الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولاية الموصل بعد الحرب العالمية الأولى

ديار الهرمزي

2024 / 6 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


حقوق تركيا في ولاية الموصل كانت موضوعًا معقدًا ومتنازعًا عليه بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية.

ولاية الموصل كانت تضم منطقة كبيرة تشمل مدينة الموصل وأجزاء من شمال العراق الحالي. هذه المنطقة كانت ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة بسبب مواردها الطبيعية، وخاصة النفط.

النزاع حول ولاية الموصل

بعد الحرب العالمية الأولى، تم تقسيم المناطق التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية وفقًا لمعاهدة سيفر (1920)، والتي أعطت بعض الأجزاء من الأراضي العثمانية السابقة لقوى الحلفاء والدول المنشأة حديثًا.

لكن القوميين الأتراك بقيادة مصطفى كمال أتاتورك رفضوا معاهدة سيفر، مما أدى إلى سلسلة من الأحداث والمفاوضات التي نتج عنها معاهدة لوزان (1923).

المطالب التركية

تركيا طالبت بضم ولاية الموصل إلى أراضيها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، معتبرة أن هذه المنطقة كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية ويقطنها عدد كبير من السكان التركمان والأكراد الذين يمكن اعتبارهم جزءًا من الدولة العثمانية.

موقف بريطانيا والعراق

بريطانيا، التي كانت تسيطر على العراق تحت نظام الانتداب البريطاني، كانت ترى في الموصل منطقة غنية بالنفط وتعتبرها جزءًا مهمًا من استراتيجيتها في الشرق الأوسط. لذلك، كانت بريطانيا تعارض بشدة مطالب تركيا بضم الموصل.

الحل الدولي

القضية أُحيلت إلى عصبة الأمم (League of Nations) في عام 1924، وقررت لجنة خاصة تابعة لعصبة الأمم في عام 1925 أن ولاية الموصل يجب أن تكون جزءًا من المملكة العراقية تحت الانتداب البريطاني.

هذا القرار استند إلى عدة عوامل، منها الاعتبارات الاقتصادية والسياسية، وكذلك الاعتراف بالتنوع السكاني في المنطقة.

اتفاقية 1926

بعد قرار عصبة الأمم، توصلت تركيا وبريطانيا والعراق إلى اتفاقية في 5 يونيو 1926، بموجبها تم ترسيم الحدود بشكل نهائي وتأكيد ضم ولاية الموصل إلى العراق.

في المقابل، حصلت تركيا على تعويض مالي من العائدات النفطية للموصل لمدة 25 عامًا.

النتائج والتداعيات

السيادة العراقية بقاء ولاية الموصل ضمن العراق عزز من سيادة ووحدة الدولة العراقية الحديثة.

التوازن الإقليمي: القرار ساهم في الحفاظ على التوازن الإقليمي وتقليل التوترات بين تركيا وبريطانيا والعراق.

العلاقات التركية-العراقية: رغم الاتفاق، ظلت هناك بعض التوترات بين تركيا والعراق على مدار العقود اللاحقة، خاصة فيما يتعلق بقضايا الحدود وحقوق الأقليات.

ولاية الموصل كانت موضوعًا حساسًا ومعقدًا بعد الحرب العالمية الأولى.

بينما طالبت تركيا بضمها استنادًا إلى الاعتبارات التاريخية والعرقية، كانت بريطانيا ترى فيها جزءًا استراتيجيًا مهمًا من العراق.

بفضل تدخل عصبة الأمم واتفاقية 1926، تم تسوية النزاع بضم الموصل إلى العراق مع تقديم تعويضات لتركيا، مما أنهى النزاع الرسمي حول هذه المسألة وترك آثاره على التوازنات الإقليمية في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله