الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


“ديمقراطية” تركيا ب”عيون الرحال”

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2024 / 6 / 21
المجتمع المدني


الضابط السوري التعيس الحظ؛ أحمد الرحال، لم تحالفه الحظوظ للترحال عن تركيا والوصول لدولة أوروبية ويجعل منها موطنه الجديد، ليبث من هناك ومن على منصته ما يدور في خلده ويحلل بعض الجوانب والقضايا المتعلقة بالشأن السوري، فبقي الرجل عالقاً في المستنقع التركي ويبث منها بعض الانتقادات الخجولة لتركيا مع التشديد على الفصائل المرتزقة لدى هذه الأخيرة وبالأخص بعدما أرسلتهم تركيا كمرتزقة ليحاربوا لأجل مصالحها في عدد من الدول، بل وصل الأمر بأن يحاربوا إلى جانب “قوات الفاغنر” في أفريقيا، بالرغم من كل الخطاب المضاد لروسيا ودورها في سوريا من قبل ما تسمى بالمعارضة السورية وهو الذي استفز بعض الأصوات التي ما زالت تؤمن؛ بأن هناك “ثورة” -ومنهم الرحال- مما أغضبت تركيا حيث بالأخير هي المسؤولة عن تلك الميليشيات وبالتالي الحديث عنها يمس تركيا بشكل مباشر، فجاء الرد التركي باعتقاله منذ يومين وحذف منصته من على موقع اليوتيوب.

للأسف ما زال هناك من يريد أن يخدع نفسه وهو يدعي؛ بأن تركيا ما زالت دولة مؤسسات وهناك هامش ديمقراطي كبير، أي وكأننا ما زلنا في العقد الأول من حكومة العدالة والتنمية والتي تراوحت بين أعوام 2002م، عندما استلمت الحكم في البلاد، وصولاً لعام 2013 حيث حينها كانت تركيا حقاً تسير على تأسيس دولة المؤسسات وكان الهامش الديمقراطي كبيراً بحيث جعلت الكرد ولأول مرة يصلون للبرلمان التركي، بل وكادت تركيا أن تتخلص من مشكلتها الكأداء -ونقصد القضية الكردية- حيث كانت قد فتحت الملف وبدأت بالحوار مع قيادة الكردستاني، لكن مع تبلور الدور الكردي في روژآڤا وخوف أردوغان من أن يتشكل إقليم كردستاني آخر على غرار إقليم كردستان (العراق) وهذه المرة في جنوبها وخوفه من إنعكاس ذلك على داخلها ومطالبة الكرد هناك بحكم فيدرالي شبيه بما في الإقليمين الجنوبي والغربي، جعل أردوغان يوقف عملية التفاوض وخاصةً مع إرتكاب العمال الكردستاني لعدد من الأخطاء؛ مثل إعلان الإدارات في بعض المدن الكردستانية وحفر الخنادق وغيرها من بعض الخطوات والإجراءات والتي أقل ما يقال فيها صبيانية وغير مدروسة.

كما أن شخصية أردوغان وكاريزميته الطامحة لأن يقلد السلاطين العثمانيين و”يعيد أمجادهم” وعلى غرار الأسلوب البوتيني -من بوتين؛ الرئيس الروسي الذي هو الآخر يقلد قياصرة روسيا السابقين- بالإضافة لأيديولوجيا الإخوان العقائدية الشمولية لحزب العدالة وبتحالفه مع أكثر الجماعات القوموية الراديكالية؛ ألا وهو حزب الأمة بزعامة بهجلي -وهذه الأخرى كانت إحدى أخطاء الكردستاني، حينما ضغط على حزب الشعوب ومنعه من التحالف مع حزب العدالة والتنمية ليتوجه هذا الأخير ل”بهجلي”- وهكذا تحالفت الفاشية الدينية مع الفاشية القومية لتكون في تركيا واحدة من أسوأ الحكومات التي شهدتها البلاد حتى من تلك التي جاءت بالانقلابات؛ مثل انقلاب “كنعان ايڤرين” في ثمانينيات القرن الماضي، كون تلك الحكومات كانت تفتقر للقاعدة الشعبية، بينما هذه فهي لا تستند فقط على قاعدة إسلامية قوموية تركيا، بل ومعها قاعدة واسعة في الدول الإسلامية والعربية ولذلك خطورتها أكبر على كل من قضية الديمقراطية والقضية الكردية.

للأسف الحقيقة السابقة غابت عن “عيون الرحال” والكثيرين ممن ما زال معتقداً؛ بأن تركيا ما زالت دولة مؤسسات وفيها من الهامش الديمقراطي ما يسمح لهم بانتقادها متجاهلين قمع تركيا لحزب المساواة والديمقراطية الكردي وإلقاء قادتها في السجون وعلى رأسهم السياسي الكردي البارز؛ صلاح الدين ديمرتاش، بل الغاء نتائج الانتخابات للبلديات وحرمان الفائزين الكرد من قيادة بلدياتهم وتسليمها لبعض رفاقهم من حزب العدالة ضاربين بعرض الحائط بكل القوانين والدساتير والأعراف مثله مثل أي ديكتاتور ومستبد شرقي يجد في نفسه هو الأصل في كل شيء وبأن سلطاته ونفوذه وكاريزميته فوق أي دستور واعتبار.. نعم أمثال الرحال والآخرين لم يجدوا في سلوكيات حكومة العدالة ورئيسها أردوغان بخصوص الملف الكردي، إلا ملفاً هامشياً لا يستحق الالتفات وكأن ليس لها علاقة بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، بل حتى إنهم كانوا -وما زالوا- يبررون لتركيا تلك الإجراءات القمعية تحت “حجة؛ مكافحة الإرهاب”، أي الأخذ بموقف حزب العدالة نفسه ضد الكرد وقضاياهم العادلة.

بل وصل بهؤلاء وحكومات مثل قطر والكويت لأن يدعموا احتلالات تركيا وسياساتها الابادية ضد الكرد في المناطق التي تحتلها مثل عفرين وسري كانيه.. وغيرهما، وبالتالي كانوا شركاء مع تلك السياسات العدوانية أو على الأقل شهداء زور وهم يتفرجون ويشاهدون حجم الظلم ضد “إخوتهم” الكرد وليأت بالأخير الدور عليهم، ليس فقط كأفراد؛ مثل الرحال، بل أيضاً كجماعات محسوبة على تركيا وقريباً سنشاهد كيف سيتم تسليمهم للروس والنظام السوري ولينطبق عليهم مقولة؛ “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين


.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري




.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين


.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!




.. ”قرار تاريخي“.. القضاء الفرنسي يصادق على مذكرة اعتقال بشار ا