الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيانة بريطانيا العظمى للعرب

ديار الهرمزي

2024 / 6 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عدم وفاء بريطانيا بوعودها للعرب بعد الحرب العالمية الأولى يمكن تفسيره من خلال مجموعة من الأسباب السياسية والاستراتيجية:

اتفاقية سايكس-بيكو (1916)
كانت اتفاقية سايكس-بيكو، وهي اتفاقية سرية بين بريطانيا وفرنسا، تهدف إلى تقسيم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.

هذه الاتفاقية قسمت المنطقة إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، مما جعل من الصعب تحقيق الاستقلال العربي الموعود.

بموجب هذه الاتفاقية، حصلت بريطانيا على مناطق مثل العراق والأردن وفلسطين، في حين حصلت فرنسا على سوريا ولبنان.

مصالح القوى العظمى
كانت لدى بريطانيا وفرنسا مصالح استراتيجية كبيرة في الشرق الأوسط، تشمل السيطرة على طرق التجارة والموارد الطبيعية، خصوصًا النفط الذي بدأ يكتسب أهمية كبيرة في تلك الفترة.

تحقيق هذه المصالح كان يتطلب تقسيم المنطقة بينهما، وبالتالي لم يكن في مصلحة بريطانيا تحقيق استقلال كامل للعرب.

الالتزامات تجاه الحركة الصهيونية
أصدرت بريطانيا وعد بلفور في عام 1917، والذي وعدت فيه بدعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

هذا الوعد كان يتعارض مع وعودها للعرب، حيث أن إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كانت تتطلب وجود سلطة بريطانية تدير هذه العملية، مما يعني عدم تحقيق الاستقلال الكامل للعرب في تلك المنطقة.

السياسة الاستعمارية التقليدية
كانت بريطانيا تتبع سياسة استعمارية تهدف إلى السيطرة المباشرة وغير المباشرة على المستعمرات.

تحقيق استقلال حقيقي للعرب كان يعني فقدان السيطرة على منطقة استراتيجية مهمة، وهو ما كان يتعارض مع الأهداف الاستعمارية لبريطانيا.

التقييم الاستراتيجي للوضع بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، قامت بريطانيا بإعادة تقييم استراتيجي للوضع في الشرق الأوسط.

هذا التقييم أخذ في الاعتبار الأوضاع المحلية والتحديات السياسية والأمنية، مما دفع بريطانيا إلى تبني سياسة تقسيم النفوذ بدلاً من دعم الاستقلال الكامل للعرب.

الضغوط الدولية
بعد الحرب، كانت هناك ضغوط دولية مختلفة على بريطانيا وفرنسا لتقسيم المناطق التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية.

هذا شمل تدخلات من دول أخرى مثل الولايات المتحدة، التي كانت تدعو إلى مبدأ تقرير المصير لكنها لم تتدخل بشكل مباشر في التفاصيل الإدارية لتقسيم الأراضي.

التوازنات السياسية الداخلية
داخل بريطانيا نفسها، كانت هناك توازنات سياسية وضغوط من جهات مختلفة، بما في ذلك الشركات الكبرى والمصالح الاقتصادية التي كانت ترى في السيطرة على الشرق الأوسط فرصة لتحقيق مكاسب كبيرة.

هذه التوازنات أثرت على قرارات الحكومة البريطانية وأدت إلى تفضيل المصالح الاستعمارية على الوفاء بوعودها للعرب.

لم تفي بريطانيا بوعودها للعرب بسبب مجموعة من العوامل المعقدة، بما في ذلك الاتفاقيات السرية مع فرنسا، المصالح الاستراتيجية في المنطقة، الالتزامات تجاه الحركة الصهيونية، والسياسات الاستعمارية التقليدية.

هذه العوامل مجتمعة جعلت من الصعب على بريطانيا الوفاء بوعودها بتحقيق الاستقلال الكامل للعرب، مما أدى إلى خيبة أمل كبيرة بين العرب بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد استهداف نصرالله.. ما مصير لبنان؟ | المسائية


.. -البطريق- يشن حربا على كل العصابات في-غوثام سيتي- وكولن فارا




.. عاجل | تحركات غير مسبوقة.. لهذا السبب الجيش الإسرائيلي يستدع


.. عاجل | دوي انفجارات كبيرة في تل أبيب.. والجيش الإسرائيلي: صا




.. تدمير مبان واشتعال حرائق جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحي