الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العراق بلد ثيوقراطي

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2024 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يطلق على العهد الذي تسيطر فيه السلطة الدينية على أمور الحياة والحكومة والشعب اسم "عهد الثيوقراطية".
تتكون كلمة ثيوقراطي من كلمتين، "ثيو" وتعني إله، و"قراط" وتعني الحكم، والكلمة مشتقة من المفردة اليونانية Theokratia، وتعني حكم الله.
في هذا النظام، تكون السلطة الدينية هي العليا، ويفترض ان تكون السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية تحت هيمنة السلطة الدينية وتكون المفاصل التنفيذية الحكومية العليا بيد شخوص منها ، وتكون القوانين والإجراءات والادارة الحكومية مستمدة من التعاليم الدينية وبأشراف القيادة الدينية.
لكن هل يمكن ان تكون السلطة الدينية فاسدة جائرة ضالمة ؟ . والجواب نعم بالتأكيد يمكن أن تكون السلطة الدينية سلطة فاسدة جائرة وظالمة، مثلما يمكن أن يحدث مع أي نوع آخر من السلطات. وذلك عندما تسقط شخوص السلطة الدينية في وحل الفساد فتكون سلطة فاسدة مطلقة أو شبه مطلقة وعادة ما تكون بدون رقابة أو محاسبة لأن تلك الاجهزة تكون تحت سيطرتها ، وطبيعي ان تكون أجهزة الرقابة و المحاسبة فاسدة ايضا وبدون نزاهة لحرص الفاسدين على توظيف شخوص يخدمون السلطة من اجل ضمان ديمومتها . حينها يمكن أن يؤدي ذلك إلى إساءة استخدام السلطة ويسود الظلم. و التاريخ يعج بأمثلة و احداث كثيرة لفساد السلطات الدينية وفشلها ، والامثلة كثيرة التي تُظهر كيف تستغل السلطات الدينية الفاسدة الأدارة الحكومية بأستغلال الدين لتحقيق مصالح شخصية و سياسية، والغريب أن كل السلطات الدينية الفاسدة في العالم مهما تنوعت ، كلها تعتمد على سذاجة وبساطة العامة من الشعب الذين يبذلون الغالي و النفيس لكسب رضا الخالق على افتراض ان الخالق قد اوكل شخوص السلطة الدينية للوساطة بينه وبين عامة الناس لنيل الغفران وضمان دخول الجنة . وبالتالي تجد ان السلطة تمنح نفسها صلاحيات و ميزات وتشريع قوانين تُجبر الشعب الخضوع لسياساتها التنفيذية التي كثيرا ما لا تخلو من القساوة للخضوع لها ، حتى لو كانت على حساب الحريات الفردية، وكثيرا ما تستخدم القوة والقمع لفرض قوانين واجراءات جديدة او لفرض تفسير ديني او مذهبي .
لذلك، مثل أي نظام حكم آخر، يجب أن تكون هناك آليات لضمان العدالة والمساءلة ومنع إساءة استخدام السلطة. وعادة ما تسود في عهد السلطات الدينية خصوصيات تمنح الى الشخصيات ذات المناصب العليا كأسلوب لبث روح البهرجة و الابهار لفرض الطاعة و الاحترام ، علما ان كثير من تعالم الدين تتعارض مع مفاهيم الحرية الفردية للديمقراطية خصوصا في الحرية الشخصية و الفكرية لوجود ثوابت في الدين لا يمكن ولا يسمح بالحيود عنها ، وذلك ما يولد تراكم للغضب الشعبي الجماهيري ، وتثبت الوقائع التاريخية للأمم والشعوب ان السلطات الفاسدة مهما كان نوعها و مصدر قوتها فهي لن تدوم وعادة ما تسحق من قبل الشعوب بقسوة وعنف نتيجة الضغط و مصادرة الحريات والضلم و الفقر و الجهل
ويحق لنا ان نسأل هل العراق الان في عهد الثيوقراطية ؟. من ناحية قد يعتبر العراق ثيوقراطي و بأمتياز لكن من ناحية اخرى يعتبر العراق في عهذ محايد للثيوقراطية ومن جهة اخرى يمكن ان يكون مناقض لها ، اقول ذلك لأننا نتفق ان المجتمع العراقي يمتلك ميزة (التباين المتوافق). وهو توافق يطفو على سطح العلاقات وفق البيئة السائدة بشرط ان تكون هناك بيئة متوازنة بين تلك القوى الدينية الاجتماعية المتعايشة مع بعضها في تلك البيئة ، ولو تفوقت فئة على اخرى تجد ان بقية الفئات تطمس في وحل وضلمة تامة ، وكأنها في سبات عميق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية