الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس الوطني الكردي يلعب دور غلمان السلطان

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2024 / 5 / 31
القضية الكردية


صديق وقيادي في الديمقراطي الكردستاني (سوريا)، راسلني على الخاص، وطلب بود أن "أوقف الحرب الإعلامية" ضد ما يسمى ب"المجلس الوطني الكردي"!! وجوابي لذاك الصديق العزيز هو التالي؛ صديقي إننا لا نعادي أو ندعم أي طرف سياسي، إلا وفق ما يخدم ذاك الطرف أهداف وطموحات شعبنا، وبالتالي ليس هناك معاداة للمجلس من منطلقات أيديولوجية حزبوية، بل وأنت تعلم؛ بأنني كنت لبداية 2014م عضواً ورفيقاً قيادياً لكم، وأدعم المجلس والحزب في سياساته مع بعض الانتقادات لهذا أو ذاك الموقف السياسي وحتى عندما ذهب وأنضم للإئتلاف والاخوان وبات من ملحقات تركيا وأدواتها، كنا نبرر الكثير من مواقفه بالقول: إنها السياسة والكل يبحث عن تحالفات ليعزز مواقعه، مع أن الزمن كشف لنا ومع تتالي الأحداث؛ بأن دور المجلس هو فقط أداة لتنفيذ أجندات أربيل ضد قنديل من حيث الغلبة والنفوذ تكون لمن من الأطراف، ذاك من جهة ومن جهة أخرى؛ عدم إغضاب تركيا حيث خروج المجلس من الإئتلاف والعمل كشريك في الإدارة الذاتية أو حتى معارضاً له، إن كان في قامشلو أو من هولير سيدفع ب"سلطان الغلمان" ل"إغلاق الصنبور"، كما هدد هو نفسه أيام الاستفتاء في باشوري كردستان.

نعم بقينا نتأمل من المجلس بعض الخير وتحقيق مكاسب سياسية ما من ذاك "التحالف"، بالأحرى التبعية لتركيا والاخوان، لكن وبعد احتلال تركيا مع ميليشياتها لمناطق كردية من روژآڤاي كردستان في الشمال السوري، وخروج أغلبية قيادات المجلس وهم يهللون ل"تحرير تركيا" لتلك المناطق الكردية من الآبوجية وافتخار البعض من تلك القيادات؛ بأنهم شاركوا ب"ست كتائب في تحريرها"!! بل والبعض الآخر من صبيان وغلمان المجلس خرجوا يعاتبون أسيادهم من "الجيش الحر" وهم يشكون على وجل وخوف من معاملة عناصر الجيش بفجاجة وفظاظة معهم، بالرغم إنهم كانوا يرسلون لهم الإحداثيات من عفرين -والذي قال ذاك الحكي هو طبيب أسنان وعضو اللجنة المنطقية في الديمقراطي الكردستاني والفيديو شاهده الكثيرين، يعني ليس ادعاءً ضد أحد- ولكن وبعد كل تلك السفالة من جانب المجلس للاخوان والأتراك، فإن هؤلاء خوزقوا المجلس ومعهم شعبنا والقضية وطلع الخازوق من قحف الجميع بحيث أن تركيا زبلتهم ولم تسلم لهم إلا بعض المخاتير الصعاليك، بينما القيادة الحقيقية بات للتركمان وبعض الأعراب المرتزقة.

طيب أنت ب"تحالفك"، أو بالأحرى بذيليتك لم تقدر أن تحقق أي مكسب سياسي لشعبك ولقضيتك وحتى لحزبك وبرنامجك السياسي، فلما بقاءك في الإئتلاف وكجرو على باب الأتراك؟! لم لا تأت لقامشلو لتطالب بالشراكة مع الجماعة الآبوجية لإدارة المنطقة، وخاصةً أن الطرف الأمريكي يضغط لتكون هناك شراكة بينكما، وحتى إن لم يقبل جماعة الإدارة، بأن تشاركوهم، فلما لا تعودون لروژآڤا أو حتى أربيل لتشكلوا معارضة حقيقية ضد سياسات الطرف المهيمن على الإدارة، وحينها سأكون في مقدمة الذين سيدعمون سياسات المجلس، بل ومستعد أدخّل روژآڤا وأعارض سياسيات "ب ي د" الانفرادية حينها حتى وإن كنت بدي أعرض نفسي للاعتقال والسجن! أما أن تبقى لقلوق وطشي عند التركي والاخواني ومن دون أي مكسب للقضية فهي الخيانة والعمالة والارتزاق إذاً ولا مسمى آخر لها، نعم الكثير من أحزابنا دخلوا في "تحالفات مع الدول الغاصبة" لكردستان، لكنهم انجزوا لأحزابهم ولشعبنا مكاسب سياسية حقيقية؛ فمثلاً الاتحاد الوطني استفاد من النظام الإيراني باستعادة مناطقه من البارزانيين وكذلك الديمقراطي استفاد من نظام بغداد ليسترجعها من الطالبانيين، وهنا وفّي روژآڤا استفاد العمال الكردستاني من النظام السوري بالسيطرة على المناطق الكردية.

بينما أنتم جماعة لقاليق المجلس، ماذا كسبتم من ذيليتكم للاخوان وتركيا، فها هم سلموا حتى مناطقنا الكردية للتركمان والأعراب، وقاموا بتدمير مناطقنا وتغيير ديموغرافيتها وهويتها الثقافية لصالح المستوطنين وذلك بدل تسليمها لكم، كما فعلها الأنظمة الأخرى مع الأطراف الكردستانية التي أتينا على ذكرها، فهل عرفتم الفرق بين وضعكم الذيلي ووضع الأطراف الكردية الأخرى، وبالتالي لم نقول إنكم لقاليق وعملاء رخيصون.. بالمناسبة لو الجماعة الأوجلانية كانوا أذكى وأقدر على القراءة الاستراتيجية وأقل حزبيةً في التفكير، لكانوا فرضوا على المجلس أحد الخيارين؛ إما المجيء لهم معارضين ولا مشاركين أو تعريتهم من أي ورقة توت وتين وجوز تستر عوراتهم وذلك بالقبول بكل شروط المجلس، ومنها الفيفتي، وحينها كان لا مفر للمجلس والتحجج بأي سبب في الشارع الكردي للتهرب من الاستحقاقات الوطنية بحيث إما المشاركة مع أحزاب الوحدة الوطنية أو الإفلاس تماماً! للعلم لو سلمتم كل شيء للمجلس الهوليري التركي -وليس الكردي- فلن يقدر أن يخرج من ذاك الجسم العفن بقيادة تركيا والاخوان، كون مصالح هولير تتطلب بقاء المجلس تحت عباءة "سلطان الغلمان".

لذلك ولكل ما تقدم يا صديقي هي ليست حرب إعلامية ضد المجلس المخوزق والمخروق من أسفله لأعلاه، بل ضد سياساتها الخانعة المتخاذلة العميلة والرخيصة والتي تخدم تركيا وكل القوى الغاصبة لكردستان وأجنداتهم المعادية لنا وذلك بدل أن تخدم أجندات شعبنا وهذه "الحرب" له هدف واحد؛ ألا وهو تصحيح تلك المسارات الخاطئة والأدق الخائنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تتهم نتنياهو بالتخلي عن مقترح بايدن والأونروا تتحدث عن


.. اليونيسف: لدينا نحو 100 مليون طفل وشاب في القارة الإفريقية م




.. شهداء وجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على محيط خيام النازحين غربي م


.. اعتقال سائحة أميركية اقتحمت مسجدا في يافا.. واعتلت منبره




.. اليونيسف: الأمور ستصبح أسوأ إذا لم يتم وقف إطلاق النار في غز