الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غدير الاتمام لدين أكتمل/ رؤية شخصية

رياض قاسم حسن العلي

2024 / 6 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ارتبطت مفردة (ولي) في المفهوم الجمعي العربي بالحكم والسلطة، فالحاكم في النظام السياسي العربي هو (الوالي) والمنطقة الجغرافية ذات الحكم الواحد تسمى (ولاية) والولاية تعني الإمارة وحق الإشراف على الغير بشروط مبينة في الفقه، وفي التراث العراقي يطلق على الزوج "والي" وقد ورد في أغنية تراثية قديمة (چي مالي والي) ، وفي التراث المصري يطلق على المرأة "ولية"، والولاية السلطان، والبيعة للحاكم وطاعته "الولاء"، و "ولي العهد" هو من يتولى الحكم بعد وفاة الحاكم أو عزله أو تخليه عن الحكم أو غيابه، و "التولي" هو الاتباع والطاعة، و "المولى" هو من يكون تحت سيطرة الوالي ، ويقول العراقيين لمن يستخدم سلطته عليهم (ولانا ولية)، والذي يليك هو الذي يقترب منك ويدنو باتباع ولا يفارقك في الرخاء والشدة، ولم يرد في لغة العرب عن هذه الكلمة بمعنى المحبة بل هي إضافة لغوية لم تستعمل مطلقا سواء في الشعر أو النثر أو الخطابة ، فلم نعثر على عاشق يقول لمعشوقته أنتِ مولاتي ، وإذا كان البعض أضاف معنى المحبة إلى هذه الكلمة من ضمن المعاني الأخرى التي ذكرناها فلماذا التمسك بمعنى واحد ونبذ المعاني الأخرى في فهم حديث الرسول الأكرم (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) ، واذا اخذنا معنى المحبة والمناصرة كما يقول البعض فهل تأتي هذه المحبة والمناصرة دون القرب والاتباع، فلماذا وقف البعض ضد المعني بهذا الحديث الشريف وقاتلوه ورفضوا مناصرته؟ ومن يقاتل شخص ما من المؤكد انه لايكن له اي ود او محبة، والقعود على نصرته بغض.
فلماذا خص الرسول الأكرم بهذا النص علي وحده دون غيره؟
ولماذا جمع هذه الجموع الغفيرة ليخبرهم بما قاله؟
حينما وجدوا النص موجودا في كتبهم لم يستطيعوا ان ينكروه فعملوا على تحريفه كعادتهم ، خدم السلاطين ولاعقي اقدامهم، عبيد الدراهم واذناب ابليس.
فالنص واضح كوضوح الشمس في اليوم الذي جمع فيه الرسول هذه الجموع في شدة القيض بغدير خم.
والطاعة للرسول ثابتة في القرآن ، لكنهم ضيعوا الرسالة وتمسكوا بالنبوة.
أنا أفهم هذا الحديث بأنه ترشيح للحكم والنص عليه بالاسم، فجملة (فهذا على) يعني تحديدا بالاسم وتم التأكيد أكثر بمسك يد علي ورفعها، فالدلالة هنا لفظية ومادية ، ومن فهم فله ومن لم يفهم فعليه ، ومنهم من تمسك بسنة النبي/ الرسول ومنهم من تركها، والناس آنذاك كانوا حديثي عهد بالإسلام، والبعض كان دخوله للدين الجديد عن قناعة وفهم، ومنهم من انتمى حسب رأي رئيس قبيلته وبحكم الأمر الواقع، والآخر طمعا بالمغانم، فمازالت آثار الجاهلية موجودة حتى بعد حين، التعصب للقبيلة في مقابل دين يدعو إلى التوحيدية الإنسانية، ولا يعقل أن يكون الناس على درجة واحدة من الإيمان، ولم يكن مطلوبا آنذاك إلا الناحية العددية لتحقيق أهداف الله المرحلية ، والهدف هو بث فكر التوحيد وهدم كل الإمبراطوريات التي تتحكم بالعالم ظلما، وليس المطلوب من المنتمين الجدد إلا قول لا إله إلا الله ومحمد رسول الله ليتحقق عنوان المسلم لمن قالها بلسانه، أما قلبه فهو أمر يعود إلى الله ، ومن يحقق هذه الاستمرارية إلا شخص كعلي، لذا؛ أن قول الرسول (فهذا علي) يدل على رؤية مستقبلية للرسول، وربما هذه الرؤية كانت بتدخل السماء والوحي، وسيرة علي بن أبي طالب تدل على تهيئة وتدريب من قبل النبي/ الرسول الأكرم لهذه المهمة، ومهمة الرسول هي إيصال الوحي الإلهي إلى الناس ، ف "هب لي من لدنك وليا"، "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" وغيرها الكثير هي إشارات ودلالات لفظية واضحة وبينة وجلية لا ينكرها إلا جاحد.
تاريخ الرسل كما يحدثنا القرآن الكريم لا ينتهي بموت الرسول بل لا بد من ولي للعهد يكمل الدعوة، ولا بد للنبي/ الرسول أن يموت بجسده ولا بد من رجل آخر يواصل الفكرة والدعوة والى ما بلغ رسالة الله ،
فمن يرث من يعقوب غير آل يعقوب، وإكمال الدين يعني إكمال الرسالة دون نقص وهذا الإكمال يحتاج إلى الاستمرارية، والرجال مشغولين بالمال والنساء والمغانم والصراعات على التوافه والصغائر، فلابد من الحاجة إلى رجل تولى الرسول/ النبي تهيئته لهذه المهمة الصعبة، وعلي تلميذ السماء وأبن القرآن.
فمنذ حادثة الدار تم الترشيح والترسيخ لتولي ولاية العهد، لكن للقوم رأيا آخر، وهو رأي فلتة لم يق الله شرها كما قال أحد فرسانهم، بل إن الله أراد وشاء أن يكون علي هو الولي بنص قول الرسول، وما ينطق عن الهوى، وشر ما جرى يتراءى للناس وعابر للتاريخ والجغرافيا، فما حدث في مابعد هو نتيجة اجتماع السقيفة ، ومقتل الحسين قمتها، فلولا ما حدث في السقيفة لم يقتل الحسين، ككرة الثلج أو تأثير الفراشة.
حيث تحكم من لا يستحق برقاب الناس إلى يومنا هذا، وأنشأ له شرعة ومنهاج، وسرق مواردهم، وسبي نسائهم، هذا كله نتيجة لحدث رأى فيه البعض أن يقرروا لأنفسهم بعيدا عن وصية/ رأي/ سنة/قرار/ أمر الرسول ، فكان مما كان مما يعرفه الجميع -بدون استثناء-.
الأمر لا علاقة له بالطائفية، بل قراءة تاريخية أؤمن بها مع غيري، فكيف تكون ولاية علي دعوة طائفية، وعلي أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، وعلي إمام العالم وسر الأنبياء.
هي قراءة بسيطة في نصوص الإسلام المبكر، نصوص وصلت إلينا كما هي، ومن مصادر عدة، قرأناها وعقلناها ووعيناها وأمنا بها لاعتقادنا بأنها صادرة عن أشرف الخلق بحق ثاني أشرف الخلق بعد الرسول الأعظم، ونحن أمة صنعها النص وخلق عقائدها.
فالدين الذي أعرفه واعتقد به هو دين محمد وعلي من بعده ومنهما استمد معتقدي، فهما أبوا هذه الأمة، والأب هو الولي، المُنزّل والمنطوق...
علي بن ابي طالب "محنة للمتكلم ، إن وفى حقه غلا ، و إن بخسه حقه أساء ، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن ، حادة اللسان ، صعبة الترقي إلا على الحاذق الذكي".
"فإن احببناه قتلنا، وأن ابغضناه كفرنا "
--------------------------------
سَكِبَتْ بِفَمَي عَبَقَ النُّبُوَّةِ وَطَالَمَا
تَرَنَّمَتْ بِنَغَمِ ذِي الْقُرْبَى شَادِيًا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟


.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى




.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت


.. 143-An-Nisa




.. المئات من اليهود المتشددين يغلقون طريقا سريعا في وسط إسرائيل