الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدين الدروشة !

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 6 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القراءة العلمية الواعية لبدايات الأديان في مصادرها العلمية الرصينة، تؤكد بما لا يدع مجالًا لذرة شك أن الدين في حقيقته أبعد ما يكون عن "الدروشة"، وليس لهذا الغرض وُجد. في المقابل، الدين حمّال أوجه، يمكن فهمه على أكثر من وجه وتوظيفه لأكثر من هدف.
مناسبة الكلام، امتلاء الفيسبوك بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك بأدعية الرحمة لذوي الداعي، أو التضرع إلى السماء لتحقيق أمنيات ورغائب معينة.
لكننا لا نقرأ تفنيدًا واحدًا لتوظيف الدين في خدمة أباطيل السلطات، أو ردًّا على لي أذرع نصوصه لتبرير التهافت على العدو والتطبيع معه. عندما كانت مصر تتهيأ لحرب أكتوبر 1973 كانت تتردد في فضاءاتها الآية الكريمة "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة....الآية". وحين قرر السادات حرف البوصلة، تحولت المنابر إلى الآية "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها...الآية". وكالعادة، هناك دائمًا في واقعنا من يردد ما لا يعي ماذا يردد ولماذا، وليس لديه الاستعداد للتدقيق والتمحيص وملاحظة التحولات السياسية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالنصوص الدينية بغض النظر عن توظيفاتها.
اليوم، نقرأ ونسمع توظيفات وقحة وقبيحة للدين ونصوصه، تتعلق بالعدوان على غزة. من بين هذه الأصوات النشاز من يتذرع بهجرة النبي عليه السلام من مكة، ليدعو الأشقاء الفلسطينيين، وهم تحت وابل من القصف الهمجي البربري منذ ثمانية أشهر وفي مواجهة حرب إبادة جماعية، إلى ترك أرض آبائهم وأجدادهم للعدو المحتل المزروع في فلسطين من قِبَل الأنجلوساكسون كمشروع استعماري احلالي استيطاني يستهدف وجودنا أصلًا. تمنيت لو أقرأ على صفحات التواصل الاجتماعي كلمة واحدة ترد على هذه الغرغرة، وتدحض هذا الانحراف والزيف في تفسير حدث تاريخي لخدمة الباطل والتحطيب في حبال العدو.
لكن يبدو أن المطلوب هو تعميم تدين "الدروشة"، وهذا مقصود بذاته. ولا نرى أننا بحاجة إلى تبيين الأسباب وبيانها، ولا إلى الإضاءة على من يقف وراء تمدد "الدروشة" في واقعنا. فهؤلاء وأهدافهم المُتغيَّاة أظهر من أن يحتاجوا إلى بيانٍ وتبيين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملات لترميم المواقع الدينية والأثرية التي دمرها داعش في الم


.. هنا شارع المعز لدين الله الفاطمى .. أكبر متحف آثار إسلامية




.. «ماريسا» على جبل عرفات.. قصة مسيحية سابقة من أمريكا إلى مكة


.. الحرارة تحصد أرواح حجاج بمكة وسياح باليونان.. والصيف المنصرم




.. تنظيم الإخوان المسلمين يحارب أعضاءه السابقين بوسائل وأساليب