الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غداً عيد الأضحى المبارك

شفان شيخ علو

2024 / 6 / 16
المجتمع المدني


نعم، غداً عيد الأضحى المبارك، عيد أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في كل بلدان العالم. حقيقة، إنه عيد جدير التقدير، لأنه يضم مثل هذا العدد الكبير جداً والمتنوع جداً من الذين يُعتبرون أخوة لبعضهم البعض. إنها علاقة رائعة وعظيمة، لو أنها تحققت في الواقع. أي حيث يرى أي مسلم سواه في الدين الواحد أخاً له، ومحرَّم عليه التعدي على عرضه وماله ودينه، فيكون لدينا مجتمع مثالي. لكن للأسف الشديد، فإن الذي يعاني منه المسلمون، كما نرى ونسمع اليوم، هو هذا الانقسام في وحدتهم، والصراعات التي تقوم فيما بينهم، وفي منطقتنا خاصة. وأكثر من ذلك ما تعرضنا له نحن الإيزيدية من اعتداءات باسم الدين، مهما كان الموقف منهم، وحقيقة العلاقة بين الذين يعتدون بشكل سافر وعدواني على الآخرين، باسم الدين، أو يكونون منتمين إلى هذا الدين، وتلك المعاناة الرهيبة التي يعاني منها من يصبحون ضحايا لهم .
ومن موقع الاحترام والتقدير لمعتقدات وديانات الآخرين، رغم كل الذي لحق بنا، ولازلنا نعيشه من مآس، جرّاء جرائم فظيعة ارتكابها الدواعش المجرمون في أول آب 2014،  رغم كل ذلك، فأنا أتمنى للأخوة المسلمين، أينما كانوا كل السعادة ليس في عيدهم هذا: عيد الأضحى المبارك، وإنما في كل عيد، وفي كل الأيام، بالنسبة لهم رجالاً ونساءاً، كباراً وصغاراً، وللعالم جميعاً، والعيش في سلام، لأن ليس هناك ما يجعل الإنسان مقدَّراً، وأهلاً للاحترام مثل هذا التمني للآخرين ولنفسه السعادة والاستقرار، والخروج إلى الآخرين، ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم، أو مناسباتهم. فالله هو الذي خلقنا جميعاً، وهو الذي جعلنا مختلفين، في ألواننا وأشكالنا، ومعتقداتنا، وآرائنا، وثقافاتنا، لنتعرف على بعضنا البعض، ونصبح أكثر تقديراً للبعض، من جهة هذا الاختلاف وهذا التنوع.
نعم، ليس هناك ما هو أعظم من الشعور بالآخرين، وهم يمارسون حياتهم اليومية في أمان وفي سلام، وبعيداً عن أي توتر أو حقد أو كراهية، فيما بينهم، أو اتجاه الآخرين .
ومن المؤكد أن الحياة تنبني وتصبح حلوة أكثر فأكثر، كلما عشناها بود واحترام ومحبة متبادلة.
ولهذا، فأنا أكرر دائماً، أن الحديث عن العيد، يذكّرنا بذلك الانفتاح على بعضنا البعض، والمعايدة المتبادلة، ثم الشعور بالسعادة، والقيام بالزيارات المتبادلة، ومثل هذه العلاقات، تجعل الوجوه مألوفة أكثر، والقلوب مليئة بالبهجة والسرور، والعيون مشتاقة إلى الآخرين.
هل هناك ما هو أهم وأجمل وأظرف وأحسن من مناسبات كهذه؟ مناسبات، تدفع بالناس إلى الخروج من بيوتهم، هم يصافحون ويحتضنون بعضهم البعض. ليصبح الحلو من سكَّر وغيره ثانوياً. والأكثر بهجة، رؤية الأطفال رموز البراءة، وهم يحملون أكياسهم منتقلين من بيت إلى آخر، وأصواتهم تتعالى، وصيحاتهم تترافق معها، تعبيراً عن حبهم للحياة، ومعهم الحلو الذي يجمعونه من البيوت، وفي الساحات العامة يلتقون، بثيابهم الجديدة، أو بوجوه فرحة، وهم أملنا في المستقبل، وعلينا في الحالة هذه ألا ننسى أولئك الذين يعيشون في بؤس أو فقر، أو والدين أو حتى أهل مباشرين، ومن اختطفوهم الدواعش المجرمون، ومن كانوا ضحاياهم، وهو شعور لا أكثر منه إنسانية، وهو يشد القلوب إلى بعضها البعض، في مثل هذا اليوم الفضيل والخيّر.
نعم، جميل هو العيد، ولا أكثر من محاسنه، إذا فكرنا في معناه، ودلالته، أو قيمته، ولماذا نقول فيه مثل هذا الكلام، لأنه مثل الورود التي تزيّن شجرتها، والعطور التي تنبعث عن الورود هذه.
هكذا يكون المعايدون ومن يشاركونهم في عيدهم، والسعادة معهم بالمقابل .
لهذا، أقول مكرراً: كل عام، وعيد أخوتنا المسلمين بخير، بكل لغاتهم، وألوانهم، وجنسياتهم، وأعراقهم، وطوائفهم، وهم بعيدون عن الأحقاد والعداوات، فالسلام وحده يضمن لنا الاستقرار، كما يجعلنا أكثر تشبثاً بالحياة، وتفاؤلاً، وقدرة على العمل والانتاج، ووجوهنا مشرقة سعادةً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر نسقت مع الأمم المتحدة لدخول 2272 شاحنة إلى غزة


.. حماس تتهم نتنياهو بالتخلي عن مقترح بايدن والأونروا تتحدث عن




.. اليونيسف: لدينا نحو 100 مليون طفل وشاب في القارة الإفريقية م


.. شهداء وجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على محيط خيام النازحين غربي م




.. اعتقال سائحة أميركية اقتحمت مسجدا في يافا.. واعتلت منبره