الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والعلم… أوجه الصراع والخلاف

ثائر البياتي

2024 / 5 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ومع تحول البشرية بشكل متزايد نحو العلمانية في القرون الثلاثة الماضية بعد الإكتشافات الكبيرة في علوم الفيزياء والفلك والأحياء، تقلص حدود الإيمان بالغيبيات، وتصاعدتْ إدعاءات بإن الدين والعلم متوافقان في خدمة الإنسانية. في هذا المقال أبين أنَّه لا توافق بين الدين والعلم، بل هناك خلاف وصراع مستمر بينهما في المنهج والمضمون وعلى مر التاريخ. ولتوضيح ذلك، أعرف أولاً ماذا يعنيه الدين ونهجه وأبين ما هو العلم ومنهجه؟ وثانياً، ابين تعارض المعتقدات الدينية مع العلم. والمقال لا يعترض على الجانب الإيماني المحض في الأديان، بأعتبارها مسائل شخصية، بل يناقش الجوانب الدينية التي تقتحم مجالات العلم.
الدين
معتقدات معينية، يعتنقها مجموعة من الناس يمارسون طقوس خاصة ويتابعون قيم أخلاقية يأتي بها أنبياء ورسل، كالوصايا العشرة التي تقدم بها النبي موسى لقومه. ومن مبررات وجود الدين، الخوف من الموت والحاجة للأمان والطمئنينة في عالم مليئ بالكوارث، أعتبر الإنسان حدوثها بسب غضب الآلهة. وتمثلتْ الآلهة عند الإنسان باشكال الطبيعة، فعبد الشجر والحجر والشمس والقمر وسواها، واعتبرها مسؤولة عن مصيره ومستقبله، وأقام الصلوات وقدم النذور إرضاءً لها. وبتطور الإنسان وإكتشافه بعض من أسرار الطبيعة، وتمكنه من السيطرة على بعض كوارثها كالفيضانات والحرائق، ومعرفته عن الكواكب وأقتناعه بأنَّ لا علاقة لها بالأقدار، جرد آلهته وبالتدريج من بعض قدراتها ولكن ليس من جميعها، حيث لا زال الكثير من الناس يعتقدون أنَّ للقوى الغيبية دور كبير في تقرير مصير الإنسان رغم تطور العلوم.

العلوم
دراسة منهجية لظواهر الحياة من خلال تفسيرات تعتمد على ملاحظات أولية وفرضيات قابلة للتجربة والإختبار والدحض والتكذيب. والعلوم ليستْ مجرد عملية إختبار فرضيات من خلال تجارب، بل أنَّ التجارب تصمم بطريقة تحمي البحوث من الهفوات التي يمكن أن تؤدي الى نتائج خاطئة. والإختبارات تقبل التكرار والتدقيق، وتخضع لرقابة صارمة تشرف عليها مؤسسات رصينة. وأي تجربة تفشل في كشف الأخطاء توصف بإنها غير علمية. كما وأنَّ أي إعتقاد يهمل، إذا وجدتْ أدلة منطقية وتجريبية تثبت خطأ الإعتقاد. والعلم لا يقبل المغالطات المنطقية ومنها مغالطة اللغز.
مغالطة اللغز
وتظهر مغالطة اللغز في حالات كالسحر والمعجزات الدينية، ويتم اللجوء اليها عندما يعجز الناس عن معرفة سبب حدث أو لغز ما، فيعتقد الجميع أنَّ المسبب قوة غيبية متعالية. ويبرز استخدام المغالطة في الدفاع على المعتقدات الدينية، كمسألة الخلقية والروح والمعجزات.

مسألة الخلقية
ومفادها، أنَّه هناك مصمم، خلق الكون وكل ما فيه من كيانات وأحياء ووضع فيها الدقة والتنظيم. وإنّ المدافعين عن الخلقية يفترضون وجود مصمم، ولكنهم يتجاهلون السؤال المنطقي الذي لا ينتهي: حاجة المصمم الى مصمم أكبر وأكبر... وأكبر. ويقحمون أنفسهم في مجال العلوم عندما يحددون عمر الكون وكيفية نشوء الحياة، كما في "قصة الخلق في ستة أيام وقصة آدم وحواء" التي وردتْ في الكتب المقدسة وعلى رأسها التوراة والقرآن. وإنَّهم يقدمون حجج غير صحيحة تجريبياً، عندما يدعون في نقاشاتهم، بأنَّ الشيطان زرع حفريات قديمة ليجعل الكون يبدو أقدم مما هو عليه. بإعتبار أنَّ الله، بحسب الأدبيات الدينية، خلق الكون قبل نحو ستة ألاف سنة. وهذا خلاف العلم الذي يبين أنَّ عمر كوننا يقدر ببلايين السنين.
الروح:
والروح شيء غير معرَّف، ويعتبر وجوده من الناحية العلمية، خارج الكيان المادي للجسد وهماً. وسبب ذلك، أنَّ علم الأحياء يبين أنَّ أدمغتنا تنتج سلوكنا وعقولنا(روحنا) الذي لا وجود له خارج مادة جسمنا.
المعجزة
ظاهرة خارقة لقوانين الطبيعة، تحدث في الواقع الحقيقي لمرة واحدة ولم تتكرر، وغير قابلة للتفسير بالقوانين العلمية ويُعزى وقوعها الى تدخل قوى غيبية، ويتم الأخذ بها بسبب مغالطة اللغز. وناقش ظاهرة المعجزات فلاسفة كثيرون، وربما أفضل من ناقشها الفلسوف البريطاني ديفيد هيوم، ومن جملة ما يقوله: إنَّ المعجزة إنتهاك صارخ لقوانين طبيعية مدعومة بأدلة أقوى بكثير من الأدلة المحدودة التي تؤيد قصة حدوث المعجزة المزعومة. وبذلك من المنطقي ترجيح عدم تصديق القصص المروية عن المعجزات.

تحدث المعجزات استجابة لدعوات الأنبياء والرسل، لتبين مقدرتهم ومكانتهم عند الله. ومن المعجزات: في اليهودية: إنشقاق البحر بدعوة من النبي موسى وعبوره مع قومه على اليابسة، ووقوف الشمس لنحو يوم واحد، بدعوة من النبي يوشع بن نون، ليتمكن من الإنتصار على أعدائه. وفي المسيحية: ولد السيد المسيح من عذراء واقام الموتى. وفي الإسلام: أنشق القمر إستجابة للنبي محمد لإقناع الكفار برسالته.
وفي البوذية: تكلم بوذا بعد ولادته مباشرة وشطر مياه نهر فائض الى شطرين ومشى بين الشطرين على اليابسة. وفي الوثنية: أقام آبولونيوس اليوناني الموتى وصعد الى السماء بجسمه كما فعل السيد المسيح.

وإنَّ المُعتقد بالمعجزات والدعوات بوجود كيانات غيبية، ينبغي أن يخضع لمبدأ: البينة على من ادعى.

البينة على من ادعى
قاعدة منطقية وقانونية، تُستخدم في القضاء لحل الخلافات والنزاعات. ومفادها، أنَّ المدعي بقضية ما، يتحمل عبء إثبات صدق قضيته. وبمعنى أنَّ أي دعوة تحمل خبراً، والخبر يُحتمل أن يكون صادقاً أو كاذباً، وتخرج الدعوة عن كونها خبراً صادقاً ما لم تستند على حجة واضحة يقدمها المدعي.
وإنَّ المعتقدات الغيبية كوقوع المعجزات والإيمان بوجود الله وكيانات كالملائكة والجن والشيطان وما شابه، لا تكون دعوات صادقة ما لم يقدم المدعي دليلاً واضحاً على صحتها. وإنَّ جميع الأدلة المزعومة التي يُقدمها مفكرون مؤمنون لتبرير وجود الغيبيات تحمل مغالطات منطقية، تمَّ تفنيدها، راجع(1). وهناك مغالطة منطقية شائعة، تحدث عندما يطلب المؤمنون بالغيبيات من الذين لا يؤمنون، أن يقدموا أدلة على عدم وجود الغيبيات. والطلب مردود منطقياً، بإعتبار أنَّه بالأساس، لا توجد دعوة من مدعي، يدعي بعدم وجود كيان غيبي. ومما سبق نستدل أن الدين والعلم يبحثان عن الحقيقة ولكن بمنهجين مختلفين.
وعلى النقيض من العلم، أنَّ منهج الدين في الوصول الى الحقائق ليس بالتجارب والإختبارات، بل من خلال الإيمان القطعي والذي يُعتبر في الدين، فضيلة، فيما يُعتبر في العلم رذيلة. ولم يتحدد الصراع بين الدين والعلم على مستوى المفاهيم المنطقية والمنهجية، بل تعدى ليشمل الوقوف ضد حركات النهضة والتنويرالتي حدثتْ في التاريخ البشري كالنهضة العلمية التي قامتْ في العصر العباسي والنهضة الأوربية الحديثة.
النهضة العلمية في العصر العباسي:
بدأت بوادر النهضة في القرن الميلادي الثامن، بظهور عدد كبير من العلماء والباحثين في مختلف الميادين، بفضل إهتمام الخلفاء بحركة الترجمة، التي ظهرتْ الحاجة اليها بسبب التوسع الإسلامي واحتلال أجزاء من أمبراطوريات عريقة كالحضارة الرومانية والفارسية. وساهم في حركة الترجمة بسبب الإنفتاح، ناس من مختلف الأقوام والأديان، منهم الرهبان المسيحيين والصابئة واليهود والفرس والهنود وغيرهم، ترجموا من لغاتهم المختلفة الى اللغة العربية، ما كان بحوزتهم من كتب التراث اليوناني والفارسي والهندي وغيرها. ووصلت النهضة العلمية اوجها في زمن الخليفية المأمون، حين أصبحت بغداد مناراً للعلم في العالم. وفي المقابل، نافستْ الأندلس بغداد في حركة الترجمة والبحوث والتأليف. ولكن، لم يرق ذلك الإنفتاح والتطور العلمي الذي حدث في بغداد والأندلس للكثير من المتشددين المسلمين.

وقاد المتشددون حملات شرسة، وبفتاوى من أئمة الدين، ساهمتْ في وأد النهضة العلمية وهي في مهدها، وقتل وسجن وشرد بسببها، شعراء وعلماء وفلاسفة، بتهمة الإلحاد والزندقة، وحتى أنَّ الخليفة المأمون أتهم بعد وفاته بالإلحاد، بإعتباره شجع العلماء والباحثين، وفتح مجالسه للمناظرات الحرة في مختلف المعارف ومنها المعتقدات الدينية، ومن ضحايا رواد الحضارة، شعراء وادباء: كعبدالله بن المقفع، وصالح بن عبد القدوس، وبشار بن برد، وابي العلاء المعري. ومنهم فلاسفة وعلماء: كالحسين الحلاج وجابر بن حيان، والفارابي وابن سينا والكندي وابن الهيثم والرازي. وفي الأندلس لاقى العلماء نفس المصير السيء، ومنهم: أبن حزم وأبن باجة وابن رشد، حين حُرقتْ كتبهم وفُرض على بعضهم الإقامة الجبرية حتى وفاته. ولم يتحدد صراع الدين مع العلم في الشرق الإسلامي فحسب، بل شهد الغرب المسيحي صراعاً مشابهاً خلال النهضة الأوربية، ولكن بعنف أقل.
النهضة الأوربية الحديثة
بدأت النهضة في أوائل القرن الرابع عشر في ايطاليا، على أثر حركة أحياء التراث اليوناني والايطالي القديم، وكانت حلقة الوصل الحضارة العباسية، بما توفر فيها الكثير من الترجمات من التراث اليوناني والروماني. وقد وصلت بعثات غربية كثيرة الى الشرق لنقل المعارف والعلوم، وما أن أصبحتْ معالم النهضة والتنوير واضحة في اوربا، بدأ الصراع بين الدين والعلم. ومن أبرز الأحداث التي وقعتْ في القرن السادس عشر، معاقبة الكنيسة الكاثوليكية عالم الرياضيات والفلك كوبرنيكوس بالتوبيخ، ومنعتْ تداول كتبه، وجريمته أنَّه صاغ نظريته في مركزية الشمس، عندما قال: إنَّ الأرض تدور حول الشمس، بعكس ما تبنته الكنيسة لأكثر من ألف عام، من العالم اليوناني بطليموس، الذي قال أنَّ الأرض في مركز الكون والشمس وجميع الكواكب تدور حولها. وكذلك، حاكمتْ الكنيسة الفيلسوف الأيطالي برنو وتمَّ حرقه في ساحة عامة، واعتبرت أفكاره هرطقة (خروج عن تعاليم الكنيسة، ما يوازي الزندقة في الإسلام)، لأنه ساند نظرية كوبرنيكوس وأعلن تشككه بعذرية السيدة مريم. وكذلك حاكمتْ الكنيسة عالم الفلك غاليلو، وقررتْ وضعه تحت الأقامة الجبرية، لأنَّه طور التلسكوبات واستخدمها في رصد الأجرام السماوية، ودعم نظرية كوبرنيكوس في مركزية الشمس. وظهر الخلاف حاسماً في القرن التاسع عشر، عندما أعلن داروين نظريته في التطور، ورغم إختلافه الشديد مع التعاليم الدينية لأنها تعارضتْ مع قصة الخلق التوراتية، ولكن الكنيسة لم تحاكمه، خوفاً من نقمة الناس في وقت حققتْ فيه العلوم الكثير من النجاحات. ومع تقدم العلوم، تبنتْ الكنيسة الكثير من المواقف الإيجابية من العلماء.

وصف بابا الفاتيكان بيوس الثاني في عام 1939، العالم غاليلو، بأنه من أكثر أبطال البحوث العلمية شجاعة ولم يخش عقوبة الموت، بإشارة الى عدم إرتياحه لموقف الكنيسة من قضية غاليلو. وأعرب البابا يوحنا بولس الثاني بتصريحات رسمية في عام 1992عن أسفه لطريقة تعامل الكنيسة مع قضية غاليلو. وقررتْ الكنيسة، كرد إعتبار لغاليلو، بوضع تمثالاً له في داخل مبنى الفاتيكان في عام 2008.

وبخصوص نظرية التطور، ذكر البابا بيوس الثاني عام 1950 أن الكنيسة لا تمنع العلماء من البحث في النظرية. ومؤخراً، اعتبر البابا فرنسيس، أنَّ النظريات العلمية كنظرية الأنفجار الكبير ونظرية داروين لا تتعارض مع الدين، بأعتبار أنَّ الأنفجار الكبير يستلزم وجود الخالق كمحرك أول، والتطور يستلزم خلق الكائنات التي تتطور، وأعتبر نظرية داروين أفضل التفسيرات لتطور الأحياء. وعلى أثر التغيرات الأيجابية التي حدثت في مواقف الكنيسة من التطورات العلمية، بدأ الكثير من المؤمنين يدعون توافق الدين مع العلم، ويزعمون أنَّ العلوم ونظرياتها، مكمونة في النصوص المقدسة. والسبب، أنَّهم بدأوا يبحثون عن كلمة أو جملة هنا وهناك في الكتب المقدسة لها علاقة بالعلوم، ومتى ما وجدوها يدعون أنَّها تشير الى نظرية علمية معينة. ورغم أنَّ الإدعاءات لا تحمل وزناً علمياً، لما فيها الكثير من المغالطات المنطقية والأوهام الفكرية، التي يصعب على عامة الناس إكتشافها، لعدم معرفتهم بأسس البحث العلمي ومنهجه ولا بتاريخ الحضارات ومعارفها، وتأثيراتها على كتابة النصوص الدينية. وأذكر هنا بعض الادعاءات اليهودية والإسلامية:
التوراة:
1. سفر يشوع 10: وقوف الشمس تلبية لطلب النبي يشوع بن نون. "الشمس و القمر وقفا في بروجهما لنور سهامك الطائرة للمعان برق مجدك". ومن التساؤلات: كيف لا نجد تدويناً لهذا الحدث الجلل في الحضارات المعاصرة للحدث، رغم وجود التدوين، وقبل آلاف السنين لأبسط الأمور كطرق طهي الطعام والزواجات والطلاقات وما شابهه؟ هذا إذا اعتبرنا أنَّ الحدث الخارق حدث فعلاً.
2. مز 135 وايضاً(16:51، 13:10): تكون وسقوط المطر. " المُصعد السحاب من أقاصي الأرض الصانع بروقاً للمطر". وجاءت الإشارة اليها بعد المعرفة العلمية لتكون المطر وسقوطه.
3.أشعيا(22:40). في إشارة الى تمدد الكون. " ينشر السماوات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن" وبدأت الأشارة اليها بعد نشر نظريات نشوء الكون كالأنفجار العظيم وما يترتب في توسع الكون.
القرآن:
1.إعجاز طبي، إشارة الى علاقة الأوكسجين بضيق الصدر. الرابط ( 1)
الآية: "فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ" سورة الأنعام(125). والآية بحسب المفسرين، تدل على إعجاز القرآن وأنَّه منزل من الله، بإعتبار أنَّ محمد النبي الأمي لم يكتب القرآن، ولا يعلم بعدم وجود الأوكسجين في الطبقات العليا من السماء. ولكن الحالة كانت معروفة عند الإنسان، لأن صدره يضيق عند صعود الجبال العالية، حيث يقل الأوكسجين.
2.إعجاز فلكي. الرابط( 2)
"وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ۝ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ۝ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"[يس:38-40]. ومن الواضح أنّ صاحب الفديو، لا يعرف أنَّ البابليين، كانوا يعرفون عن مدارات الشمس والقمر ومواقعهما، وكيف أنَّهم حددوا تواريخ وقوع الكسوف والخسوف بالدقة ولسنوات طويلة قادمة قبل نزول القرآن بأكثر من ألفي عام. والألواح الطينية التوثيقية محفوظة في المتحف البريطاني.
3.إعجاز عددي. الرابط(3) تظهر علاقات عددية، بين الأيات والسور القرآنية وسنين نزول القرآن. والمغالطة، أنَّ الأعداد غير دقيقة، باعتبار أنَّ الآيات جمعها ناس غير معصومين عن الخطأ والسهو.
4.سورة إنشقاق القمر. من معجزات النبي محمد
"اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ۝ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ۝ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ" ۝ [سورة القمر:1-5]. ولكن، لم نجد توثيق لهذا الحدث، رغم وجود التدوين لآلاف السنين الماضية في حضارات معاصرة لحدوث المعجزة المزعومة.
الإستنتاج
يبقى الصراع بين الدين والعلم قائماً ولزمن طويل، لكونهما يتبعان منهجان مختلفان لفهم الحقيقة. وفيما تُعتبر الحقائق في الدين، مطلقة ومنزلة أو موحاة من الله، يعتبرها العلم نسبية، تُفسر الظواهر الواقعية بحسب فرضيات قابلة للتجربة والتدقيق. وهذا الإختلاف المنهجي يخلق الصراع المستمر، وكما شاهدناه في العصر العباسي، عندما وأد المتشددون نهضة علمية، كان لها أن تستمر وتزدهر، ومثلها حاول المتشددون المسيحيون تعويق حركة التنوير الأوربي، ولكن تشددهم لم يكن عنيفاً كما في الشرق، فتمكن العلم من التقدم والأزدهار، واستمرت النهضة الأوربية التي وصلتْ أنوارها الى كافة أنحاء العالم، ولكن الصراع لم يتوقف.

ويتجدد الصراع كلما يظهر إكتشافاً علمياً جديداً يتعارض مع التصورات الدينية، كمعارضة رجال الدين، إجراء العمليات الجراحية للإنسان، بسبب أنَّ العمليات تسبب نزفاً للدم، تُذكّر المؤمنين بنزف دماء السيد المسيح عند صلبه. وكذلك معارضة إستخدام "عقار تخفيف آلام الولادة"، بإعتبار أنَّ تلك الآلام، بحسب التفسيرات الدينية، عقوبة إلهية للمرأة، لأنها سببتْ خروج آدم من الجنة. ويستمر بعض رجال الدين بتحريض الناس ضد نظرية التطور، خلافاً لموقف الكنيسة، وهناك دعوات قضائية كثيرة رفعت ضد تدريس النظرية في المدارس العامة، ويكفي أن نعرف، أنَّه هناك أكثر من 228 دعوة قضائية مسجلة ضد المدارس التي تُدرس نظرية التطور في أمريكا فقط، وأشهرها محاكمة أستاذ علوم الحياة في ولاية تنسي عام 1925 والذي عوقبَ بالسجن والغرامة، بسبب مخالفته لقرارات الولاية التي منعتْ تدريس النظرية. ومانعتْ الكثير من الولايات الأمريكية والى سنوات قريبة، تدريس النظرية، والبعض يرى ضرورة تدريس مسالة الخلقية في المدارس جنباً الى جنب مع نظرية التطور. والذي يجري اليوم من مناهضة بحوث هندسة الجينات وعلم الأجنة في الغرب وأمريكا من قبل متشددين يهدد مستقبل التطور، وهذا أمر لا يحدث في الكثير من الدول.

المصادر
1. صحوتي الفكرية. تاليف الدكتور ريمون شكوري
https://www.goodreads.com/author/show/16842744._
2. إعجاز طبي في القرأن:
https://www.youtube.com/watch?v=4D2Gj5i6kdA

3. إعجاز فلكي في القرآن:
https://www.youtube.com/watch?v=-fP1NXt1vP4

4. إعجاز عددي في القرآن
https://www.youtube.com/watch?v=ft-OpL1k1W4

5. إعجازات علمية في الكتاب المقدس
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=135776

6. الموقف التعليمي من نظرية التطور في مختلف الولايات الأمريكية
https://worldpopulationreview.com/state-rankings/evolution-teaching-states








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال مهم يستحق التقدير
علوان حسين ( 2024 / 6 / 1 - 10:04 )
مقالة مهمة قيمة لما تحويه من سرد تاريخي لتطور العلم وصيرورة الفكر الديني ثم انغلاقه وعدم مجاراته لتطور العلم وصيرورته . شكرأ جزيلاً للدكتور ثائر البياتي على الجهد المبذول والسبر العميق لموضوع حساس أشبه بالتابو وطرحه وتبسيطه والأهم تجنب التعقيد واللغة العلمية المتعالية وجعله في متناول العقول المتفاوتة حيث لم تخل تلك البساطة وجوهر المقالة وتناولها العميق ..

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية