخصين ( أو ثلاثة ) لهم مناقير طيور . استيقظت وأنا أبكي وأصرخ مكدرا نوم الوالدين . كانت الوجوه ـ كانت ترتدي ملابس بطريقة غير عادية ـ ضخمة بمناقير طيور ، كنت قد استعرتها من رسوم توراة فليبسون ؛ أعتقد أنها كانت آلهة لها رؤوس صقور ذات نتوء قبري مصري 4 .
غالبا ما كان يحدث لسيغموند وهو في السابعة من عمره ، وعلى الأرجح إبان منامته تلك ، أن يتصفح توراة فليبسون سعيا منه لإيجاد بعض الأجوبة على أسئلته حول الحياة والجنسانية . فعلا يتحدث الحاخام فليبسون من دون تواضع زائف عن مظاهر مختلفة للحياة الجنسية : متعة ، جنسية مثلية ، زنا المحارم ، اغتصاب ، استمناء ، إلخ . وفي ماوراء الانفعالات الأوديبية التي يعبر عنها حلمه يتحقق فعلا التخلي عن زنا المحارم لفائدة شغف فكري يفضله والده .
وكما هو الحال في الحاشية وعبر عمر مديد ، فقد أدرك فرويد عام 1935 ، في 79 من عمره ، الأهمية الحاسمة لتلك القراءة المبكرة ، ضمن ملاحظة أضيفت إلى سيرته الذاتية :
في سن مبكرة وعندما كنت قد تعلمت فن القراءة ، انغمست في القصةالتوراتية ، كما أدركت ذلك حسن الإدراك فيما بعد، ولم يكف ذلك عن توجيه محط اهتمامي 5 .
ما الذي يجعله ينتظر وهو على وشك مغادرة مشهد الحياة كي يشير إلى أهمية القراءة التوراتية ؟ ألم يدرك تأثيرها إلا في وقت متأخر جدا ، أو أنه لم يصرح بها جهارا من قبل أبدا لأنها تشكل جزءا من الجانب الخاص، الحميمي لحياته والذي كان يطمح في أن يأخذ مكانه ضمن كون ثقافي غربي ، يرغب بقوة في أن يبقي على حصة الإرث الذي يأتيه من القدس مخفيا ؟ هل لذلك علاقة بالاهتمامات التي تولدت عن صعود النازية ؟ هل ما أيقظ ذلك هو العمر الذي سيفضي عما قريب بجاكوب إلى وفاته ؟ عموما ، لابد من الإشارة إلى أنه حرر تلك الجملة بالإنجليزية ، لغة هذا البلد الذي لطالما افترض أنها بريئة من النزعة المعادية للسامية . وفي واقع الأمر فقد التمس ناشر أمريكي من فرويد بإعادة طبع نصه حياتي والتحليل النفسي ، الذي ظهر عشر سنوات في وقت سابق بألمانيا ، ضمن مجموعة مجلدات مكرسة للطب على شكل بورتريهات شخصية . وبهذه المناسبة ، فقد أجرى بعض التصويبات وأضاف حاشية ، موجهة إلى الجمهور الأمريكي خاصة . سخرية التاريخ أو هفوة عامل المطبعة ، توجد هذه الجملة مضمنة في الأعمال الكاملة باللغة الإنجليزية إلا أنه تم القفز عليها في الGesammelte Werke) ولم نجد لها مكانا في النص الألماني ماعدا أثناء طبعة الجيب ... في عام 1971 .
لقد أشار كتابة إلى ذلك " الاعتراف بالدين " إزاء التوراة وفي نفس الوقت الذي رسم فيه الخطوط العريضة لتطوره الفكري مشيرا إلى معلمه بروك Brucke) ( ، والتأثير الذي مارسته عليه نظرية داروين ، الرغبة التي كانت تحدوه ، في سن المراهقة ، بانتهاك الشريعة وبصورة عامة تعطشه للمعرفة التي قادته أكثر نحو العلاقات الإنسانية قدرما قادته نحو موضوعات الطبيعة .
كان على الإصدارات واللقاءات التي تلاحقت خلال سنة 1935 أن شجعته على إدراك ـ إذا لم يكن قد تم ذلك بالفعل ـ أهمية الثقافة التوراتية لوالده والتأثير الذي مارسته عليه .
وهكذا استقبل فرويد عام 1933 في [جلسة] تحليل شاعرة أمريكية هي ه.د.، هيلدا دوليتل H.D.,Hilda Doolittle)
( المزدادة ببيت لحم من بنسيلفانيا . سردت عليه ذكريات الطفولة والتي لاقت بدون شك صدى عميقا لديه . فحتى قبل أن تتعلم القراءة ، كانت تشاهد صور التوراة التي رسمها غوستاف دوري Gustave Doré) ( . قامت بزيارة مصر في فترة حفريات توت عنخ أمون ، وعثرت فيها على صورة حقيقية للتوراة التي فتنتها وهي طفلة .
وفي نفس الفترة ، ظهرت الترجمة باللغة الإيطالية لكتابه موسى مايكل أنجلو ، ثم يشرع فرويد في تحرير المسودة الأولى لدراسته الثانية حول موسى : الإنسان موسى ، رواية تاريخية والذي أفاض في الكلام عنه بخصوص أرنولد زويغ ، الذي كان في تلك الفترة بالذات بفلسطين . لقد قرأ العديد من الأعمال بالإحالة على التوراة ، التفسير ، إسرائيل وعلى شعوب الشرق الأوسط وكذلك الإحالة على كتب تاريخ الأديان . ثمة ما يناهز 118 كتابا حول تلك الموضوعات توجد على رفوف مكتبته وفهرسة مراجعه .
علاوة على ذلك ، فقد وقع مؤخرا مقدمة للطبعة العبرية لكتاب الطوطم والمحرم ، وفيها كتب : " إن المؤلف [...] الذي يجهل اللغة المقدسة لدين آبائه [...] فإذا ما سئل عما بقي من يهوديته ، سيجيب : ثمة المزيد ، شيء مهم جدا " .
كما أنه كتب مقدمة للطبعة العبرية لكتاب مدخل إلى التحليل النفسي والتي قال فيها :" بواسطة هذا الكتاب يتم تقديم التحليل النفسي إلى الجمهور الذي يجيد العبرية ولاسيما إلى الشباب المتعطش إلى المعرفة في لغة الأسلاف هذه التي تم بعثها في حياة جديدة بفضل إرادة الشعب اليهودي . وكان بوسع المؤلف تثمين العمل الذي كان يتوجب على المترجم إنجازه . ولم يكن في حاجة إلى نفي الشك حول ما إذا كان موسى والرسل قد وجدوا تلك الدروس مفهومة . إلا أن المؤلف التمس من ذريتهم ـ والذي ينتسب إليها ـ والتي يخصها بهذا الكتاب ، ألا تصدر عنهم ردود أفعال متسرعة بالنفي ، إلى الموجات الأولى من النقد والاستياء " .
وهكذا فقد رافقه نص الأجداد بصفة دائمة من الطفولة إلى الشيخوخة . على أنه كيف يمكن تقديم توراة الحاخام لودفيغ فليبسون ؟
توراة فليبسون
موسوعة حقيقية مكونة من 3820 صفحة و685 رسما توضيحيا ، وقد تمكن فرويد وهو طفل من إشباع فضوله منها . اقتنى الناشر بومغارتنر Baumgartner) ( من ليبزيغ في عام 1838 ، بإنجلترا ، أجمل النقوش المتوفرة في تلك الحقبة ، نقوش أثرية في غالبيتها ، مستعارة من المتحف البريطاني ، موسوعة وصف مصر ، من روسليني ، إلخ . وقد تحدث آنئذ إلى لودفيغ فليبسون عن مشروعه في نشر ترجمة للتوراة مع شرح كان ينبغي أن يكون محتواه بوجه خاص جغرافيا ، فيزيائيا ، تاريخيا ولاهوتيا . كتب الحاخام إلى أخيه فوبيس Phobus) ( ( الذي سوف يساهم أيضا في العمل ) : " كذلك فقد قدمت اقتراحا بإضافة النص العبري ، لأنه وفقا لهذا الشرط وحده سوف يتم استقبال هذا العمل من قبل كافة اليهود ... أعتزم ابتكار شيء
لم يوجد بعد . "
ظهرت هذه التوراة بعد ستة عشر عاما من العمل ، في طبعة أولى عام 1854 ، ثم في عام 1858 وفي سنة 1878 . وظهر إصدار مصور بواسطة غوستاف دوري سنة 1875 . يصر الأخوان فليبسون في شرحهما على الخاصية الكونية للرسالة اليهودية كما يسعيان في نفس الوقت على الحفاظ على أصالتها . كل فقرة من التوراة توضع في سياقها التاريخي : اللسانيات ، الأنثروبولوجيا ، الجغرافيا وبشكل خاص الأركيولوجيا ؛ وهي تعتبر ضرورية لإثبات الحقيقة التاريخية للكتاب المقدس . يتعلق الأمر في المقام الأول بتفسير ذي طابع ثقافي . خصصت الرسومات لجعل النص التوراتي مرئيا والتفسير ذاته يستدعي إلى تخيل الأمكنة وأفعال شخصيات التوراة .
أثناء تصفح كتاب الصور والقراءة ، تمكن فرويد من إطلاق العنان لأحلامه متأملا صور الآلهة المصرية ، النقوش الغائرة لبومبي Pompéi) ( أو طيبة ، أكروبوليس أثينا ، قصر نيرون بروما ، الصورة الجانبية للإسكندر الأكبر ،تمثال ديانا بأفسس ، استحضار هانيبال عابرا جبال الألب ... وال" إنسان موسى " على رأس المجلدات ، كل تلك الأمكنة والشخصيات التي تلازم كتاباته ، أحلامه وأسفاره الخيالية والواقعية . كان فرويد وهو يافع ، محاطا بعشرات التماثيل الصغيرة اليونانية ، الرومانية ، الصينية ولاسيما المصرية ، مثل العديد من تجسيدات وذكريات طفولته . إن الأركيولوجيا بوصفها هواية تسكن أحلامه ، مكتباته ، الواجهات الزجاجية وطاولات مكتبته كذلك تماهياته البطولية : شلايمان Schliemann) ( ، فينكلمان Winckelmann) (، هانولد غراديفا ... يعترف أن " عالم الحلم " يمنحه " في معارك الحياة ، عزاء لا نظير له " . تعبر الاستعارة الأركيولوجية عمل فرويد من مسببات الهستيريا سنة 1896 إلى الإنسان موسى والتوحيد سنة 1939 .
لطالما تم توظيف الثقافة من قبل فرويد ، شأنه في ذلك شأن فليبسون ، كضامن رمزي لحقيقة استثنائية . وبخصوص 685 صورة لتوراة فليبسون ، فإن ثلثها يمثل مصر ؛ ولا يمثل إسرائيل إلا عشر بالمئة ، إلى جانب مناظر روما ، فارس ، سوريا ، لبنان وبلدان أخرى تنتمي إلى الشرق الأوسط. وتتمحور موضوعات تلك النقوش في المقام الأول حول الحرب ، المعابد ، التماثيل والأشياء المقدسة ، قبور وطقوس جنائزية ، لكن أيضا أعراف شعوب مختلفة فضلا عن مناظر طبيعية ، أطلال ، حيوانات ونباتات .
بقراءته وتصفحه لهذه التوراة ، تتم دعوة القارئ إلى إدراك معاني النص المتعددة. تطابق الترجمة بالألمانية النص العبري كلمة بكلمة ؛ يستجيب التفسير إلى القصة المقدسة ثم إن الرسومات تنسجم مع المكتوب . إنه نسق مركب من العلامات ، الشفرات ، الترجمة ونقل سلسلة دالة إلى أخرى تعبر كل صفحة . وفي نفس الوقت ، تتعارض العبرية والألمانية وتتقاطعان ، النص والتفسير ، الكتابة والصورة ، القراءة من اليسار إلى اليمين ومن اليمين إلى اليسار ، بإمكان النظرة أن تجوب الصفحة في كل الاتجاهات وفيها تقابل المعنى في كل مكان .
لقد تمت الإشارة إلى العديد من التأويلات : الترجمة السبعينية ، الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس ، أباربانيل Abarbanel) (، راشي Rashi) ( ...، على أنه توجد أسماء المفسرين البروتستانت ، آباء الكنيسة ، أو أسماء يونانيين مثل هيرودوت ، أريسطوفان ، هوميروس أو أفلاطون . تشامبوليون Champollion) ( ، غوته أو سبينوزا تم استدعاؤهم أيضا من أجل تعميق الفهم البشري للنص المقدس . تشير شروح لودفيغ وفوبيس فليبسون إلى الطبيعة النزاعية للكائن البشري . وبخصوص يوسف فقد قاموا بفحص مفصل لعشرين نصا توراتيا حيث يتعلق الأمر بمسألة الأحلام كما أشاروا أيضا إلى التصور اليوناني للعالم الحُلمي . " وبالرغم من ذلك ، فإن لا أحد بإمكانه الانفصال عن النسيج الغامض لعالم الأحلام [...] كل واحد يشعر بداخله ، في فترات ذات أهمية في حياته،بأحلام دالة جدا ، على أنه ينقصنا بخصوصها الخيط الناظم " ( سفر التكوين 37 ، 5 ) .
يحفز الأخوان فليبسون في الوقت نفسه على الاندماج في الثقافة الألمانية وفي تطور معرفة التقليد ، اللغة وإيمان الآباء . يقترحان إصلاحا معتدلا ومستنيرا ، يهودية أنوار .
نص توراتي ونص فرويدي
عرض زمني ومستفيض سوف يبرر استمرارية الاستشهادات التوراتية في كتابات فرويد . كل الأسفار التوراتية تمت الإحالة عليها مرارا وتكرارا : سفر التكوين ، بطبيعة الحال ، سفر الخروج ، سفر اللاويين ، سفر العدد ، سفر التثنية ، وبوتيرة أقل : أسفار الأنبياء، سفر المزامير ، سفر الأمثال ، سفر نشيد الأنشاد ، إلخ . توجد أيضا بعض الإحالات على الأناجيل ، إنجيل متى على الخصوص .
فإذا لم يوجد على وجه التقريب أي نص فرويدي منذ رسائله كيافع إلى وفاته لا يتضمن تلميحا معينا إلى التوراة ـ ضمنيا أو صريحا ـ ، فإن فترات التغييرات أو الانتقالات هي التي جعلته يقترب أكثر من ثقافته التي ينتمي إليها : خلال مراهقته ، في الوقت الذي تخرج فيه من المدرسة وتأثير خِطبته لمارتا برنايس ، إبان الانشقاقات في قلب حركة التحليل النفسي خلال سنوات 1911 ـ 1914 وصورة جلية إبان شيخوخته وإلى نهاية حياته .
إن الإشارات التوراتية الأولى ، المتاحة ، تظهر في المراسلة التي أجراها فرويد في 17 من عمره مع زميل له في القسم ، يهودي روماني ، هو إدوارد سيلبرشتاين Eduard Silberstein) ( . وبتاريخ 24 يوليوز 1873 ، نستطيع الإطلاع على تصريح مفاجئ جدا لدى فرويد : " لقد غضبت غضبا شديدا وأنا أدرك من خلال رسالتك أنك لم تتلقى لا كتابا ولا رسالة من قبلي . [...] اسمع ، ففي هذه الرسالة ثمة مقالة صغيرة ، دراسة توراتية مع مبررات حديثة ، شيء لن أستطيع إعادة صياغته مرة أخرى ، ثم إنني فخور كوني فعلت ذلك ، فخور أيضا بغروري أوبحصافتي . سوف تنعشك مثل عطر ، لا يمكن للمرء إطلاقا توقع أنها صنعت بغرفة . إنها [المقالة] مضيافة للغاية ، وساذجة توراتيا للغاية وقوية ، سوداوية جدا ومرحة ؛ سحقا لذلك ، لقد تم ضياع ذلك ، إن ذلك يغيظني ..." ثم أضاف في الحاشية ـ ملمحا إلى صموئيل 1 ، 23 وإلى أيوب 38 ، 35 : " أترسل البروق فتذهب وتقول لك : ها نحن ؟ ..."
وفي متم تلك المراسلة ،نكتشف تلميحات إلى شاؤول ، أيوب ،الرب " يسوع المسيح " ، إسماعيل الذي مات عطشا ، إلخ . يُلاحظ أنه يتأرجح بين التوحيد والمادية كما أنه يتصدى للمواقف الفلسفية ، كانط وبرونتانو Brentano) ( .
ثمة رجل لاحظ بشكل خاص الحساسية اليهودية لفرويد : صامويل هاميرشلاغ Samuel Hammerschlag) ( ، أستاذه في الدين ودعم ودي سيحافظ عليه خلال فترة يفاعته على روابط الصداقة المتينة . وحتى أنه سوف يمنح طفليه اسم ابن وابنة الأخ لهذا الرجل الذي سوف يقول عنه في خطاب تأبيني : " شرارة من ذات النار التي أحيت روح كبار الكهان والأنبياء اليهود التي احترقت بداخله ولن تنطفئ قط من قبل أن يسلبه العمر قوته ...كانت التنشئة الدينية بالنسبة إليه بمثابة طريق التربية نحو محبة البشرية وقد كان قادرا ، ـ منطلقا من التاريخ اليهودي ـ على إيجاد الوسائل لبلوغ ينابيع الحماس المطمورة في قلوب الشباب ومن أجل جعلها تتدفق بعيدا جداعن قيود النزعة القومية أو الدوغمائية 6 " .
لقد تم تأليف الكتابين الدينيين بطلاقة بفيينا في هذه الحقبة وفقا لروح الإصلاح اليهودي المعتدل : أحدهما لكاسيل Cassel) ( والآخر لليبولد بروير (Léopold Bruer) ، والد جوزيف بروير . لقد تم التركيز في ذلك بشكل خاص على دراسة التاريخ التوراتي ( أسفار موسى الخمسة ) وكان التركيز على التلمود مقتضبا ، وكذلك تعلم العبرية (" هذا الجزء من جهلي " ، سيقول فرويد ) . ومع ذلك ، فإن الأطفال تمرنوا على قراءة الصلوات اليومية كي يكونوا قادرين على المساهمة في الطقس الطائفي .
قلقا بخصوص طول مدة خِطبتهما ، كتب فرويد إلى مارثا : " فإذا لم تكن ثلاث سنوات كافية ، بل سبع سنوات ـ بحسب عادة بطريركنا إلى أن يحقق التماسي نجاحا ، فإنني سوف لن أعتبر ذلك سابقا لأوانه ،ولا متأخرا جدا ( رسالة بتاريخ 19 يونيو 1885 ). تعبير عن انزعاجه في ذلك ، لاسيما وأن تلك " العادة " مرتبطة ب( " بطريرك " ) استثنائي . ثمة هنا تماه مع يعقوب سفر التكوين 29 ، 20 : " وهكذا خدم يعقوب راحيل سبع سنين ، وكانت في عينيه كأيام قليلة ، بسبب محبته لها " .
خلافا لإحالاته على الميثولوجيا اليونانية أو المكتبة الغربية للشعراء والكتاب المسرحيين ، لم يستعمل فرويد التوراة مثل أداة مفاهيمية ، عُدة فكرية ، برهان على كونية اكتشافه المتفرد ؛ النص التوراتي ، إن ما كان يعرفه عنه يعتبر جزءا لا يتجزأ من حساسيته الخاصة ، العميقة . فهو لا يعرض يهوديته على الآخرين ؛ فإذا ما عثر فيها على فرحه وقواه ، فإذا لم ينكر ذلك ، على النقيض من ذلك ، فإنه غالبا ما يصمت على ذلك علانية . هل احتفظ ببعض الحزن المرتبط بقبعة والده ، التي رماها مسيحي في الطين ؟ لقد فضل عدم الكشف عن هوية ذلك ثلاث مرات : مرتان أمام موسى و ، لما طلب من شيخ يهودي ترويسة حيث تتقاطع الحروف الأولى لاسمه واسم خطيبته التي سيكتبها بنوع من الإعجاب المتأمل ، إنها تنتمي إلى عائلة من العلماء .
تعتبر مارثا الابنة الصغرى لإسحاق بن ياكوف برنايس ، الذي كُلف في عام 1821 بصفته حاخاما أعظم ، بمد الجسور بين اليهود الأرتذوكس واليهود المعتدلين لمدينة هامبورغ . إلا أن عامل المطبعة ترعرع إلى جانب هذا الحكيم حيث يتحدث إلى فرويد باحترام كبير . مما لاشك فيه أن فرويد يساوره فخر كبير كونه نسيب حليف عائلة يهودية مثقفة وغاية في النبل إلا أنه لم يستطع أن يعرف بنفسه ، كونه ابن تاجر ذي حظ عاثر . هل تعتبر صورة الحاخام الحكيم ، من هامبورغ ، غريبة عن الجاذبية التي كان يخص خطيبته بها ؟ علاوة على ذلك ، فإن صورته سوف لن تفارق أبدا الصالون العائلي لمختلف شقق عائلة فرويد ـ برنايس . يستحضر فرويد في رسالة بتاريخ23 من شهر يوليوز 1882 خراب الهيكل المرئي لبيت المقدس وقوة الهيكل اللامرئي لليهودية الذي تولد عنه . وبهذه المناسبة فقد وعد زوجته المستقبلية ببيت تغمره الفرحة : شيء أساسي ، الجوهر ذاته لهذه اليهودية الملأى بالمعنى والفرحة بالحياة سوف لن تغادر بيتنا ".
ثيمتان توراتيتان تلازمان فرويد أثناء تحليله الذاتي : " يصارع يعقوب ملك الرب " ثم " يرى موسى من بعيد الأرض الموعودة " . " سوف يكون عقابي تماما ، كتب إلى فليس Fliess) ( بتاريخ 7 ماي 1900 ، لا يوجد إقليم غير معلوم في الحياة النفسية تسربت إليه كأول واحد بين البشر ، سوف لن يحمل اسمي أو يمتثل لقوانين . على مدار الصراع ، وجدت نفسي مهددا بانقطاع نفسي ، تضرعت إلى الملك أن يفرج عني ، وقد فعل ذلك منذ مدة . لكني لم أكن الأقوى ، على الرغم من أني كنت أعرج منذ مدة بشكل ملحوظ . طبعا ، صحيح أني أبلغ من العمر 44 سنة ، أنا عجوز إسرائيلي مغلوب على أمره إلى حد ما ، مثلما يمكنك أن تقنع نفسك بذلك هذا الصيف أو في الخريف".
ففي الفقرة التوراتية التي تقص قتال يعقوب مع الملك سمي هذا الأخير باسم إسرائيل (تكوين 32 ، 29 ) ، إلا أنه في هذا النص الذي يسمى فرويد لأول مرة نفسه " إسرائيلي " عوضا عن " يهودي" .
مثال آخر على معرفته الجيدة بالنص التوراتي ظهر في واحد من أحلامه الرومانية الأربعة ،حيث يرى نفسه مُساقا على تل حيث تظهر له روما من بعيد ، وهو ما يربطه ب"رؤية الأرض الموعودة من بعيد " مثل موسى . وفي هذا الصدد يشدد فليبسون في تفسيره على حقيقة أن موسى لا بد له من " رؤية " البلد الذي لا يحق له أن يحل به و " يقيم خلفا " . ويبدو أن فرويد لم ينس ذلك وهو يكتب إلى يونغ :" وهكذا فإننا نسير قدما إلى الأمام بالرغم من كل شيء وسنمتلك بلا شك ، مثل يوشع ، لو كنت أنا موسى ، وإن امتلاك الأرض الموعودة للطب النفسي التي لن أدركها ، إلا من بعيد "( 17 يناير 1909 ) .
لطالما قص فرويد ، في تفسير الأحلام ، الحلم التالي: "ناولتني زوجتي الماء في جرة حفظ رماد الأموات كنت قد جلبتها معي أثناء سفري إلى إيطاليا . إلا أن طعم الماء كان شديد الملوحة ( ربما بسبب الرماد) ما جعلني أستيقظ من النوم ..." ومع ذلك فإن توراة فليبسون تتضمن تحديدا ثلاثة نقوش أثروية étrusques) ( ، اثنان منها يصوران سفر إرميا 16 ، 5ـ 8 ، الفقرة التي تحظر المساهمة في الطقوس الجنائزية . وبهذه المناسبة ، فإن فليبسون يستند في غالب الأحيان إلى معارفه الأنثربولوجية . وليس من المستحيل إعمال التفكير في ما الذي جذبه إلى تلك النقوش الأتروية الجميلة ، وقد قرأ فرويد هذا التفسير وهو طفل.
عندما أصبحت القطيعة مع يونغ نهائية ، عام 1913 ، غاص فرويد مرة أخرى حالا في ثقافة الانتماء وواجه ، وحيدا ، صورة موسى . وقام في هذه الفترة بالذات بكتابة موسى مايكل أنجلو ، الذي أعجب به مؤخرا بانتظام بروما منذ ما يربو عن عشر سنوات . كما أننا سنعثر في هذه الفترة أيضا ولأول مرة على اقتباسات توراتية واضحة ، مع الإحالة الدقيقة . ثم يضيف إلى ملاحظة من تفسيرالأحلام مقطعا من سفر أشعياء 29 ، 8 : " مثل الجائع يحلم أنه يأكل ، ثم يستيقظ ونفسه فارغة ، ومثل العطشان يحلم أنه يشرب ماء ، ثم يستيقظ منهكا ومتكاسلا ... " ففي كتاب موسى مايكل أنجلو اقتبس مطولا سفر الخروج 32 ، مضيفا بين هلالين : " ( أعتذر كوني وضعت ترجمة لوثر بطريقة تجاوزها الزمن ) ". ألم يتوجه هنا طالبا الصفح من أبيه القادر على قراءة النص المقدس مباشرة في لغته الأصلية ؟
إن دينونة سليمان في الفصل التاسع من كتاب علم نفس الجماهير وتحليل الأنا أو الوصايا العشر التي تم شرحها على طول كتاب قلق في الحضارة مثالان من بين مئات الأمثلة الموجودة ـ مستترة أو مكشوفة ـ في عمله ثم المراسلة التي عرفنا بها . لقد قرأ فرويد جيدا وأحب التاريخ التوراتي ؛ وخلافا لذلك فإن تاريخ التلمود لا أثر له . وبالنسبة إلى الأرثذوكسية اليهودية وتقليدها العالم ، وقد اعترف فرويد ب" نسبة جهله " ؛لقد اختار في الوقت نفسها التماهي الفكري مع الثقافة الغربية والارتباط العاطفي المتين ، لكنه عميق أساسا ، وبالذاكرة اليهودية .
إذا كان لابد من موضعة فرويد ضمن مختلف تيارات اليهودية في زمنه ، فإلى تيار الهاسكالا ، يهودية الأنوار ، الذي سينتمي إليه بشكل بديهي جدا . فقد انخرط سنة 1887 في منظمة بني بريث 7 ، وهي جمعية تابعة للتيار الليبرالي الإصلاحي والمنفتح على الثقافة غير اليهودية . وبها صرح قائلا : " إن ما يربطني باليهودية ليس الإيمان ... ولا الكبرياء الوطني ... فكلما راودتني مشاعر الغبطة الوطنية ، فإني أسعى جاهدا إلى صدها باعتبارها كارثية وظالمة ، منذرة ومرعوبة عبر مثال الشعوب التي نعيش بين أحضانها ، نحن اليهود الآخرين . على أنه تظل العديد من الأشياء المحددة لجعل جاذبية اليهودية واليهود عصية على المقاومة ، قوى عاطفية غامضة عديدة ـ خصوصا وأنها أشد منعة من أن تفهم بواسطة الكلمات ـ من ثم الضمير الحي لهوية داخلية ، الإحساس الداخلي للبناء النفسي ذاته 8 . "
كما أن افتتانه بموسى يكشف انشغالات اليهودية المتنورة . لذلك يتساءل فليبسون أيضا حول الأصل المصري لاسم موسى ثم إنه يعمل من موسى مشرعا ، قائدا للشعب ، وشأنه في ذلك شأن فرويد ( وربما بعده ) ، الأب المؤمثل للديانة الموسوية ، عاملا على شطب الأب المؤسس الحقيقي ، البطريرك أبراهام .
ومن أجل تدوين اسمه على غلاف كتاب غربي ، هذا العالم الذي لا ينتمي إليه بالولادة ، لجأ سيغموند فرويدإلى استعمال الأدوات العلمية لعصره والثقافة الكلاسيكية ، إلا أنه يدين بقواه الحية ومواساته اليومية إلى الفرح العميق لذاكرته اليهودية . إن شلومو بن ياكوف لا هو حاخام أرثذوكسي ولا هو رجل ورع ، وليس يهوديا مندمجا ، بل هو يهودي اندماج 9 والذي تعتبر بالنسبة إليه بعض الرموز التوراتية ، وبعض الدعابات باليديشية نوعا معينا من التكافل مع شعبه و[نوعا من] " لا أدري ما الذي بقي عصيا حتى الآن على التحليل" تترجم الوفاء الذي يسميه فرويد في الوقت نفسه " مبهما " (خارقا ) و " غاية في الأهمية " .
مفتتنا طيلة حياته بالنص التوراتي ، الذي لم يقرأه في لغة أجداده ، وفي آخر كتاب له ، موسى والتوحيد ، قام فرويد ولأول مرة بتهجي كلمة بالعبرية حرفا حرفا . هل كان يعلم علاوة على ذلك ، أن الصلاة اليومية ، هي الكلمات الأخيرة التي يتلفظ بها كل يهودي ورع قبل الموت : اسمع يا إسرائيل : الرب إلهنا رب واحد 10 ؟
ـــ
مصدرالنص : سيغموند فرويد ، منشورات دفاتر ليرنا Les Cahiers de L’Herne باريس ، 2015 تحت إشراف لورانس تاكو ( Tacu)
1 ـ إهداء كرر في كتاب سيغموند فرويد ،أمكنة ، وجوه ، موضوعات ، باريس ، Gallimard/ Complexe,1979,p.134. انظر أيضا يوسف حاييم جيروشالمي ، موسى فرويد . يهودية ذات نهاية ويهودية لا نهاية لها ، باريس ، غاليمار ، 1993 .
2 ـ أطور هنا الأمثلة التي تمت مقاربتها في كتاب حياة فرويداليومية ومرضاه ، باريس ، هاشيت ، 1986 وكتاب فرويد الإنسان ، باريس ، سوي ،1991 .
3 ـ ثيو فريمر ، فرويد ، قارئا للتوراة ، باريس ، بوف ، 1982 .
4 ـ ماريان كرول ، سيغموند ، ابن جاكوب ، باريس ، غاليمار ، 1983 .
5 ـ سيغموند فرويد ، تفسير الأحلام ،باريس ، بوف ، 1967 ، ص 495 ـ 496 ؛ انظر أيضا تحليل ديدييه أنزيو ، التحليل الذاتي لفرويد ، باريس ،بوف 1975 ، ص 389 ـ 407 .
6 ـ سيغموند فرويد ، أمكنة ،وجوه ، موضوعات ، مرجع سبق ذكره ، ص 51 .
7ـ Standard Edition,9,255.
8 ـ سيغموند فرويد ، 6 ماي 1926 ضمن مراسلات 1873 ـ 1939 ، باريس ، غاليمار ، 1979 .
9 ـ موريس أولاندر ، "اللامندمج " ضمن في بلدة نائية ، ( دار نشر م . غريبانسكي ) ، باريس ، غاليمار ، 1994 ، ص 258 ـ 265 .
10 ـ سيغموند فرويد ، موسى والتوحيد ، باريس ، غاليمار ، 1986 ، ص 90.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي قدمته إيران إلى لبنان منذ بدء الهجوم الإسرائيلي؟


.. فرنسا.. مظاهرات في باريس تنديدا باستهداف المدنيين في لبنان و




.. أطفال يروون تفاصيل قصف مدرسة نزحوا إليها في دير البلح بقطاع


.. كاميرا الجزيرة ترصد غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوب




.. كيف استعدت إسرائيل للقضاء على حزب الله؟