الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى ال42 لرحيل المفكر المغربي الكبير الشهيد عبدالعزيز بلال/ حزب التقدم والإشتراكية في ضوء فكر عبدالعزيز بلال - ( قراءة خاطفة )/

أحمد زوبدي

2024 / 6 / 13
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في الذكرى ال42 لرحيل المفكر المغربي الكبير الشهيد عبدالعزيز بلال/

حزب التقدم والإشتراكية في ضوء فكر عبدالعزيز بلال - ( قراءة خاطفة )/


يوم 23 ماي 1983، استشهد عزيز بلال في غرفته بفندق هيلتون بشيكاغو، قلعة الإمبريالية والصهيونية، خلال تواجده بصفته نائب رئيس الجماعة الحضرية لعين الذئاب بالدار البيضاء. شيكاغو الإمبريالية التي تمت توأمتها آنذاك مع المدينة العمالية. عزيز بلال تم تسريب الغاز لغرفته وهو نائم. تم نقل الفقيد إلى المستشفى لكن الشهيد بلال توفي في الطريق لأن سيارة الإسعاف لم تكن في الموعد وبالتالي كانت العملية مخدومة وهي تصفية واحد من أكبر المفكرين العضويين العالمثالثيين الأمميين من قبل الإمبريالية بتواطؤ مع النظام المغربي.
تصفية عزيز بلال وبالتصفية هاته تكون الساحة السياسية والفكرية في المغرب وفي العالم العربي و الأفريقي والعالمثالثي قد فقدت واحد من علمائها و سياسييها الكبار.
تمت تصفية عزيز بلال ومع غيابه توقف الفكر الاقتصادي وتحول جل تلاميذته إلى بائعي صكوك يتسولون المخزن ليغدق عليهم بالمكاسب والمناصب. منهم من زكى وانخرط في الإصلاح المشؤوم للجامعة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية و إلى سوق للنخاسة ( بيع الديبلومات والشواهد، سرقة البحوث، إنجاز الدراسات التجارية المبتذلة في مختبرات لا يوجد منها إلا الإسم، إلخ) ومنهم من ركب سفينة المشاركة في تسيير الشأن العام. الإمبريالية والفاشستية والصهيونية اغتالت عزيز بلال لأنه كان يزعجها بفكره الثاقب، وبالقفز من طرف الحزب، الذي وهب له حياته، إلى هذا المستوى البئيس أي تكريس هيمنة الطغم الإقتصادية والمالية، يكون عزيز بلال قد تم اغتياله مرة ثانية.
من يزعم اليوم أن غياب المفكر عزيز بلال جسديا يرافقه غيابه فكريا وسياسيا فهو واهم ومن يقم بقراءة مشوهة لفكر عزيز بلال ويقول ما لا يقوله هذا المفكر الأممي فهو واهم كذلك.
رحل عزيز بلال مغدورا وتم اغتياله من جديد من خلال تحويل حزب وهب له حياته، إلى دكان لخدمة مصالح المرتزقة واللصوص المكرسين للتطبيع مع العدو الصهيوني الغاشم من خلال تزكية برنامج القصر في هذا المجال ومن خلال ما يسمى لجنة الصداقة المغربية-الإسرائيلية التي أسست من داخل برلمان السماسرة.
مرت أربعة عقود ونيف على رحيل مثقف رسولي ولازال عزيز بلال يناضل رغم أنف السماسرة والمضاربين بأرواح الشهداء وتاريخ المناضلين الأوفياء.
مرت أربعين سنة ونيف على غياب مثقف أممي ولازال فكره فكر ذي راهنية لتفسير وتقديم الأجوبة على مشاكل روح العصر.
رحم الله الشهيد عزيز بلال.

في الورقة التالية، أكتب بهذه المناسبة عن رؤية عزيز بلال لحزب التقدم والإشتراكية الذي تحول اليوم إلى حزب الأعيان.

حزب التقدم والإشتراكية في ضوء فكر عبدالعزيز بلال - ( قراءة خاطفة )/

حزب التقدم والاشتراكية حزب انطلق من تربة الجماهير والطبقة العاملة.حزب تبنى الاشتراكية العلمية والصراع والطبقي و البروليتاريا. باختصار هو حزب اختار الماركسية اللينينية. يقول المفكر عبد العزيز بلال وهو المنظر لحزب التقدم والاشتراكية أنه ليس هناك نموذج جامد للماركسية اللينينية بالمذلول السوفييتي للكلمة أي أن هذا النموذج يأخذ شكلا ومضمونا للاقتصاد والمجتمع الذي يرى النور فيه، وهذا هو الشكل الصحي الذي يترجم الخصوصية على أن الخصوصية لا يمكن أن تتقدم إن لم تكن منفتحة على الكونية.
انخرط الحزب في النضال دون هوادة أدى من خلاله فاتورة باهظة :حضر الحزب، اعتقال، محاكمة وسجن مناضليه، استشهاد عزيز بلال، إلخ.
كان عزيز بلال له ذكاء متميز في ما يخص مفهوم الثورة التي رأى فيها وبحكم موازين القوى التي تلعب لصالح الطبقة المسيطرة أنها رهينة بغرس جدورها من خلال مقاربة وجيهة لمفهوم الثورة الوطنية الديموقراطية والتي تعني النضال في العلن وليس في السرية والارتباط القوي بالجماهير، وهو ما يجعل الكتلة الطامحة للتغيير في وضع يسمح لها بكسب هوامش لأخذ معارك سياسية متطورة وبالتالي تحويل ميزان القوى لصالحها. عزيز بلال قرأ الماركسية اللينينية قراءة متنورة وليست القراءة الدوغمائية وهي قراءة مشوهة حيث أصحابها يربطون الثورة بقلب النظام دون توفر الشروط الموضوعية بالخصوص فضلا على أن قلب النظام ليس قاعدة في سيرورة التغيير. التغيير يمكن أن يكون من رحم النظام القائم لتفادي تكلفة الثورة العنيفة وبالتالي فهذا الشكل من التحول الجدري هو نفسه شكل من أشكال الثورة بمعناها المتنور.
كان الخط التنظيمي والسياسي لحزب التقدم والاشتراكية يمشي وفق مشروع هدفه هو تحقيق أكثر المكاسب للطبقات الشعبية والعمل على دمقرطة النظام السياسي. في بداية الثمانينيات وخاصة بعد تصفية الشهيد عزيز بلال وهبوب رياح النيوليبرالية في وصفتها الريغانوتاتشرية و هبوب أعاصير السوفياتية مرورا بوصفة البريسترويكا لغورباتشوف، شهد هذا الحزب تحولا رأسا على عقب. تم إفراغ مشروعه السياسي تدريجيا من كل الثوابت الصلبة التي تكون إسمنت النضال الجدلي المتنور و حلت محله منظومة سياسية جديدة لا ترقى حتى لتلك التي ينبني عليها حزب سوسيال-ديمقراطي. في مطلع التسعينيات تبخر كل شيء خاصة بعد أن انشق عنه فصيل بدعم من الأفقيري المجرم إدريس البصري.
بعد مشاركة حزب التقدم والاشتراكية في حكومة التتاوب المخزني أو حكومة الذلوقراطية، كما سماها الراحل المهدي المنجرة، وعقده زواج متعة مع البيجيدي يكون الحزب إياه قد أصبح جزءا من البنية السياسية القائمة ولم تبقى له علاقة تربطه لا بالطبقات الشعبية، كما يحلو لبعض أعضائه التفوه بذلك ولا بالمثقفين العضويين و النخبة المناضلة.
حزب التقدم والاشتراكية انتهى ولا داعي للصياح والعويل، كما انتهى الاتحاد الاشتراكي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتطرف في فرنسا يعتزم منع مزدوجي الجنسية من شغل مناص


.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح




.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين