الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا تكلمت صديقتي

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2024 / 6 / 16
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هكذا تكلمت صديقتي ريما بلسان الشاهد وعين الآمل بزفرة الآلم فقالت....
غالبا الجواز يتم بعد خداع و تدليس بمعني احيانا أحد الطرفين ينبهر بالآخر فيبدأ بالادعاء الكاذب أنه متفق معاه و احيانا يتظاهر بشخصية مختلفه تماما لجذب الاخر.

و بعد اصطياده يظهر الوجه الاخر و لو افترضنا الانثي مثقفه عاشقه للحياه و الحريه غالبا الرجل في المجتمعات الذكورية بيخليها هدفه و لما تدخل بيته يحصل سيناريو من اتنين :

1- إما أنها تكون اقوي من قيوده و الخوف من كلمة مطلقه و بتنتهي العلاقه.

2- أو للاسف بتنهار مقاومتها و تستمر كما أراد الصياد و المجتمع المتعفن و طبعا هو لا يمل ويستمر في اصطياد الأخريات .

و كتير نفس الكلام من غالبية الإناث تمثيل عنيف لقدرتها علي الاحتواء و العقل و الحكمه أو البديل الاخر و هو المحن و السهوكه .

مفيش وضوح يا عزيزي ، الغالبية بتمثل في المجتمعات الشرقيه للاسف و ده سبب كمان أن معظم و ليس كل الزيجات اللي كملت مكمله علي خيانات و من الطرفين للاسف .

احنا مجتمع أغلبه مظلم في العقل والنفس .

هكذا هي قالت وقد أصابت فيما قالت ، فمؤكد أننا نقف أمام تحليل رائع وبسيط لجانب مظلم مهم من السيكولوجية الذكورية لغالبية أو لكثير جدآ من الشرقيين الذين تم تشويههم بأفكار التخلف والتطرف والتزمت ، ومخطط تعاملهم القذر مع أي امرأة حالمة بالحرية والإنطلاق ، هذا إن كانت في الأصل قد فلتت خفية من بين أيادي أهلها أو حتى صديقاتها المقهورات المتخلفات اللائي أبين أن يبيقين في الجحر بمفردهن فسحبوا ودفنوا بحبائل الحقد المغلفة بأوهام دينية من يومآ أرادت الحياة .

لن أقول أنني أتمنى أن كل الناس ، بل يكفي عدد كثير من الناس تصبح مؤمنة مثلنا بنفس المنطلق الفكري والثقافي المتطهر من نجاسات الإرهابيين ومحتضنيهم ، وهذا في علم الإجتماع له شبيه في علوم الطاقة النووية إسمه الكتلة الحرجة CRITICAL MASS .

حيث مجموعة من الناس وصلت كمآ وكيفآ للقدرة الذاتية على عدم التأثر بالمحيط الخارجي والتحصن عن التماهي مع سيكولوجيته ووعييه سواء الظرفي أو الإستراتيجي تجاه مختلف القضايا ، بل أصبحت هي قادرة على توليد التأثير في المجتمع ولو مرحليآ أو تدريجيآ .

يدعمها في ذلك فشل الآليات السابقة والنسق القيمية التي مثلت الإطار الحاكم للعقل الجمعي لهذا المجتمع في معالجة مشكلاته بل وتسببت فيها ، فيكون دور هذه الكتلة الحرجة دق الناقوس ورمي الحجر في المياه الراكدة الآسنة وصرخة في وجه هذه الأفكار والتراث المتخلف بل والمتلهف للتخلف لتغرد بعيدآ عنه ليلحق بها الجميع أو الغالبية يومآ ما .

مؤكد أننا جميعآ بصورة أو بأخرى ضحايا لمثل هذا المجتمع في بواكير حياتنا حينما كنا عقولآ غضة غضت يومآ عن القذى والتخلف حتى ولو لم تؤمن به ، ولكنها حاولت التعايش معه أو حتى التمثل ببعض قشوره بحثآ عن مكان وسط المستنقع .

فانتهى الأمر أن منّا من استسلم وتطلى بالسواد وصُبغ بالظلام ، ومنّا من زاوج بين نقيضين ، ومنّا من نافق فأضحى كالمنفصم schizophrenic بين حياتين ، ومنّا من رفض وترك وهاجر لاعنآ هذا المجتمع وباحثآ عن ذاته وأمله في مكان آخر لا تمطر فيه غبس من هوان ، ومنّا من بقى يعافر ويقاوم لعله يترك بعض الأثر وهذا أعظم ميراثه legacy .

بالنسبة لي أرى أننا أفضل حالآ من أشباهنا القدماء ، لأننا نستطيع أن نترك ميراثنا هذا وخلاصة أفكارنا وتجاربنا وصيحاتنا على صفحات الإنترنت لتكون مرجعآ دائمآ للنور وصوتآ آخر يصدع في الغابة لعل من مجيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: تقرير للأمم المتحدة يكشف أن 70 في المئة من قتلى الحرب م


.. المرأة في الحرب: لمذا تدفع الثمن مرتين؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أرقام الشمول المالي للمرأة المصرية


.. كيف يكون التغريب؟




.. جلسة نقاشية لتسليط الضوء على أوضاع المسنين بعد إصدار قانون ج