الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديان ، بين جوهرها الانساني، وتحريفها الارهابي .

علي رحيم البكري

2024 / 6 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( The title on English (Religions, between their human essence and their terrorist distortion

تمر علينا الذكرى العاشرة لمجزرة سبايكر ، التي راح ضحيتها. حسب الرقم المعلن 1700 انسان، الامر الذي يدفعنا للتفكير ملياً بوقائع هذه الحادثة الاليمة ، ومحاولة التأمل في العقل الاجرامي لمرتكبيها ، (لكونها مكتملة الاركان )
ووحشيتها والقسوة التي طبقت بها ، كانت ناجمة عن وعي مسبق من قبل منفذهيها ، وهذا ما يدفعنا الى اثارة بعض التساؤلات حول الجذر الديني الذي يستقي منه التنظيم المتطرف افكاره وهو (الدين الاسلامي) .
وهنا لا ننتقد جوهر الدين ولا نمسه بشيء ، غير اننا نسعى لايجاد إجابات مفصلية على تساؤلاتنا ، هل اجتهاد المذاهب الاسلامية والعلماء المسلمين ، هو من تسبب بجميع هذه الاحداث ، ام ان الاسلام في صميمه دين عنيف، ؟ ولا يعني هذا القول ان باقي الاديان بريئة من احداث العنف ، فالتاريخ حافل بالمجازر القائمة على جذر ديني ، فاذا كان الجوهر من الاديان هو بناء علاقة روحية بين الانسان وخالقه، علاقة قائمة على تعزيز السلام الداخلي ، او تقويم لسلوك النفس البشرية وكبح لجامها ، إذن مالذي يعنيه العنف ، القائم على صراعات الجماعات المتطرفه التي تتبع نفس الدين، او دين مغاير؟، ما معنى القسوة التي يرتكبها المتطرفين من خلال اضطهاد العزل وقتلهم بابشع الطرق؟ ، ان تنظيم الدولة الذي يستقي مبررات جرائمه من النموذج السني للاسلام، لا يختلف عن الجماعات والميليشيات التي تستقي مبرراتها من اماكن شيعية متطرفه، وكذلك لا يختلف عن اي جماعة دينية اخرى تمارس التطهير العرقي على الاخر ، الجميع ياخذون التشريع من نفس حفرة القاذورات (السياسة) بغطاء مختلف (الاجتهاد في تفسير النصوص الدينية وجعلها دافع لارتكاب الجريمة)
لم اجد بحياتي اخطر من المتدين الذي يحاول ان يفصح عن ايمانه امام الاخرين، لانه بكل بساطة يحاول ان يسحب الاخر لمنظومته وتياره، وفي حال لم يأتي ، يتخذ خطوة تصعيدية اخرى فاسلوب الترغيب والترهيب ، هو الاسلوب المتبع في هذه العملية الوحشية،
في الاسلام يعود جذره للحديث "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده.. دون المرور بباقي الحديث الذي يدعو الى القلب (بمعنى عدم التدخل بعقيده الاخر ) متجاهلاً النص القراني "لكم دينكم ولي دين" بل انه يمارس القسوة على الذين هم من المفترض ان يكونوا من ابناء عقيدته،
ان ما وقع في سبايكر نموذج حي عن ما نتحدث به فجميع الضحايا مسلمون ، كلاهم يتبع نفس المعلم الروحي (النبي) و ذات الاله ،
باختصار يعود الامر الى الاثنين وسبعين او ثلاث وسبعين فرقة (حديث مضمونه ان المسلمين بعد النبي محمد سينقسمون الى هذا العدد، وفرقه واحدة منهم هي التي تدخل الجنة ) لسنا هنا بصدد تصديق او تكذيب الحديث لان هذه المنطقة ليست ضمن اهتماماتنا ، اننا امام جريمة لا ترتكبها الحيوانات الوحشية بابناء جلدتها ، وان فعلت فان محركاتها غرائزية نابعه من شريعة الغاب ، التي من المفترض ان يكبحها العقل البشري والدين في الانسان، اذن ما الدافع الحقيقي وراء ذلك؟ هل الدين ، أم ان تنظيم الدولة، الذي هو عبارة عن جماعة احلت لنفسها كل شيء دون غيرها ، مارست الاغتصاب وشربت المسكرات واستباحت المدن وقتلت الابرياء ، باسم الدين ، لماذا التطرف الديني او العنصري هو المصدر الاول للارهاب ، هل ممارسات طالبان والقاعدة وميليشات ايران و تنظيم الدولة ، وهتلر وغيرهم من مجرمي التاريخ ممارسات نابعة عن خلل نفسي ام مفاهيم مغلوطة ،هل يستقون دوافعهم من جوهر الدين او العرق الذي ينتمون اليه ، ام من الاجتهادات الشخصية ؟
في ظل التنوع هل الإنسان بحاجة لممارسة طقوسه الدينية في العلن؟ هل الدول بحاجة الى دين رسمي ؟ هل خطابات المنابر الدينية هي خطابات تدعوا إلى السلام بين بني أدم، نحن بحاجة الى فهم اعمق لطريقة التفكير التي يعمل بها العقل المتطرف، للوقوف بوجه تنامي العنف او منع تكراره مرة اخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمون يؤدون -رمي الجمرات- أثناء الحج


.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و




.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa