الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرة 9 نظرة إلى التراث

رياض قاسم حسن العلي

2024 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الكثير من الكتاب المعاصرين تناول موضوع التراث وعلاقته بالمعاصرة.
والتراث هو كل النتاج الفكري والمادي الذي وصل إلينا لغاية نهاية القرن التاسع عشر وهو يمثل الفقه والتفسير والمدونات الحديثية والتاريخية والشعر والنثر والفلسفة والعلمية وعلم الكلام والنقد الأدبي ومعاجم اللغة والحكايات الشعبية والقصص والأساطير والشعر الشعبي وكل النتاج المكتوب وكذلك الآثار المادية ، ويستبعد النص القرآني من هذا التراث كونه ليس من نتاج الإنسان بل هو نص ألهى لكن تفسيره وكل الدراسات القرآنية تعد من التراث لأنها نتاجات إنسانية.
فهل علينا كي ندخل إلى المعاصرة أن نترك كل هذا التراث؟
هل سبب تخلفنا المادي هو هذا التراث؟
هل إذا تركنا هذا التراث ورائنا سوف نتقدم؟
من الواضح لكل دارس لهذا التراث أن المسلمين أنتجوا أكبر قاعدة تشريعية قانونية في التاريخ من خلال كتب الفقه وبمختلف المذاهب الإسلامية التي اختلفت في فهم الدليل النصي والرأي وكذلك أن هذه النصوص الفقهية استندت في فهم النص والرأي على قواعد أصولية عرفت بأصول الفقه ويمكن دراسة هذه الأصول والتعديل عليها وفق قاعدة الزمان والمكان الأصولية ولا يجب التوقف عند النصوص الفقهية دون إخضاعها لهذه القاعدة الأصولية ومن ثم أما تركها وخلق نصوص فقهية جديدة أو الإبقاء عليها إذا كانت ملاءمة للزمان والمكان.
إذن الغرض من إنشاء هذه النصوص الفقهية هو ملاحقة التطورات المعيشية للإنسان وضبط السلوك البشري حالها حال أي نص قانوني آخر وهي بشكل عام ليست سببا لتأخر الإنسان من التحضر والتطور الطبيعي. وكذلك أن المدونات الحديثية هي مجرد نقل لأقوال النبي الأكرم كما وصلت إلى مدونها وفق سلسلة رواة ويمكن بضوابط الجرح والتعديل والنقد النصي فرز الصحيح من الضعيف بحسب الباحث المجرد من الأفكار المسبقة كما فعل الخوئي والألباني مثلا.
والتراث الأدبي- بغض النظر عن رؤية طه حسين- هو التراث الذي يمكن للباحث أن يفهم الأحوال الفكرية والاجتماعية والسياسية واللغوية منه كجزء من التاريخ الأدبي وهو ليس سببا أيضا للتخلف.
والمعاجم اللغوية ضرورية جدا لفهم التطور البشري من خلال تطور المفردة وعلاقاتها مع اللغات الأخرى وكذلك تنقلها المكاني والزماني وهذه المعاجم من المفترض أن تكون وسيلة للتقدم وليس التأخر.
وكذلك الحال مع النصوص الفلسفية والعلمية وغيرها.
إذن لماذا توقف الزمن عندنا؟
أعتقد أن سبب هذا التخلف هو سيطرة المؤسسة الدينية على مناهج التفكير من خلال تحالف شرس بينها وبين مؤسسة السلطة من خلال اضطهاد المفكرين الذين ينطلقون بتفكيرهم خارج الصندوق وخارج المنظومة الفكرية التي تتبناها السلطة ومن خلال شيطنة كل تفكير نقدي واستخدام نظام التكفير في مواجهة التفكير بحسب رؤية نصر حامد أبو زيد في كتابه الشهير الذي يوضح جزءا من محنته.
ويمكن فهم الحالة مما يحدث مع مفكر إسلامي كان يفكر داخل الصندوق وحينما حاول أن يخرج حتى جوبه بسلسلة من الاتهامات التي طالته من نفس المؤسسة التي كان يعد الناطق باسمها حتى وقت قريب وهو كمال الحيدري.
التراث بحد ذاته مفخرة لكل أمة تريد النهوض -من جديد- ولكن قراءة هذا التراث وانتقاء بعض نصوصه وقتل نصوص أخرى لمصلحة رجال الدين هو الذي يجعل مجتمع ما إلى التأخر، حيث يسلب الإنسان من حق التفكير والنقد وإيجاد قراءة جديدة خاصة به ربما تختلف عن القراءة التقليدية التي تتبناها مؤسسة رجال الدين المتحالفة مع السلطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية