الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (48)

بنعيسى احسينات

2024 / 6 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (48)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



لماذا تقتصر خُطب الجمعة عادة على رجال الدين فقط دون غيرهم؟ في الغالب تتكرر مواضيعها، مما يجعلها مملة أحيانا كثيرة في الحقيقة.

لماذا لم يُسمح لأطباء ومهندسين وأساتذة وقضاة ومحامين وغيرهم، بالمساهمة في خطب الجمعة، ما دامت موجهة للناس ومرتبطة بحياتهم؟

أتعمد أحيانا صياغة نصوص، لجلب الانتباه إلى أخطائنا في التعاليق والردود، على المنشورات في الفيسبوك، مساهمة في تجويد النقاش.

إن المسألة الدينية ليست تخصصا، بقدر ما هي اهتمام بالأساس. فالتخصص نطلقه على مهنة، والدين ليس مهنة من المهن يمكن التخصص فيها.

من حق كل مسلم معرفة أمور دينه. منها كتاب الله قراءة وتفسيرا وتدبرا، وما يتعلق بالشعائر فهما وتطبيقا، مع معرفة أمور الفقه والتشريع.

الدين ليس مهنة أو حرفة، يتقنها شخص أو أشخاص، ويتم الاسترزاق منها. إنه اهتمام وشغف عند بعض الناس، يمكن أن يكونوا في مجالات أخرى.

آفات الدين أنه تحول إلى مهنة، يتعاط إليها البعض لكسب قوتهم. فالدين عقيدة وقيم وتشريع، يتم الاهتمام به بشغف إيمانا وحبا في خدمته.

الدين اهتمام وليس مهنة، يمكن أن يمارسه كل شخص في أي تخصص مهني كان. فالمهنة تضمن له الحياة الكريمة، وتسمح له بالبحث قي أمور الدين.

أغلب الأنبياء كانت لهم مهن معينة؛ كالنجارة والحدادة والخياطة والتجارة والرعي يعيشون عليها لا على الدعوة أو الرسالة أثناء تبليغها.

عندما يصبح الدين أو الفكر أو الفن مهنة أو حرفة، يفقد كل منها جوهره وقيمته، ويحتفظ فقط بجانيه التطبيقي النفعي الصالح لجلب المكاسب.

أغلب علماء الكلام والكون والفلاسفة، كانوا إلى جانب اهتمامهم، تجارا وحرفيين وصناعا وأطباء، إلا رجال الدين، كان جلهم في خدمة الحكام.

أغلب الفلاسفة وعلماء الكلام والكون، يتمتعون بقسط من الاستقلال عن التبعية للحكام. في حين جل مشايخ الدين، كانوا أوفياء لخدمة حكامهم.

إن الاهتمام بالدين خارج الكسب المادي، يعتبر قمة القيم، شريطة أن لا يكون مورد رزق دائم ومنتظم، باستثناء عائداته من البحث والتأليف.

زمن العودة إلى الإسلام قد ولى منذ زمان. اليوم زمن العودة إلى الذات، ومحاسبة الضمير، وإيقاظ النفس اللوامة من سباتها العميق.

لا نحتاج اليوم إلى الدعوة إلى الإسلام مجددا. بل الدعوة إلى تصحيح مسار الإسلام، الذي أظل الطريق منذ الأمويين والعباسيين إلى اليوم.

أحترم القارئ الذي يتعامل مع النص بأدب وأخلاق أولا، ثم بمنطق ومعرفة ثانيا، وأخيرا باحترافية كبيرة، تجعله يستنطق النص استنطاقا.

حالة النفس بعد الموت في القبر، كحالتها في الحياة عند النوم. فهي ترى أحلاما مزعجة أو سارة أو كوابيس. ذلك ما أطلقوا عليه عذاب القبر.

ليس هناك عذاب في القبر. فالثواب والعقاب يكونان يوم القيامة فقط، حسب مشيئة رب العالمين. أما عذاب القبر، فهو ككوابيس في الأحلام.

إن الإنسان معادن كما يقولون. كذلك زوار المجموعات الفيسبوكية. فيهم من هو من حديد ونحاس وفضة وذهب وماس. فكل واحد منهم ينفق مما عنده.

من الصعب بمكان، أن تغير معادن الناس. فمعدن الإنسان يهيأ ويصنع في البيت ثم المدرسة ثم الشارع. فإذا غابت الأخلاق، فسد معدن الإنسان.

إن سبب تخلف الأمة العربية الإسلامية وانهزامها، ليس ابتعادها عن الدين كما يزعم بعض المغرضين، بل باعتمادها أساسا على رجال الدين.

رجال الدين والحكام في حظيرة الإسلام، وجهوا وجوههم كلها للشعائر، وأداروا دهورهم للقيم والعمل الصالح، والإحسان للفقراء المستضعفين.

جل المسلمين إن لم نقل معظمهم، يختلفون في أمور كثيرة، حسب اختلاف الأئمة والمشايخ والفقهاء. هكذا تفرق الجميع عبر الزمن، إلى فرق وشيع.

إذا قلنا مع ابن خلدون ما سمعناه: "اتفق العرب على ألا يتفقوا ، فهذه المقولة حقا، صالحة لوصف جل المسلمين، في اختلافهم في أمور دينهم.

إن الاختلاف في الإسلام، لم ينج منه أحد. نجده في القرآن بروايتي حفص وورش، في الحديث، في الفقه، عند الأئمة والمشايخ، وفي الفتاوى.

إن جمْع القرآن الكريم لم تُوحده روايتي ورش وحفص. ثم تم اختلاف الحديث مع الرواة والمذاهب، واختلاف الفقه والفتاوى مع الأئمة والمشايخ.

عندما يكون حديث منسوب للنبي (ص)، ويختلف فيه المسلمون؛ هناك من نقص وهناك من زاد وهناك من حذف، فأين السند الصحيح في كل هذا؟

كان جل الأحاديث المروية، بالمعنى لا باللفظ. لذا كان من الضروري أن تختلف ويتغير معناها، دون الحديث عن الزيادة والنقصان والتحريف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تجنيد يهود -الحريديم-.. ماذا يعني ذلك لإسرائيل؟


.. انقطاع الكهرباء في مصر: -الكنائس والمساجد والمقاهي- ملاذ لطل




.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم