الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرروا عقولكم

صليبا جبرا طويل

2024 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"لا تلعنوا القدر ولا النصيب فهما مقيدين بمخرجات عقولكم التي زرعها فيكم المجتمع من تعاليم وعادات وتقاليد منذ كنتم أطفال رضع.



سمعت حكيما يقول: "كن في الحياة كلاعب وليس كحكم فألاول يبحث عن هدف والأخر يبحث عن خطاأ". أجبت: "المأساة سيدي الحكيم مريعة نتائجها عندما لا يلم ولا يعرف اللاعب طبيعة اللعبة وقوانينها وشروطها وأحكامها ولا يكون مستعدا لها، والحكم وغد قذر منحط ينحاز ويؤيد ويفاضل ويدعم فريق دون أخر حتى لو عظمت أخطائه وكرهه المشاهدين ... الا تتفق معي أن استعمال العقل ضرورة ملحة سيدي الحكيم؟.

بعقلنا ندرك الواقع نحلله نغوص في أعماقه كي نستخرج ما ينفعنا ويبقينا على قيد الحياة - على قيد الوجود - ليقود الجنس البشري نحو مستقبل أفضل وحياة أجمل. الواقع المعاش يبين حالة المجتمع وتركيبته المجتمعية واعراضه الصحية السليمة والمريضة بوضوح تام. السؤال المركزي المنطقي الأهم من يتحمل في كل منها – السليمة والمريضة- مسؤولية البحث ودراسة المجتمع؟ وجد أن المجتمعات التي لا تؤمن بالإختلاف وبالحريات وبشكل خاص الفكرية منها ستقاتل وتهاجم بشراسة ليس سعياً وراء التغيير بل التحكم بالشعب والسلطة وبقوة تطرح وتستبيح الغاء واضعاف واستبعاد وحتى قتل الفكر والمفكرين. لمواجهتها يندفع المثقف الثوري بجرأة ويدعو للتغيير متحدي كل المخاطر، بعض المفكرين يمارسون الانتحار الفكري -اكثر شيوعاً بين المثقفين- ، وأخرون – ما اكثرهم - يصاهرون المنتفعين.

قتل الأفكار في كل بقعة من هذا العالم شرقا كان أو غربا، شمالا أو جنوبا يخلق أزمات عديدة تطال كل فئات المجتمع ويترك فراغ لا يملئه سوى بعض من مستغلين منتفعين من أصحاب مال وجاه وسلطان يحملون فكر بائس يعشعش في دهاليز الماضي. عدم معالجة الأفكار بصدق وامانة وعدم تقومها بسلاسة ومهنيه وفهم غير منحاز سيترك بصمات مريعة مدمرة تبقى ماثلة لأجيال قادمة مدونة على صقحات التاريخ.

الشعوب التي تعود بأفكارها وحياتها الى العصور الغابرة مدفوعة بذاتها التي لا تحتمل التغيير، في عرفها يكون قمة ما تسوقه هو قداسة فكر، هذه الشعوب لن تقوى على التغيير ولن تتمكن منه لهذا تعيش في عالمها المعاصر جسدا وليس روحا او فكرا، من يعيش بلا عقل وبلا روح متحررتين من الماضي المأزوم يفقد المشاعر إلا ما ارتبط منها بغريزة البقاء، فالروح والفكر يسيران معاً نحو تحقيق حياة أفضل فيها العدل والسلام والتسامح اللذان ينموا ويعيشا ويترعرعا في أحضان المحبة الانسانية.

أيها المقهورون في العالم، لا ترموا ضعفكم وفشلكم وتراجعكم الفكري والعلمي الحضاري على الشيطان، إن كنتم من المؤمنون تذكروا الله خالقكم الذي جعل في رؤوسكم عقول ومنحكم حرية الاختيار وحرية الإرادة، كونكم باختياركم بإرادتكم وطوعاً تخليتم تنازلتم عن عقولكم وأسأتم استعمالها, داهمكم مغتالي الأفكارفجاء سقوطكم مدوياً .

لأصحاب القرار اقول: "اخرجوا من عزلتكم، أوقفوا مجزرة نحر العقل وقتل الفكر والمفكرين كي لا يلفظكم التاريخ ويلقي بكم وبشعوبكم في ظلمة النسيان، الثقافة المتنوعة الشاملة التي تحيط بقدر جيد بأشكال الثقافات العالمية المتعددة تستولد عقول نساء ورجال يسعون لتغير مجتمعاتهم لا تجهضوها لا تنحروها اطلقوا العنان لها لا تكبلوها، فكل مشروع ثقافي يجب أن يقوم على مبدئي التنوع والحرية ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية