الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لورانس والعرب و اتفاقية سايكس - بيكو (1916)

ديار الهرمزي

2024 / 6 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


خداع لورنس للعرب، وخاصة الشريف حسين، تم من خلال عدة مراحل وأدوات، بفضل دوره كوسيط بين العرب والبريطانيين وتلاعبه بالوعود السياسية.

الخلفية التاريخية

في بداية الحرب العالمية الأولى، كانت الإمبراطورية العثمانية جزءًا من القوى المركزية التي تواجه الحلفاء. البريطانيون كانوا يسعون لإضعاف العثمانيين عن طريق تحريض العرب على التمرد ضدهم.

اتجهت الأنظار نحو الشريف حسين بن علي، شريف مكة، الذي كان له تأثير كبير في الحجاز ومناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية.

وعود بريطانيا للعرب

مراسلات حسين - مكماهون (1915-1916):
تم تبادل رسائل بين الشريف حسين والسير هنري مكماهون، المندوب السامي البريطاني في مصر. في هذه المراسلات، وعد مكماهون حسين بأن بريطانيا ستدعم استقلال العرب وتأسيس دولة عربية موحدة بعد الحرب، بشرط أن يتمرد العرب ضد العثمانيين.

اتفاقية سايكس - بيكو (1916)

في الوقت الذي كانت فيه بريطانيا تقدم وعودًا للعرب، كانت تتفاوض سرًا مع فرنسا على تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط بعد الحرب.

اتفاقية سايكس - بيكو قسمت المناطق العربية إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، يعني أن وعود الاستقلال لم تكن صادقة.

دور لورنس في الخداع

التأكيد على الوعود البريطانية:
- لورنس، الذي كان يعمل كضابط استخبارات ووسيط بين الشريف حسين والبريطانيين، أكد للعرب مرارًا أن بريطانيا ستفي بوعودها بعد الحرب.

هذا التأكيد جعل العرب يثقون بالبريطانيين وينخرطون بشكل أعمق في التمرد ضد العثمانيين.

التلاعب بالعواطف والتوقعات:
- لورنس استخدم مهاراته الشخصية وفهمه للثقافة العربية لكسب ثقة القادة العرب.

كان يعرف كيف يتحدث معهم ويكسب ولاءهم، مما ساعد في إبقاء التمرد.

إخفاء المعلومات:
- لورنس كان على علم باتفاقية سايكس - بيكو، ولكنه لم يخبر العرب عنها.

هذا الإخفاء للمعلومات الجوهرية كان جزءًا كبيرًا من الخداع، حيث استمر في دفعهم للقتال دون علمهم بالخطة الحقيقية لتقسيم أراضيهم.

النتائج والتداعيات

خيانة الثقة:
- بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وخسارة العثمانيين، اكتشف العرب حقيقة الاتفاقيات السرية وتقسيم أراضيهم بين البريطانيين والفرنسيين. هذا أدى إلى شعور كبير بالخيانة والغضب تجاه بريطانيا ولورنس.

الانتدابات والاستعمار:
- بدلاً من تحقيق الاستقلال، وجدت العديد من الدول العربية نفسها تحت الانتداب البريطاني أو الفرنسي. هذا الاستعمار الحقيقي كان مصدر إحباط كبير وأدى إلى توترات طويلة الأمد في المنطقة.

تراث لورنس:
- رغم خيانة الثقة، يبقى لورنس شخصية معقدة. في الغرب، يُحتفل به كـ لورنس العرب، بطل مغامر ساعد في تشكيل التاريخ. في العالم العربي، يُنظر إليه بعيون مختلفة، كرجل ساهم في خديعة العرب وخيانتهم.

خداع لورنس للعرب، وخاصة الشريف حسين، تم من خلال تأكيد وعود بريطانية لم تكن صادقة، إخفاء المعلومات الجوهرية عن اتفاقية سايكس - بيكو، والتلاعب بعواطف وتوقعات العرب.

هذا الخداع كان له تأثير كبير على العلاقات البريطانية-العربية وأدى إلى إحباط كبير في العالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل