الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال البناء من الطبيعة البشرية

سيامند حسين إبراهيم

2024 / 6 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


منذ أن خلق الله عزوجل، البشر على هذه الأرض وهم يسعون جاهدين في سبيل معيشتهم وسكنهم والعيش بأمان ولكن عبر تاريخهم الطويل لطالما حقق البشر هذه الحاجات وانتقلوا بعدها فوراً إلى الرفاهية والبذخ في العمران لأن الله عزوجل زرع حب الترف والاستمتاع بالجمال في الروح البشرية لذا نجد بأن قدماء المصريين قبل ٤ الاف عام كانوا يبنون قصوراً ممردة ومدهونة بالألوان على ضفاف نهر النيل تصلها العربات من جانب والقوارب من الجانب الآخر، كما نجد الإغريق والرومان كان يسكنون في قصور من الرخام الأبيض ويغتسلون في قدور من فضة، وتعترش كروم العنب متسلقة على شرفات قصورهم فوق الجبال. بالاساس اعتمد البشر على الطبيعة في البناء واخذ الدروس منها فعدا عن مستلزمات البناء قام البشر بتقليد الطبيعة من صنع الاقواس والأعمدة والسطوح المستوية إلى السطوح الملتوية والمخروطية إلى النوافذ المستطيلة أو الدائرية كل حسب حاجته وظروفه المناخية والجغرافية فمثلا الاعتماد على الاقواس في هندسة الابواب كان بالاساس لتحمل الهزات الارضية والثقل الكبير من السقف على الزوايا والجدران والنوافذ الكبيرة لإدخال أكبر كمية من الاشعة أما الهوة او القبة ذو النوافذ كانت لإدخال اشعة الشمس إلى الصالات الكبيرة المظلمة، حتى الدهان في البداية كان ابيض اللون فقط من اجل عكس واضائة الغرفة عندما تأفل الشمس او ليلاً كي يكون ضوء السراج ساطعاً حتى الجسور الخشبية الكثيرة في الأسطح لما تكن للزينة بل لحمل طابقِ ثانِ، أما الاسقف المخروطية فكانت لتخفيف حرارة الشمس داخل المنزل مثلها مثل زراعة النباتات المتسلقة أمام الجدران كي تمنع اشعة الشمس المباشرة من تسخين المنزل صيفاً، البيئات والثقافات البشرية هي التي كانت تفرض نفسها على مهندسي البناء حيث إنه في المدن القديمة والمحافظة كان يتم بناء منازل كبيرة متعددة الغرف ذو طابقين ومليئة بالاشجار والزهور والنوافذ كي تعيش فيها عوائل كثيرة متفرعة من عائلة واحدة وذلك لصعوبة تأمين سكن لكل عائلة صغيرة ولأن الفن والذوق البشري لا حدود له في التصميم والإبداع فقد قام البشر بخلق اشكال جديدة بديعة للنظر حيث إن مهندسي العصور الوسطى لجؤا الى صناعة قباب زجاجية لمباني اسطوانية وذلك لكسب اكبر قدر ممكن من اشعة وضوء الشمس شتاءً لأنهم كانوا يعانون من ظلمة الشتاء ليلا ونهارا في بلاد باردة، اما في المناطق ذات الشمس الساطعة قام المهندسون ببناء مباني داخلية عريضة وذلك لتلافي اكبر قدر ممكن من اشعة الشمس الحارقة الاكثر جمالا في الفن البشري العمراني هو تمازج الثقافات وتطور الفكر العمراني على مر العصور من النموذج الاهرامات الفرعونية إلى المعابد المستطيلة الاغريقية إلى القصور الرومانية إلى الايوانات الضخمة الفارسية إلى القباب الشاهقة في العمران القوطي في فرنسا والباروكي في ايطاليا إلى الطراز الفيكتوري الانكليزي والاسلامي الاندلسي ثم العثماني إلى المغولي في الهند إلى الطراز الصيني والياباني الشرقي كل هذه النماذج وغيرها العشرات أثرت الثقافة والحضارة الإنسانية على مدى العصور فما افسدته السياسة والحرب أصلحه الفن والموسيقا والبناء والأدب لأنه رغم نزعة الطمع والجشع إلى التملك والتحكم في كل شيء الموجودة في النفس البشرية إلا إن حب الطبيعة والفن والأدب معجونة في الروح البشرية من الخلقة الأدمية وإلى اليوم ولهذا فإن اليونسكو تعتبر المباني والتماثيل والحضارات الغابرة، إرثاً بشرياً لكافة شعوب الأرض وليس للدولة الموجود بها الأثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبق سلطة اللسانات على طريقة الشيف عبدالله الحموي


.. صحة الطائف: يتم التحقيق حالياً في قضية تبديل مواليد في مستشف




.. المخابرات الروسية: واشنطن ستستبدل زيلينسكي قريبا بقائد الجيش


.. الشيف عبدالله الحموي يقدم طريقة عمل -فتة اللسان-




.. حزب الله يتوعد بضرب قبرص حال مساعدتها لإسرائيل