الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكشة مخ (16)

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 6 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الأردن، وفي سائر بلداننا العربية، تنتشر "دور تحفيظ القرآن". ونحن نسأل: لماذا تحفيظ وليس تفهيم أو إفهام؟ الفرق بين الحفظ والفهم شاسع وكبير. الحفظ، يحيل الى البصم والتكرار من دون فهم ووعي بالمعنى أو المعاني، أما الفهم فهو على العكس من ذلك، يعني أول ما يعني إعمال العقل والتفكير.
التعليم الحديث، تجاوز التحفيظ الى الفهم المبني على النقاش والجدل والاحاطة باللغة وفقهها وأساليبها. وهو بذلك ينسجم مع الحقيقة التاريخية المعلومة بخصوص تعدد قراءات القرآن الكريم.
لنتأمل القولة التاريخية، عميقة المغزى والدلالة، لعلي بن أبي طالب، ومفادها: "القرآن لا ينطق وإنما يتكلم به الرجال. القرآن حمَّال أوجه". كلام بعيد النظر، يعني أن الرجال أجيال، والحياة تتحرك إلى الأمام ولا تني تأتي بالجديد المستجد، وبالتالي فإن لكل جيل قراءته.
والدليل الساطع على صحة الفكرة المتضمنة في هذه القولة وبُعد نظر القائل، أن هناك قراءات عدة للقرآن الكريم، وهذا أمر طبيعي وصحي بالمناسبة. أليس من حق أجيالنا أن تعرف فلسفة المعتزلة في فهم القرآن وفي قضية خلق القرآن مثلاً؟ أليس من حقهم أيضاً الاطلاع على آراء ابن رشد وفلسفته بهذا الخصوص، وعلى رؤية اخوان الصفا إلى جانب تفاسير الزمخشري والطبري والسيوطي وغيرهم؟
باختصار، التحفيظ تجاوزه العصر لفظاً وتطبيقاً، وأخطر ما فيه أنه يخدم أهدافاً سياسية بعينها، تروم تنميط العقول وجعل أصحابها نُسخاً متشابهة تردد ما يُلقى في روعها من دون تفكر أو تدبر، وبلا وعي وتبصر!
التحفيظ يصب في صالح "النصية"(من نَصّْ)، وهذه الأخيرة تخدم الاستبداد دائماً، كونه بطبيعي أمره ينتعش في أجواء الجمود الفكري والتكرار، وبالقدر ذاته يخشى التجديد ويرتعش هلعاً من التغيير وترتعد فرائصه من التفكير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على


.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم


.. 137-An-Nisa




.. 136-An-Nisa