الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدين بين البساطة والاعتدال والحدة

ماجد ساوي
شاعر وكاتب

(Majed Sawi)

2024 / 5 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حينما يدخل رجل في الاسلام فانه لن يخرج في اسلامه الجديد عن ثلاث حالات ؛ فاما ان يكون اسلامه بسيطا او معتدلا او حادا ؛ والسبب في كل حالة هو ناشيء من طبيعة شخصية الفرد نفسه التي قد تكون بسيطة او معتدلة او حادة.

في التدين البسيط تجد الرجل ياخذ دينه من اي مكان دون مراعاة لمدى علمية وفقاهة المصدر كان يستفتي دور الافتاء في بلده على ضعفها وركاكتها في العلم بالشريعة فيكون لديه علم بالدين بسيط وغير منجز للحجة لانه يحمل فتاوى جهلة لايعرفون بالسبق بالعلم.

ايضا التدين البسيط شديد التاثر بالاشخاص فتجده يتبع الافراد فقط لان مظاهرهم حسنة فيتبع طويل اللحية كبير العمامة والذي يحسن الكلام اللطيف وايضا من تبدو عليه علامات المعرفة كحديثه عن مسائل الخلاف ومدى تميزه في معرفتها فان هكذا اناس يجذبون ذوي التدين البسيط بلا ريب.

ايضا التدين البسيط يعاني من مشكله وهي جهله بدينه نفسه فهو لايعرف الا المعارف الدينية الاولية كاحكام الصلاة والزكاة والصوم والحج واما ماسواها من المسائل كمسائل الاعتقاد والفقه والمعاملات فهو صفر كبير فيها ولايمكنه معرفة الصحيح منها لذا فهو يتجاهلها ولايلقي لها بالا غالبا ولا يهتم بها .

ايضا يواجه التدين البسيط مشكلة وهي تقديس الافراد فتجده يقدس الاشخاص كثيرا ويعتقد فيها عقائد كثير منها فاسدة كالاعتقاد بانه يوجهون الكون ويتحكمون بالخلق وغير ذلك ، وايضا هو يحتفظ لهؤلاء الاشخاص بمنازل سامية فلا يقبل اي انتقاد يوجه اليهم ولربما قاتل في سبيل الدفاع عن صورهم الالهية في عقله وروحه.

اما التدين الحاد فهو نوع من التدين يكون الرجل فيه مائلا الى الحدود القصوى في كل امر وتغلب العاطفة على اصحاب هذا النوع من التدين فتجدهم انفعاليين وشديدي التقلب وذوي امزجة صعبة الارضاء وكذلك فانهم يكونون مستعدين للاندفاع في دفاعهم عن افكارهم ومعتقداهم وتقديم ارواحهم رخيصة في سبيل ذلك .

ايضا ينزع اصحاب التدين الحاد الى الاهتمام بالمسائل في العقيدة واهمال مسائل الفقه والاحكام فيكون تركيزهم منصبا على احراز العقائد الصحيحة - بحسب مايرون هم طبعا من زعمهم بصحتها - ويفكرون دوما بمعرفة عقائد الاخرين وجل نشاطهم منصب على التبشير بمايؤمنون به وما يعتقدونه من عقائد .

وكذلك يتضح من شخصيات ذوي التدين الحاد هو ضعف اعتمادهم على العقل بل هم يعتبرونه شركا اكبر حينما يستعملون عقولهم فلا يفكرون ولا يعملون انظارهم حينما يواجهون امرا ما ؛ بل يتجاهلون التفكير فيه ولا يستعملون عقولهم الا فيما يرتبط بحياتهم اليومية وما يواجهونه من مشاكل وصعوبات فقط لاغير .

وايضا فان اصحاب التدين الحاد يقومون دوما بالتغيير فيما يؤمنون به فلا يكادون يثبتون على عقيدة واحدة ؛ والتغيير مرده الى جهلهم بالعقائد والافكار الصحيحة فيلجئون الى ترك كل عقيدة يشكون في سلامتها لهذا فانهم اناس متغيرون ومتقلبون دوما لاريعرف لهم حال ثابت ولا شان راكز ولا استواء راسخ ولا مكان متين.

اما التدين المعتدل فهو اسلم الانواع هذه كلها حيث ان صاحبه يشعر باستقرار ديني وثبات في اسلامه وطمانينة في عقيدته ولا يعاني من مشاكل الشك والتردد في اموره الدينية ؛ وهو رجل خير ولا يحب الشر ويعشق ربه والهه ولا يريد الا الفوز في اخرته وليست لديه توجهات اجرامية .

ايضا المتدين المعتدل لا تتغير يقينياته بسهولة فهو راسخ في ايمانه ثابت القدم في امره لا يتحرك مع كل ريح ولا يميل مع كل امعة ؛ وايضا هو لايقدس احدا بل يرى الجميع اناسا يخطؤون ويصيبون وانهم بشر سيعرضون على الله يوم المحشر وسيحاسبون ولا يرى عصمة الا للانبياء والرسل والائمة واما مادونهم فانهم لا شرف لهم الا بالتقوى والعمل الصالح وان الناس عبيد الله واحبهم اليه احسنهم لعبيده.

واخيرا فان المتدين المعتدل يواظب على اداء الفرائض ولا يتخلف كما يفعل اهل الشك والتردد وملتزم باحكام دينه ايما التزام وهو لا يريد الا رضوان الله جل وعلا يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي

الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي