الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهافت الصحافيين السودانيين (٢)

محمد الصادق

2024 / 5 / 30
الصحافة والاعلام


طُرِحت قبل ايام مبادرة رؤساء تحرير الصحف السودانية وقادة الإعلام
من اجل السلام وايقاف الحرب، وذكر بيان المبادرة
أنها جاءت:

"" للمساهمة الفاعلة في إسكات البنادق وتوحيد الرأي والرؤية وتناسي الخلاف والاختلاف
وتجاوز المرارات ومعارك الماضي"

والمبادرة تدعو ل..

""1- وقف إطلاق نار دائم يؤسس لمرحلة انتقالية تأسيسية بالسعي بين الأطراف
لتنفيذ مقررات اتفاق جدة.
2- حوار سوداني - سوداني
لا يستثني جهةً
للاتفاق على الحد الأدنى
من المشتركات الوطنية.
3- دعوة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني السودانية والمجتمع الدولي والإقليمي
لدعم الحوار السوداني - السوداني""

المبادرة كانت خجولة جدا
وباهتة جدا
فقد وقعها
خمسة صحفيين فقط
من بين مئات الصحافيين (المشهورين)
وحتي هؤلاء
ما لبث احدهم أن انسحب !!!

ولكي نبيّن مستوي التهافت
الذي انحدر اليه صحفيونا
بتأثرهم بالأستقطاب السياسي
دعونا نأخذ مثالين متناقضين:
اثنين من الصحافيات البارزات
احداهما أيدت المبادرة
والأخري قبلت ثم انسحبت:

الصحفية سمية سيد
تلقت الدعوة من عثمان ميرغني وهي تقول انها تري في المبادرة:

""فرصة في تقديم رؤية مهنية لانهاء الاوضاع الماساوية،
وهي فرصة لحوار مجتمعي شامل
يمكن ان يقود الى ايقاف انهيار الدولة،
وتمزيق الوطن""

والسبيل الي ذلك واضح ومعروف:

"" باعلاء مصلحة الوطن
على المصالح الذاتية
والمكاسب الشخصية""

الغريب العجيب ..
ان الصحفية أكدت:

""لن اتوقف عن المشاركة في اي مبادرات
تخرج بلادنا من هذه الازمة الكارثية""

برغم ذلك تنسحب الصحفية من المبادرة
وتأخذ بترديد بعض الكلام
الذي يردده رافضو وقف الحرب:

""بتنفيذ التزامات مفاوضات جدة،
المستندة على القانون الإنساني الدولي
والقانون الدولي لحقوق الإنسان لحماية المدنيين،
بالخروج من منازل المواطنين
ومن الاعيان المدنية"" !!!

النموذج الآخر:
الصحفية المذيعة نسرين النمر
وانا لم استغرب لإستغراب البعض
من وقوفها بجانب المبادرة
نظرا للإستقطاب الشديد الواضح
لداعمي كلا الطرفين،
والأعلامية بررت بحنكة موقفها المستغرب:

""عندما تكون مستقلا
لا تدفعك مصالح ذاتية أو أطماع
سيكون بمقدورك رؤية المشهد
بشكل اوضح""

وهذا نعتبره -علي الأقل-
حس ""صحفي"" عالي
لأن الصحفي يهتم بما يهم الناس
ولا يستغرب نظرته "المستقلة" لقضاياهم.
ولا يستعجب لأحدهم
ان تهزمه انسانيته
أمام مصلحته الذاتية !!!
نظرا لأن هذه الحرب
بها مشاهد لا حصر لها
كفيلة بأن تجعل الجبل
خاشعا متصدعا
او ربما حتي تجعله
يندك دكاً.

دافعت الصحفية عن المبادرة
بأنها:

""محاولة لإجتراح طريق ثالث لإنهاء معاناة الشعب السوداني"

وقالت إن..

""المبادرة تستند علي مايريده أصحاب المصلحة
أو المستفيدين.
وهم ببساطة الشعب السوداني
اذا فالشعب أولًا
الجميع يجتمع حول ضرورة وقف الحرب""

والأعلامية تكشف من وجهة نظرها
لماذا إصرار الآخرين
علي مواصلة الحرب:

"" لكن الفاعلين في المشهد الآن
يختلفون للأسف
حول كيفية وقف الحرب
والقفز الى نتائج السؤال الاكثر ذاتية وهو
أين سيكون موقعهم
اذا ماوقفت الحرب""

ونسرين تري
ضرورة التفكير خارج الصندوق:

""ما أراه مناسبا في هذه المرحلة
هو الدفع بقوة بإتجاه
ما للجيش للجيش
وما للمدنيين للمدنيين
يبدأ ذلك بالعوده الي جدة""

بما يعني انه لا شأن للعسكر
بما يلوكونه ويكررونه
حول قضية منازل المواطنين.

موقف الصحفيتين من المبادرة
يعكس مدي شدة الإستقطاب
بين الصحفيين والأعلاميين
فما بالك بالسياسيين
وأتباعهم من عامة الناس.
ولذلك لا عجب
من أن المبادرة
لم تلق إقبالاً.
ونحن لا نبالغ
اذا قلنا ان الإنقسام نفسه واشتداده
كان سببه الإعلام
فالإعلاميون
لم يقلبوا الصفحة
بعد سقوط النظام السابق
وإنما انقسموا بين مؤيد للثورة
ومعارض لها
بل صار بعض الصحفيين
هم اول صفوف الثورة المضادة
مما أدي الي وقوف البقية بشدة
مع صناع الثورة
وهكذا حدث الإنقسام وتنامي.
وهنا نود ان ننبه
الي شيء مهم
فيما يخص تأييد الثورة
علي النظام السابق
وهذا ما يؤيده الغالبية العظمي
فإذا قلنا ان الثورة هدم للبنيان الفاسد
او هو الجزء الأهم والأكبر
فهذا لابد ان يتجاوزه الناس
ويقلبوا الصفحة
لكي يبتدئ البنيان الجديد
ومهما كان الأمر
لكن اتجاه الثورة
الي "العسكرة"
وهذا بالطبع لم يتأكد
وهو شيء مرفوض تماما
لكن مجرد احتماليته
كانت كفيلة
بأن يتخذ كل الصحفيين
موقفا وسطا
لتجنيب البلاد المآلات السيئة
خاصة وأن اغلب صحفيينا
يزعمون انهم مستقلون:
كل همهم البحث عن الحقيقة
وعكسها بدون ادني تحيز
ومعظم صحفنا
تكتب تحت اسمها
أنها "سياسية مستقلة" !!!

طبعا الكل يعلم
مدي تأثير الصحافة والإعلام
ونوضح ذلك بشيئين:
اولهما التردّي في رياضة كرة القدم
حيث الفشل المستغرب
لعشرات السنين
من تحقيق السودان
لأي من البطولات
حتي علي مستوي القارة
بالنسبة للأندية أو المنتخبات
بل ان تجاوزنا للتصفيات الأولية
بين الفينة والأخري
صار يعدّ انجازا وإعجازا !!!
مع اننا كنا
من رواد اللعبة الأوائل.

الشيءلثاني
انفصال جنوب السودان
واستقلاله كدولة.
ولا يستطيع احد
ان ينكر التأثير الواضح
لتبني احد الصحف المعروفة
لخيار الإنفصال
والدعاية له
منذ وقت مبكر
بحجة إختلاف
الثقافة والدين
والطبائع وحتي "السحنات" !!!

والآن ما أن تسمع احد الصحفيين
وهو يتحدث
في قناة فضائية عن الحرب
حتي تصاب بخيبة أمل وإحباط
وتدرك ان الحرب
لا محالة ستطول
وربما ستستمر
لأعوام وأعوام.


الخرطوم.


>>> تذكرة متكررة <<<
=======

نذكّر بالدعاء
في كل الأوقات ..
وفي الصلاة والسجود والركوع ..
علي الظالمين..
الذين اخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
وكل من شارك في ذلك
ولو بشطر كلمة.

فالله .. لا يهمل
ودعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ستتعامل فصائل المقاومة في غزة مع المرحلة الثانية التي أع


.. آليات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلين شرق أريحا




.. -غزة صارت فخا للموت وجحيما من الرعب-.. شهادات لوالدات جنود ي


.. شاهد| دبابات وجرافات إسرائيلية تتقدم إلى مناطق قريبة من جسر




.. خالد مشعل عن غزة: -تدمرت ثمناً للمقاومة-.. وردّ من الهبّاش: