الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة الشيشانية عند شيشان المهجر في الأردن

أمين شمس الدين

2024 / 6 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في مهاجرنا، نسمع كلمات وجمل وتعابير باللغة الشيشانية بأشكال مختلفة ومتباينة، مما يدل دلالة قاطعة على تشتت تعابيرنا بلغتنا، واليوم ما من أحد يصوب ما ينطقه الأبناء من كلمات أو جمل أو عبارات. وهذا على المدى المنظور لا علاج له، لأن الأساس الذي تقوم عليه لغتنا المنطوقة في المهجر رحل مع رحيل آبائنا وأجدادنا، وغدونا يتامى لغتنا. ولم يكن لكبارنا بُعد نظر بما يخص لغتنا في تعليمها وتدريسها، ولا حتى وقتا لذلك. وجُل اهتمام الكبار انصب على الأمور المعيشية المختلفة والدينية والرياضية؛ زد على ذلك غياب أشخاص مؤهلين لتدريس اللغة في السنوات الأولى واللاحقة من هجرتنا إلى هذه الديار، حتّى تاريخه. وظل الأمر على هذا النحو حتى قيام العلاقات الدبلوماسية بين المملكة الأردنية الهاشمية وما بين الاتحاد السوفييتي (1963). وبدأ تبادل الزيارات ما بين البلدين، والمراسلات، والزيارات الفردية، ومن ضمنها زيارات من جمهورية الشيشان-إنجوش للآردن وبالعكس، وفرقها الفنية للرقص والغناء الشعبي. كما زار بلاد الشيشان كثير من الأفراد والعائلات، ومنهم من عاد واستوطن في أرض الأجداد. واتّضحَت أهمية اللغة الشيشانية وضرورة تعلمها وتعليمها. حينها ظهر أفراد نشطاء وذوو اهتمام باللغة الأم، وتم الحصول على كتيبات مدرسية لتعليم اللغة الشيشانية بطريقة أو بأخرى، وأهمها كتاب "أبات" АБАТ، نال إعجاب الكثيرين من شيشان الأردن. قام هؤلاء النشطاء بتعلم اللغة بأنفسهم وأتقنوا تعلمها لتلك الدرجة التي استطاعوا أن يُعلِّموها لغيرهم بمنهجية مبسَّطة، ومن هؤلاء المعلمين الأوائل: شمس الدين داسي، دياب رئيس، عبد الوهاب مسافر.
أما كيف تعرّف شيشان الأردن لأول مرة على مطبوعات باللغة الشيشانية، فلذلك تاريخ مخصوص به. حصل ذلك عندما وصلت إلى الأردن أول جريدة رسمية في جمهورية الشيشان- انجوش السوفييتية الاشتراكية باللغة الشيشانية، وهي جريدة "طريق لينين". وكان ذلك عام 1957- 1958 ، أحضرها معه خليل حبيب الشيشاني من صويلح عند عودته من حضور مؤتمر الشبيبة العالمي، الذي انعقد في موسكو آنذاك. وحيث كانت الأمور السياسية مضطربة في الأردن، ولم تكن العلاقات الدبلوماسية قائمة بعد، بين الأردن وما بين اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية، تم تداول الجريدة بشكل غير علني بين عدد من الأشخاص بتلهّف ورغبة جامحة في الاطلاع والتعرف على لغتهم وكتابتها، ولو كان الأمر مشحونا ومليئا بمخاطر الاعتقال بالاتهام بنشر الصحف الشيوعية. ومن هؤلاء الشباب المجازف: شمس الدين عبد الرزاق داسي، دياب رئيس، حسن دولت، عبد الغني حسن، فخري رئيس، دياب داود، زهير حداد. وفيما بعد، توالت الاتصالات مع جمهورية الشيشان-انجوش بشكل فردي عن طريق بلد ثالث، ألمانيا الغربية، بواسطة طلاب العلم فيها، ويدرسون في جامعاتها، منهم رمضان عبد الواحد رئيس، الذي كانت تصله كتبا في الفلكلور الشيشاني وفي تعليم اللغة الشيشانية، مثل كتاب الأحرف الهجائية "آبات" من الاتحاد السوفييتي/ روسيا. ومن ألمانيا الغربية (1960م) كانت ترسل الكتب إلى الأردن، إلى ابن عم رمضان، وهو دياب رئيس. وبعد فترة وجيزة تعلم دياب رئيس الأحرف الشيشانية، وتعلمها كذلك من ذكرنا أسماءهم أعلاه. وفيما بعد وضع دياب رئيس كراس مبسط لتعليم الأحرف والمفردات الشيشانية، لا تزال النسخة الأصلية منه موجودة عنده حتى هذا اليوم. وبعد اتقانهم للغة وقواعدها بأنفسهم، وكان ذلك في بداية الستينيات من القرن الماضي، أصبح كل من دياب رئيس وشمس الدين داسي و عبد الوهاب مسافر يُعلمون الكتابة والقراءة والمفردات الشيشانية للراغبين من شيشان الأردن. ونشط كل من حسن دولت وفخري رئيس وشمس الدين داسي، وفيما بعد عام 1968م وليد فيصل عالم، ثم عام1973م وما بعد) أمين داسي- بكتابة وقراءة الرسائل المتبادلة بين شيشان الأردن وما بين أقربائهم في جمهورية الشيشان- انجوش. علما بأن شمس الدين داسي ترجم عدة قصائد وأغان شيشانية لشعراء ومؤلفين شيشان إلى اللغة العربية، وله عدة قصائد باللغة الشيشانية ومترجمة إلى العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذوبان تمثال شمعي لأبراهام لينكولن بسبب الحرارة الشديدة


.. ميقاتي: المدخل لعودة الهدوء إلى الجنوب يتمثل في وقف العدوان




.. إدارة جامعة أكسفورد البريطانية تسيّج محيط مخيم التضامن مع غز


.. فلسطينية تودع زوجها الذي استشهد في قصف إسرائيلي على غزة




.. أخصائي جراحة الأسنان خيام مقداد: تجديد الأسنان المفقودة من خ