الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أهمية شبكات الامان الاجتماعي في ظل الواقع الاجتماعي للحياة اليومية بين الريف والحضر
وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
2024 / 6 / 5الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لقد أبرزت العصور الحالية وخاصة في ظل الازمات المتعددة مدى أهمية شبكات الأمان الاجتماعى في الحياة اليومية للحد من خطورة الفقر وعلاج مواطن الضعف والمعاناة ، فالبلدان التى لديها برامج شبكات أمان فعالة تستخدمها فى التصدي لكافة الازمات في الحياة اليومية ،وشبكات الأمان الاجتماعى هي جزء أساسي من الإستراتيجية الأوسع للحماية الاجتماعية ، التى تتضمن مساندة تيسير الحصول على خدمات الرعاية الصحية ،والتعليم ،والضمان الاجتماعى ،ومعاشات التقاعد ،والخدمات المالية ،وإصلاحات سوق العمل ،وتتنوع شبكات الأمان الاجتماعى تنوعاً كبيراً إذ تتراوح من التحولات النقدية إلى الأشغال العامة ، ويُعد برنامج شبكات الأمان الاجتماعى فى أثيوبيا (2005) إلى الآن رائداً فى أفريقيا باعتباره شبكة أمان دائمة ويساند البرنامج 7.6 مليون مواطن ريفي فى 8 مناطق، أي قرابة 8% من سكان البلاد وفى إطار التصدي للأزمة ساند برنامج شبكات الأمان الإنتاجية أكثر من 1.2 مليون أسرة جديدة .(1)
ويُعتبر برنامج الحماية الاجتماعية علي سبيل المثال لا الحصر أحد أهم مكونات شبكة الأمان الإجتماعى ،حيث تسعى وزارة الشئون الاجتماعية من خلاله إلى تنسيق وتوجيه وتوحيد الجهود لتحقيق رؤيتها المتمثلة فى تحقيق تنمية اجتماعية شامله ومستدامة ،من خلال تطوير السياسات الاجتماعية بالتعاون مع الشركاء فى القطاع الاجتماعى، وتقديم البرامج والخدمات على أساس العدالة الإجتماعية والمساواة بإعتبارها حقوقاً مشروعة لكافة الفئات المهمشة والفقيرة في الحياة اليومية .(2)
ومن هنا تعتبر شبكة الأمان الاجتماعى والحماية الاجتماعية في الواقع الاجتماعي ،هي بمثابة الاهمية الضرورية فى واجبات الدولة تجاه رعاياها وهي تمثل المعيار الأساسي للعمل على تحسين المستويات المعيشية فى الحياة اليومية ، وهذا فى ظل ازدياد مشاركة هذه البلدان فى الاقتصاد العالمي ، خاصة وأن نسبة مشاركتها ضعيفة جداً ، بما لا يسمح لها من تحقيق مستويات مرتفعة من الدخل الوطني ، حيث تعتبر شبكة الأمان الاجتماعى ضرورية اساسية لإنقاذ هؤلاء الذين يفقدون أعمالهم ويتعرضون للآثار السلبية الناتجة عن ذلك ، إلا أن النظام الذي يركز على مساعدة الفقراء فى التصدي للأزمة عند حدوثها ، يمكن أن يوقعهم فى فخ الفقر نتيجة عدم إتاحة أي فرصة عمل أخرى لهم ، لذا ينبغي علينا إتباع نهجا أكثر شمولية يجعل الحماية الاجتماعية أشبه بنقطة انطلاق تمكن الناس من الوصول إلى حياه أكثر أمناً .
ويرى البنك الدولي أن نسبة سكان العالم المحميين فى إطار شبكات أمان حكومية تقل عن ربع عدد سكان العالم .(1)
وتعمل شبكات الأمان الاجتماعى في الحياة اليومية على التوظيف والتشغيل الكامل للطاقات البشرية وذلك من خلال تبنى فرص العمل كعائد لبرامج ومشروعات التنمية ، ورعاية الفقراء ومحدودي الدخل ، ومواجهة تحديات التشغيل الكامل ، ويتطلب ذلك عقد اجتماعي بين حكومة فاعلة وقطاع مدني قوى يتمتع بالحيوية والمسئولية الاجتماعية وإتباع الوسائل التى تدعم مساهمات القطاع الخاص التطوعية وتعزيز تنافسية الأسواق مع ضبطها لتحقيق المصلحة المجتمعية العامة ، وإزالة القيود عن المجتمع المدنى لضمان مساهماته الفاعلة فى التنمية الإنسانية من خلال تأسيس نسق متكامل للثقافة المدنية للإنسان فى المجتمع .(2)
ولهذا يعد الأمن والأمان ركناً أساسياً للتنمية الشاملة، فلا يمكن تحقيق التنمية والازدهار ،إلا إذا توفر الأمن والأمان الذي يكون دافعاً إلى التخطيط السليم والإبداع العلمي ،والجهد العلمي ، فكل هذه الأمور لا يمكن أن تتحقق إلا فى ظل أمن وأمان واستقرار معيشي دائم ، فالأمن والأمان غاية للعدل والعدل سبيل للأمن والأمان ،فهما متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الأخر ، وإذا فُقد أحدهما فُقد الأخر لا محالة وفى الشرائع السماوية كانت مهمة الرسل والأنبياء فى رسالاتهم وشرائعهم هي إقامة العدل والقسط الذي هو سبيل تحقيق الأمن .(3)
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نقل مصابين في صفوف الجيش الإسرائيلي لمستشفى في حيفا
.. الحرب تحول السودان إلى دولة غير صالحة للعيش مع نفاد مقومات ا
.. العربية ترصد انطلاق الطائرة السعودية الثانية للبنان لمساعدة
.. قتيل وعدد من الجرحى في حادث قطار بصعيد مصر
.. مع توسيع إسرائيل عمليتها البرية في لبنان.. هل يمتلك حزب الله