الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرة 11 الدين والحرب

رياض قاسم حسن العلي

2024 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتحدث منتقدو الدين حول علاقته بالصراعات المسلحة والحروب بين البشر.
وهذا الانتقاد بشكل ظاهري صحيح، لكن هل كانت هذه الحرب بسبب الدين أم أن الدين وضع في الواجهة كتبرير لها؟
فإذا نظرنا إلى تاريخ الحروب بين البشر خلال التاريخ المكتوب والمؤرخ له بشكل مضبوط -نوعا ما - نجد أن كل صراع وحرب وضع الدين سبب له وليس الدين سببا بحد ذاته ، بمعنى أن الحرب بين البشر أو النزاع المسلح يحدث لأسباب ذات بعد اقتصادي نفعي أو سياسي أو وطني أو دفاع عن النفس أو لمرض نفسي يعاني منه الحاكم ويوضع الدين سببا من ضمن أسباب دوافع الحرب والنزاع لتثوير الناس وحضهم على الانخراط فيه ، وبمعنى أوضح أن الدين لم ولن يؤمر الناس بخوض الحروب وقتل الآخرين بسبب نشره بين الناس وكل من يقوم بإشعال حرب ويدعي بأن وراء هذه الحرب غايات دينية أو أهداف ربانية فهو مخطئ.
وإلا هل توجد دوافع دينية لإشعال الحربين التي سميتا بالعالميتين؟
ويتخذ البعض قضية غزو المسلمين للبلدان المختلفة في انشاء نظرية أن الدين الأسلامي انتشر بحد السيف ، لكن هل يوجد نص قرآني أو وصية نبوية بضرورة نشر الدين عن طريق الغزو والتي سميت كنوع من التلطيف بالفتوحات الإسلامية ؟ فهذه كلها هي من اجتهادات الحاكم وأن الشعوب في ذلك الوقت وقبله وبعده كانت تغزو بعضا باستمرار لأسباب عديدة وأهمها هو التوسع للحصول على الموارد الاقتصادية والبشرية ورغبة الحاكم في مد نفوذ دولته إلى أبعد حدود لغرض منع الآخرين من الاعتداء على دولته ، فالفتوحات/ الغزو لم تبدأ في كل العالم مع ظهور الإسلام ولم تنته بضعف الدول الإسلامية ، وإلا ماذا نسمي قيام الولايات المتحدة بغزو العراق وأفغانستان وروسيا بغزو أجزاء من أوكرانيا.
إن ممارسات الحاكم الإسلامي في البلدان المفتوحة/ المحتلة -هي نفسها- ممارسات أي حاكم آخر وكمثال على ذلك ما قامت به جيوش التتار خلال سيرهم لاحتلال وتدمير المدن حتى وصولهم إلى بغداد.
والغريب أن بعض المسلمين يفخرون بما قام به بعض حكام بني أمية وبني العباس من خلال التوسع الأفقي وضم الأراضي واستعباد الناس ، فمتى كان الدين يدعو إلى استعباد الناس وجعلهم أرقاء وسلع تباع في الأسواق ، لذا؛ لا يمكن الخلط بين ممارسات حاكم وبين الدين الذي يدعيه الحاكم ، فغزو أي بلد وشعب آمن بحجة نشر الدين ليس من الدين أساساً، فاندنوسيا وهي أكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان أنتشر الأسلام فيها من خلال التبادلات التجارية والدعاة .
لكن من الطبيعي أن تقوم مواجهات مسلحة بين اتباع الدين الجديد وبين القوى العظمى آنذاك وهما الإمبراطورتان الفارسية والرومانية بحكم الواقع الجيوسياسي وهذه المواجهات بالتحديد سببها الحفاظ على الدين ، لكن ما حدث للسكان الأصليين بعد ذلك هو تعد وأخطاء لا تغتفر من قبل الحاكم الذي اجتهد لكنه اجتهاداً مدمراً ما زالت بعض الشعوب تدفع ثمنه إلى حد الآن.
ويمكن فهم المواجهات التي حدثت بين العرب/ المسلمين الأوائل وبين الفرس والرومان بموجهات دفاع عن النفس وان وجود الفرس في العراق والرومان في الشام هو احتلال ووجود غير شرعي و-من باب أولى- أن تعاد سيطرة العرب على هذه المناطق وتحريرها من السيطرة الأجنبية ، ومع كل تلك التبريرات إلا أنه و-كما قلنا- لا يوجد أي تبرير لإجبار على على اعتناق الدين الجديد ولا يوجد أي تبرير إلى جعلهم عبيد وبيع النساء والرجال في الأسواق كما تباع البهائم في أبشع انتهاك لآدمية الإنسان وهي الممارسات التي بقيت حتى في الولايات المتحدة حتى سنة 1865 بل إن فرنسا لا زالت لحد الآن تحتل شعوبا وتتحكم بها وتسرق خيراتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa