الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشريف حسين بن علي وخيبة الأمل لوعود بريطانيا

ديار الهرمزي

2024 / 6 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تصديق العرب للوعود البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى كان نتيجة لمجموعة من العوامل التي لعبت دورًا كبيرًا في تشكيل تصوراتهم وثقتهم بالبريطانيين.

فيما يلي شرح مفصل للعوامل التي أدت إلى تصديق العرب لوعود بريطانيا:

مراسلات حسين - مكماهون (1915-1916)

مراسلات حسين - مكماهون كانت سلسلة من الرسائل المتبادلة بين الشريف حسين بن علي، شريف مكة، والسير هنري مكماهون، المندوب السامي البريطاني في مصر. في هذه المراسلات، قدمت بريطانيا وعودًا واضحة للشريف حسين بدعم استقلال العرب بعد الحرب، شريطة أن يثوروا ضد العثمانيين.

حسين اعتبر هذه الرسائل ضمانًا رسميًا من بريطانيا لتحقيق استقلال العرب وتأسيس دولة عربية موحدة.

سوء الوضع مع العثمانيين

العلاقات بين العرب والدولة العثمانية كانت متوترة، خاصة بسبب السياسات العملاء القوميين التورك الموالين للغرب المعارضين لدولة العثمانية في المناطق العربية.

بالاضافة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة تحت الحكم العثماني جعلت العرب يبحثون عن أي فرصة للتخلص من القوميين التورك ، ورأوا في الوعود البريطانية فرصة لتحقيق ذلك.

دور لورنس العرب

توماس إدوارد لورنس (لورنس العرب) لعب دورًا كبيرًا في تعزيز ثقة العرب بوعود بريطانيا.

لورنس كان يتحدث العربية بطلاقة وفهم الثقافة العربية، مما ساعده في كسب ثقة القادة العرب.

بتأكيده المستمر على دعم بريطانيا لاستقلال العرب، استطاع لورنس أن يجعل العرب يثقون في النوايا البريطانية.

الوعود البراقة والتحفيزات

بريطانيا قدمت وعودًا براقة للعرب تتضمن الاستقلال وتأسيس دولة عربية كبيرة تشمل معظم المناطق العربية في الشرق الأوسط.

هذه الوعود كانت مغرية جدًا، خاصة في ظل الاضطهاد حزب فتى الأتراك ، مما جعل العرب يرون في التحالف مع بريطانيا فرصة لتحقيق طموحاتهم القومية أصبحت الدولة العثمانية ضحية الصراعات والنزاعات القومية والنفاق البريطاني.

غياب الوعي بالاتفاقيات السرية

العرب لم يكونوا على علم بالاتفاقيات السرية بين بريطانيا وفرنسا، مثل اتفاقية سايكس - بيكو، التي قسمت الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ بين القوتين.

عدم معرفة العرب بهذه الاتفاقيات جعلهم يثقون بوعود بريطانيا دون أن يكون لديهم سبب للشك.

الدعم العسكري واللوجستي

بريطانيا قدمت دعمًا عسكريًا ولوجستيًا للعرب خلال التمرد العربي ضد الدولة العثمانية، مما عزز من مصداقية وعودها. تقديم الأسلحة والتدريب والدعم المالي ساعد في بناء ثقة العرب في النوايا البريطانية.

التزام الشريف حسين بالقضية العربية

الشريف حسين كان لديه طموحات قومية كبيرة ورأى في التمرد فرصة لتحقيق استقلال العرب، ولكنه أخطأ خطا تاديخيا.

استند إلى الوعود البريطانية كوسيلة لتحقيق هذا الهدف، وقام بدوره بتجنيد العديد من القبائل العربية وإقناعهم بالتمرد ضد العثمانيين.

الحملات الدعائية

بريطانيا استخدمت حملات دعائية فعالة لإقناع العرب بدعمها هذه الحملات تضمنت نشر أفكار الاستقلال والدولة الموحدة، واستخدمت وسائل متعددة لإيصال هذه الرسائل إلى القادة والقبائل العربية.

في النهاية، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، اكتشف العرب الخديعة الكبرى عندما تم الكشف عن اتفاقية سايكس - بيكو وخيبة الأمل الكبيرة في عدم تحقيق الاستقلال الذي وُعدوا به.
هذا الشعور بالخيانة أدى إلى توترات طويلة الأمد بين الشعوب العربية والقوى الاستعمارية الغربية.

تصديق العرب لوعود بريطانيا كان نتيجة لمجموعة من العوامل تشمل المراسلات الرسمية، الظروف الصعبة في ظل التحديات المختلفة، دور لورنس العرب، الوعود البراقة، غياب المعرفة بالاتفاقيات السرية، الدعم العسكري، التزام الشريف حسين بالقضية العربية بدل القضية الإسلامية ، والحملات الدعائية الفعالة. هذه العوامل مجتمعة جعلت العرب يثقون في وعود بريطانيا، مما أدى في النهاية إلى خيبة أمل كبيرة بعد انتهاء الحرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة: بين بايدن وترامب مناظرة رئاسية -حاسمة-.. م


.. -ألف لبنة ولبنة-.. مشروع فني جماعي لإنشاء لوحات جدارية كبيرة




.. إسرائيل تحول قطاع غزة إلى أنقاض ومكب ضخم للنفايات


.. رونالدو ينجو من مغامرة أحد معجبيه.. لأجل صورة




.. إسرائيل تعيد تشكيل مجموعات العمل المعنية بالبرنامج النووي ال