الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرة 10. الفرق الإسلامية/ التوافق والاختلاف

رياض قاسم حسن العلي

2024 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رب سائل يسأل: لماذا ظهرت كل هذه الفرق والمذاهب في الإسلام؟
بعيدا عن الحالة التاريخية التي تناولت ظهور هذه الفرق والمذاهب والتي ربطتها بالنواحي السياسية والشخصية والموضوعية علينا أن نفهم أن ظهور هذه الفرق والمذاهب شيء طبيعي ولا يجب أن نأخذه كعامل تفرقة أو تكفير.
كيف هذا؟
أولا علينا أن نفرق بين الفرق وبين المذاهب فالفرقة هي رؤية سياسية لجماعة معينة أو لفرد معين تجاه الممارسة السياسية للسلطة سواء كانت هذه الرؤية نظرية أو عملية،. فالرؤية النظرية تتمثل في المؤلفات والنظريات الخاصة باستلام وممارسة السلطة والرؤية العملية هي طريقة مواجهة هذه السلطة ولها طريقان الأول عدم الاشتراك في اختيار الحاكم وممثليه أو الوظائف المعروضة والثاني هو الكفاح المسلح.
وتمتلك كل فرقة قراءة خاصة بها للتاريخ وللشخصيات الإسلامية.
بينما المذهب هو رؤية وقراءة معينة للنص المقدس (القرآن- السنة) وهو حل موضوعي لحركة الناس في المجتمع وضبط لسلوكهم اليومي والمعاشي والروحي وبيان للطقوس الدينية من خلال إيجاد نصوص فقهية شرعية ويدخل فيها الرأي كذلك.
ويمكن لكل فرقة أن يكون لها مذهبها الخاص الذي ينتج بالضرورة عن قراءة التاريخ والشخصيات، بمعنى أن الرأي السياسي ينتج عنه أحيانا رؤية مذهبية فقهية شرعية لكن ليس بالمطلق، لذلك نرى أن الخوارج مثلا تحولت من فرقة ذات رأي سياسي إلى مذهب ذي رؤية فقهية كما في سلطنة عمان حاليا.
لكن بشكل عام فإن كل الفرق الإسلامية والمذاهب تشترك في الوحدانية وفي تقبل القرآن كنص مركزي وفي تقبل السنة النبوية وفي الإيمان بالأنبياء والرسل واليوم الآخر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من أركان الأيمان مع الاختلاف في التفاصيل.
وتشترك هذه الفرق والمذاهب في قبول أركان الإسلام من صلاة وحج وصوم وزكاة/ خمس وقبلها الشهادة.
إذن الخلاف بين كل هذه الفرق والمذاهب يعود إلى المنهج وفهم الدليل ، فبينما يعتقد كل فرق الشيعة إلى أن الإمام علي -عليه السلام- هو الأحق بالخلافة من أبي بكر وبقية الخلفاء بحسب نص النبي يعتقد الفريق المقابل أن بيعة أبي بكر والخلفاء هي بيعة صحيحة ولا غبار عليها وأن النبي لم ينص على خلافة أحد وان الأمة هي التي تختار وفي مجال الخلافات المذهبية لأنجد ذلك الاختلاف الكبير الذي يوجب العداء والتكفير ورمي الأخر في الجحيم...
فإذا أنا فهمت الدليل على أن الإمام علي هو الأحق بالخلافة وأني أسبل يدي في الصلاة فهذا لا يعني أن الأخر المخالف لي يذهب إلى الجحيم لأنه لم يؤمن بما أؤمن به والعكس صحيحا.
ومن هذا المنطلق يمكن فهم فتوى شيخ الأزهر محمود شلتوت بشأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية وهي فتوى عقلانية تصب في مصلحة الإسلام ككل.
هذا من ناحية، و-من ناحية أخرى- فأنه يحق لكل إنسان مسلم أن تكون له قراءته الخاصة للتاريخ وللشخصيات بكون هذا النص التاريخي متاح لكل قراءة ولا يمكن فرض قراءة على قراءة أخرى ، لذلك فإن مما يتهم به الشيعة بأنه لديهم رؤية خاصة بهم لتقييم الصحابة، هذا هو قراءة خاصة للتاريخ واعتقد هذه الرؤية والقراءة خاصة بهم وهم أحرار بها ولا يمكن فرض قراءة ورؤية الأخر عليهم، لأن قراءتهم جاءت من بعد فهم الدليل ومن خلال منهج متبع له أصول وقواعد، فقاعدة اعرف الحق تعرف أهله هي قاعدة ذهبية للتقييم الموضوعي بعيدا عن التأثير الشخصي ، أما كيفية معرفة الحق فإن القرآن الكريم يحمل من القواعد التنظيمية ما يفهم منها طريقة الوصول إلى الحق وهي قواعد نسبية لأنها تعتمد على فهم الباحث للنص القرآني.
فاذا كانت السياسة هي التي اوجدت الفرق واذا كان فهم الدليل الشرعي اوجد المذاهب المختلفة فلماذا اذن تكفير الأخر المختلف طالما ان الكل ينطلق من دليل واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس