الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (47) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (47)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



لا تصاحب من يمدحك ويشكرك باستمرار، بسبب وبغير سبب. بل صاحب من ينتقدك ويقول لك لا في عدة مناسبات، ويبكيك أحيانا كثيرة.

لقد استثمر العرب المسلون مقولتهم الشهيرة: "اتفق العرب ألا يتفقوا"، في أمور دينهم ودنياهم، كما هو الشأن في السياسة والحياة العامة.

هيمنة فكر المشايخ على المجتمع العربي الإسلامي، جعل أغلبية المسلمين يتشبعون به لقرون، مما أدى إلى تعطيل ملكة التفكير والتعقل لديهم.

واقع الدين عند أغلب المسلمين، هو ما تم ترسيخه في وجدانهم وعقولهم، من شروح وتفاسير وفتاوى لمشايخ الإسلام، مدعومين بالسلطة القائمة.

لماذا تقتصر خُطب الجمعة عادة على رجال الدين فقط دون غيرهم؟ في الغالب تتكرر مواضيعها، مما يجعلها مملة أحيانا كثيرة في الحقيقة.

لماذا لم يُسمح لأطباء ومهندسين وأساتذة وغيرهم في تخصصات مختلفة، بالمساهمة في خطب الجمعة، ما دامت موجهة للناس ومرتبطة بحياتهم؟

لو كان الناس يعلمون أثر الكلام النابي والفاحش على غيرهم، بوضع أنفسهم مكانهم لحظة، لاكتشفوا حقيقة الآثار السلبية لذلك على نفوسهم.

إن الكلام النابي الفاحش، لا يصدر إلا عن نفسية شريرة، تعاني من أمر ما، تحاول أن تبحث عن ضحية، تفرغ فيها شحنات سلبية خبيثة هذه.

إن بعض المسلمين المتشددين، لا يتوانون في تحطيم كل شيء، للدفاع عن مشايخهم. لأن تكوينهم الديني، لم يتجاوز السمع في أحسن الأحوال.

إن معتنقي الإسلام القدامى منهم والجدد، لم يكونوا من إقناع المشايخ وغيرهم، بل من تدبرهم للقرآن، من خلال أبحاثهم عن الله والحقيقة.

العيب ليس في الإسلام وفي الدين وفي القرآن. بل العيب كل العيب في المسلمين، وعلى رأسهم المشايخ وحكامهم. إنها مشكلة عقل ومنهج.

للأسف الشديد أن كل من يدعي معرفة بالإسلام، يتجاوز غالبا الخطوط الحمراء، ويتدخل في أمور معقدة، تجده يشرع ويفتي خارج نطاق الدين.

علمونا المشايخ كيف يراقب بعضنا البعض، ويحاسب بعضنا البعض في أمور جزئية تافهة غالبا. حتى أصبحنا حذرين في ممارسات تديننا.

كثرة المراقبة والمحاسبة لبعضنا البعض في أمور ديننا، أفقدنا خاصية الاطمئنان والسكينة، وحولنا إلى كائنات خائفة في ممارسة شعائرنا.

ليس ما نكتبه صالحا ومقبولا دائما. فالقارئ الذكي هو الذي يزكي قبوله وصلاحيته. فالنص دون قارئ ميت، والقارئ دون نص جيد تائه.

الكتابة تحتاج دوما إلى قراء، يمنحون لها حياة جديدة. والقراءة والكتابة لا ينفصلان أبدا. إنهما توءمان، لا يمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر.

إن علماء الإسلام أو علماء المسلمين؛ يتفقون في الموضوع ليختلفوا في الأخير، عكس علماء الكون؛ يختلفون من أجل أن يتفقوا في النتائج.

إذا كان موضوع الدين واحد متفق عليه، يتم الاختلاف في الفروع والأجزاء. وفي علوم الكون يكون الاختلاف في المواضيع والاتفاق في النتائج.

جل العرب المسلمين يكذبون على بعضهم البعض، ينافقون بعضهم البعض، يغشون بعضهم البعض. إنهم يكرهون الحقيقة ويتطاولون على التاريخ.

متى يستفيق بعضنا، من التصرف المجانب للصواب؛ في النقاش عبر التعاليق والردود. فمثلا لا نحكم بخطأ فكرة دون ذكره بوضوح لتعم الفائدة.

إن التعاليق والردود التي تعتمد على كلمة واحدة أو حكم مطلق جاهز أو سب وشتم، لا يساهم أبدا في إغناء النقاش، وبناء الحوار المفيد.

أتعمد أحيانا صياغة نصوص، لجلب الانتباه إلى أخطائنا في التعاليق والردود، على المنشورات في الفيسبوك، مساهمة في تجويد النقاش.

الحمد لله، هناك على صفحات المجموعات بالفيسبوك، أناس كثر أكفاء؛ علما ومعرفة وسلوكا وأخلاقا وأدبا. لكن هناك قلة ندعو الله ليهديها.

لكل منا الحق في التعبير عن رأيه وقناعته، في منشور أو رد أو تعليق. لكن مع احترام الذات والشخص، ومناقشة الأفكار بكل حرية وأخلاق.

المطلوب منا، إثارة موضوع الردود والتعليقات المجانبة للصواب، حتى نقلل من انتشار هذه السلوكيات السلبية بين المنتسبين للمجموعات.

قالوا لنا منذ عصر التدوين أن أركان الإسلام خمسة. وتم التركيز على الشعائر باعتبارها الإسلام في كليته، وتجاهلنا القيم والعمل الصالح.

الإسلام جاء من أجل ترسيخ قيم الصراط المستقيم والعمل الصالح، بعد الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر. بعد ذلك يأتي دور الشعائر.

لقد جعل جل المشايخ والمحدثين والأئمة، الدين الإسلامي دين الموت واليوم الآخر، دين الكراهية والتكفير والعنف، دين التعصب والتخلف.

الدين الإسلامي الحق، دين الحياة لا دين الموت، دين المحبة لا دين الكراهية، دين التسامح لا دين التعصب، دين التقدم لا دين التخلف.

كلما تمكن الخوف من الناس، أنساهم أن لهم عقول يفكرون بها. فالخوف غالبا يقتل التفكير ويجلب المتاعب والقلق، ويزكي الخضوع والاستسلام.

إن الخوف عدو الإنسان، رغم أنه ملازم له منذ ولادته. لكن عندما يتحول إلى سلطة قهرية مجسدة في نظام ما، إذ ذاك يقتل كل شيء في الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية