الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح الديني .... جغرافياً .

صادق العلي

2024 / 6 / 19
المجتمع المدني


,,,
مدخل :
يقول البعض ان الدين الاسلامي لا يصلح لهذا الزمن لوجود خلل فيه , يجب اصلاح هذا الخلل ليكون صالحاً لهذا الزمن .
ايضاً يقول هذا البعض انهم قد حدووا مكان الخلل والكيفية التي يتم بها اصلاحه وما على الجميع الا تحريك مياه عقولهم الآسنة كي يدركوا الحقيقية .
تعريف :
البعض : هم مجموعة من الناس عاشوا لاكثر من قرن حاولوا ( كما يعتقدون ) ايصال المجتمع العربي الى مصاف مجتمعات العالم المتقدم من خلال نسخ النموذج الاوربي .
,,,,,,,,,,,,
اشعر بالدهشة مما اسمعه واشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل البعض اعلاه وهم يتحدثون بكل ثقة عن مصطلحات وافكار غربية وكأنهم يعيشونها او يتعاملون بها او كانها افكار عالمية , منها العلمانية ومنها الليبرالية الجديدة ومنها النسوية ومنها الالحاد ومنها التطرف الديني , هذه المصطلحات هي انظمة اجتماعية عملية وليس حبر على ورق , لذلك لم يقدم لنا البعض اعلاه تعريفاً يلائم المجتمع العربي او يلائم العقل العربي لهذه المصطلحات لو لبعضها , ربما يعترض احدهم ويقول كيف نقدم تعريفاً مغايراً لتعريفها الحقيقي ؟ هنا تكمن الحرفة بالتعامل مع الذات والاخر وهذا ما يفتقده هذا البعض ممن يعتقدون ان الدين الاسلامي يحتاج اصلاح كي يكون ملائماً , او قاموا بتوريث بعضهم البعض الاخرى فكرة اصلاح المسيحية يمكن ان تكون هي فكرة اصلاح الاسلام .
اكثر من قرن مر على العقل العربي ولم يتوصلون الى ارضية مشتركة للعيش والتعايش , هذه الخلافات اصبحت من الروتين اليومي للاشخاص وللدول العربية اما الفضائيات ووسائل الاعلام المختلفة فهي تعيش حالة انتعاش مادي لكثرة المتابعين لبرامج الصراخ والعويل لانها غير معنية باصلاح المجتمع او العقل ما يعنيها فقط ان يزداد الخلاف ويكبر بين افراد المجتمع .
في الحالة العربية لم يقدم لنا البعض اعلاه ( جماعة الاصلاح الدين الاسلامي ) خطط استراتيجية لكيفية اصلاحه وبالتالي اصلاح المجالات الاخرى , فالتعليم والطب والبحوث العلمية حتى منافسة حرب النجوم متوقف على اصلاح الدين الاسلامي .
السؤال هنا :
هل اصحاب الاختراعات والنظريات العلمية والطبية وغيرها يعتقدون بوجود خالق لهذا الكون ؟.
هل يمارسون طقوس دينية معينة تكاد تكون غبية ؟.
هل يؤمنون بملائكة تصعد واخرى تنزل لانجاز مهمات الرب على الارض ؟.
بشكل عام وعلى مر التاريخ الجواب يكون نعم .
الايمان الغيبي وممارسة الطقوس الدينية الغريبة لا يمنع الانسان من الابداع ولكن هو الفهم المغلوط لما هو قادم من الغرب !.
لو افترضنا ان الدين الاسلامي لا يصلح لهذا الزمن ويحتاج الى علاج باستئصال بعض الفتاوى القديمة او طروحات الفقهاء القديمة لاباس بهذا الطرح ولكن هل تحتاج السياسة الى ذات العلاج باستئصال بعض الافكار الرجعية التي ادت الى تخلف المجتمع ؟ , ماذا عن نظام القبيلة وتسلط شيخها على القانون وبالتالي يتصرف بمقتضى مصلحة قبيلته ؟, ماذا عن التوزيع الجائر للثروات وكيفية خلق عدالة اجتماعية لجميع ابناء الوطن ؟.
نقد الدين لا يحتاج الى مشقة وليس هناك نتائج وخيمة على ناقد الدين خصوصاً في هذا الزمن الاليكتروني الفائق السرعة , كل يوم يخرج علينا احدهم وينتقد الصلاة حينا وغيره ينتقد الصوم وهكذا لم يحصل لهم شيء , بينما لا ينتقدون رئيس الدولة الا اذا كانوا يعيشون خارج اوطانهم او لا ينتقدون رئيس قسم الشرطة في مدينتهم بشكل مباشر .
في المجتمعات العربية الدين معرض للانتقاد من قبل الجميع حتى بدون معرفة بدليل :
نقد النظريات الاقتصادية تحتاج الى متخصص بعلم الاقتصاد .
نقد النظريات العلمية تحتاج الى دراسة العلوم .
نقد الدين ( بوصفه جماعة تعيش ضمن جماعات اخرى وليس كحالة ايمانية ) يحتاج معرفة بعلم الاجتماع وبالفلسفة والانثربولوجيا .
ناقد الدين او ناقد السلوك الديني يجب ان يكون دارساً جيداً للاديان الاخرى في مجتمعاتها التي نشأت فيها وفي غيرها من المجتمعات التي دخلت عليها , ايضاً حركة الاديان وتوسعها وتاثيرها وتاثرها بتقاليد واعراف المجتمعات المختلفة .
تحديد المكان مهم جدا في عملية اصلاح الدين او اصلاح السلوكيات الدينية , كلما كان المكان اكثر فقيراً ( الدول العربية مثلاً ) كان اكثر احتياجاً للاصلاحات الدينية وبالتالي الدين الاسلامي هو سبب الفقر الاول والوحيد فيها , هناك العديد من دول العالم فقيرة حد اللعنة ولا يوجد فيها اسلام مثل افريقيا وامريكا اللاتينية ومع ذلك تعتبر مجتمعات مؤمنة ومتدينة ولم يطالبوا باصلاحات دينية , على هذا فان الاسلام ليس سبب فقر الدول العربية بل هناك اسباب اخرى يجب على الباحث الوصول لها وتقديمها للرأي العام .
في دول العالم المتقدم لا يحتاج الدين الى اصلاح فالانسان يعيش بكرامة حتى وان كان لا يمتلك عملاً لان القانون يضمن له حياة كريمة بغض النظر عن لونه ودينه , قوة القانون لا تسمح بانتهاك كرامة الانسان وتعطيه حرية ممارسة ما يريد مالم يسبب الضرر للاخرين وهذا لا يحتاج الى دليل .
عادة ما يأخذ الدين شكل النظام السياسي والاجتماعي القائم في المجتمع وليس العكس , بمعنى ان الاسلام الماليزي يختلف عن الاسلام المصري مثلاً , نفس الشيئ بالنسبة للاسلام الايراني يختلف تماماً عن الاسلام العراقي مع انهما من نفس المذهب في الحالتين (ماليزيا ومصر يتبعان المذهب الشافعي , العراق وايران شيعة اثنى عشرية ) ولكن حتى المذهب يأخذ شكل المجتمع وياخذ شكل النظام السياسي .
مشكلة جماعة ( اصلاح الدين الاسلامي ) مع السلطة السياسية وليس مع النصوص الدينية القديمة , يجب مطالبة الحكومات والضغظ عليها لاتخاذ قرارت مدروسة بشكل جيد يمكن ان تساهم بالارتقاء بالمجتمع وليس مطالبة الفقراء بتغير بعض عباداتهم او التخلي عن حلم الجنة او حتى مطالبة رجال الدين بالتخلي عن مصالحهم او تراث اديانهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دوجاريك: القيود المفروضة على الوصول لا تزال تعرقل عمليات الإ


.. الأونروا تقول إن خان يونس أصبحت مدينة أشباح وإن سكانها لا يج




.. شبح المجاعة في غزة


.. تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجز




.. الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة حرموا من التعليم بسبب ا