الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل الأسئلة والأجوبة

محمد علي سليمان
قاص وباحث من سوريا

2024 / 6 / 25
المجتمع المدني


إنها ثقافة الإيمان لا التساؤل، أعني أنها ثقافة المؤمن لا ثقافة المتسائل _ أدونيس.
فالصعوبة كل الصعوبة في حركة الفكر وفي إنتاج المعرفة ليست في الإجابة على الأسئلة بقدر ما هي في تحديد نوع الأسئلة التي تطرح _ مهدي عامل.

يبدو أن المجتمع العربي يعيش زمن الأسئلة، وأهم تلك الأسئلة ذلك السؤال الذي بدأ صريحاً مع عبدالله النديم _ بم تقدموا وتأخرنا والخلق واحد؟ ثم تكرر مع شكيب أرسلان _ لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون؟ وفي الجواب على هذا السؤال المركزي تتلخص حكاية المجتمع العربي مع النهضة. لكن هناك أسئلة أخرى كثيرة كانت تطرح في كل منعطف من منعطفات الانهيار العربي، وتكرار الهزائم على المستوى الحضاري العربي، وكانت أحداث " الربيع العربي " هي المنعطف الأخير الذي أصاب المجتمع العربي بصدمة تجاوزت في قسوتها صدمة هزيمة 1967، وطرح السؤال: " ماذا فعلنا؟ " و" أين أخطأنا؟ وظل السؤال الخالد " ما العمل؟ وكيف نتقدم؟ "، وذلك بعد أعادت الحركات الإسلامية التكفيرية المجتمع العربي إلى عصر الطوائف، وتم تدمير البنية التحتية للمجتمع العربي. خاصة وأن المجتمع العربي، عبر نخبه المثقفة ومؤسساته الفكرية والثقافية لم يملك بعد جواباً يمكن أن يعتبر انطلاقاً لحداثة عربية. وفي هذه الأفكار أحاول أن " أفكر " في جدلية الأسئلة والأجوبة.
ويمكن القول إن جدلية الأسئلة والأجوبة هي إشكالية في الفكر العربي الحديث والمعاصر، وهذه الإشكالية كما يحددها إدريس هاني في كتابه " ما وراء المفاهيم " تقوم على أن العقل العربي " يجيب فقط ولا يحسن السؤال. وقد يسأل ويسأل ولكنه لا يسأل في الصميم، وسهمه لا يصيب الهدف. إنه لا يملك أسئلة حقيقية، سوى أنه يتقمص أسئلة ويتقمص أجوبتها في أرقى نشاطه. كاد التقليد يكون قدره، سواء كان في مقام السائل أو في مقام المجيب. إن، بالنتيجة، لا يملك فلسفة السؤال، وبالتالي أنى له بفلسفة الجواب. وذلك لسبب بسيط، هو أنه لم يستوعب حتى اليوم مأساته وانحطاطه ".
وفي جدلية الأسئلة والأجوبة يمكن القول أيضاً إن هناك بعض الشعوب لم تعرف الأسئلة مثل الإغريق، وعلى رأي لوكاتش " إن الإغريقي لا يعرف الأسئلة، وإنما يعرف الأجوبة.. إن الإغريقي قد أجاب قبل أن يتساءل "، ومن جهته الدكتور عبدالله العروي يشير إلى " انعدام وجود مفكر واحد منذ بداية النهضة إلى اليوم سالم كلياً من تأثير الأفكار الخارجية، وهذه تستوعب في الوقت ذاته بعنف لأنها تختفي في صورة التساؤلات. إن المفكر العربي منذ النهضة يرد على الغير، أي يترك دائماً مبادرة السؤال للغير، والسؤال كما يعلمه المناطقة في القديم والحديث يحدد حتماً الجواب ". لكن ماركس يرى إن البشر يجتهدون نظرياً وعملياً لحل المسائل التي تنشأ عن وجودهم الذاتي، وبالتالي فإن نمو الفلسفة لا يتم وفق جدول مستقل، بل هي الأجوبة عن مسائل (أسئلة) تلقيها على الإنسان صيرورته التاريخية. ويقول غاستون باشلار " قبل كل شيء لا بد للمرء أن يعرف كيف يطرح الأسئلة. ومهما قيل، فإن الأسئلة في الحياة العملية لا تطرح نفسها بنفسها. ومعنى السؤال هذا هو الذي يسم الروح العلمية بميسمها. وبالنسبة إلى الروح العلمية، فإن كل معرفة هي جواب على سؤال. وإن لم يوجد سؤال فلا يمكن أن توجد معرفة علمية. فلا شيء يعطى. كل شيء يبنى. ويقول مهدي عامل في أهمية جدلية الأسئلة والأجوبة إن: أهم ما في حركة إنتاج المعرفة أن يحسن الفكر طرح السؤال وصياغته، بحيث تولد الإجابة عنه سؤالاً آخر تنفتح الإجابة عنها بدورها على سلسة من الأسئلة المترابطة في حركة داخلية هي حركة الفكر في إنتاج المعرفة. وعلى رأي الدكتور سمير أمين بأنه يجب: عدم الاكتفاء بطرح إجابات جديدة على أسئلة قديمة بل طرح أسئلة جديدة، الأمر الذي يفترض نقلة نوعية في الفكر. ويلخص الدكتور عبد القادر بو عرفة جوهر الإنسان في كونه الكائن الوحيد الذي ينتج السؤال، ويتميز بالسؤال، ويتقدم بالسؤال ولذلك يعتبر أن ذلك الجوهر الإنسان لا يكمن في المنطق ولا في الاجتماع أو السياسة، ويرى أن أفضل تعريف للإنسان بأنه كائن متسائل. ومن المعروف أن كانت طرح عام 1793، بعد أن بلغ السبعين من عمره، على نفسه أربعة أسئلة: ما الذي يمكن أن أعرفه؟ ما الذي يمكن أن أفعله في هذه الحياة؟ ما هو الذي مسموح لي أن أفعله في هذه الحياة؟ ما هو الإنسان؟ وهي الأسئلة التي وجهت أعماله الفلسفية وحياته. وليس من الضروري أن تكون الأسئلة أو الأجوبة منطقية، فقد تكون، كما لاحظ ماركس بالنسبة لهيغل أنه " لم تقم التعمية في أجوبته وحسب، بل قامت كذلك في أسئلته بالذات ".
وإذا نظرنا إلى تاريخ المجتمع العربي فقد طرح العصر الحديث على العالم العربي المتخلف أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة حاسمة وفعالة ربما ليس أهم تلك الأسئلة، وهي أسئلة النهضة العربية الحديثة والمعاصرة: لماذا تقدموا؟ ولماذا تأخرنا؟، والسؤال الأهم هو " كيف نتقدم؟ " وكان عبدالله النديم وشكيب أرسلان من أوائل من طرح تلك الإشكالية، ثم أخذت تلك الأسئلة طريقها في فكر النهضة العربية، حتى أن الدكتور فهمي جدعان يرى أن " من الواضح تماماً أن السؤال الذي طرح مراراً كثيرة قد فقد إلى حد بعيد سحره وإغراءه، لكن ذلك لا يعفينا من العودة إليه، لأن أعمال المفكرين العرب المسلمين لا تكتسب دلالتها وقيمتها إلا على ضوء التحديدات التي تتضمنها الإجابة على ذلك السؤال ". وحتى تكون الأجوبة فعالة عليها أن تكون أجوبة قوى اجتماعية مهيمنة، وأن تحفر في التشكيلة الاجتماعية العربية الكولونيالية بحيث يمكن أن تتحول تلك التشكيلة الاجتماعية الكولونيالية إلى تشكيلة اجتماعية حديثة – رأسمالية أو اشتراكية.
إن جدلية الأسئلة والأجوبة ليست نوعاً من السفسطة، إنها محاولة جدية لإيجاد فكر عربي اجتماعي يهيئ للتقدم والتحديث. إن هدف الأسئلة كما حددها لوكاتش في أدب بريخت " إن جميع أسئلة بريخت تغوص في عمق زمننا بكل مميزاتها الخاصة بها. وها هنا تكمن أصالة بريخت الجوهرية. فجميع الأسئلة التي يثيرها يريخت، ولأجوبة التي تأتي لتبريرها، إنما تولد من تلك الحاجة الإنسانية للتحرر من الذل، الذي تحاول الإنسانية فيه أن تبني في الحياة الاجتماعية وطناً جديراً بالإنسان: وهذا ما يربط بريخت، عن كثب، بالتقاليد الكبرى للأدب ". وفي كتاب " طرح الأسئلة المناسبة مرشد للتفكير الناقد " تعتبر " استراتيجية التساؤل النقدي أفضل استراتيجية بحثية "، لأن " طرح أسئلة وجيهة مهمة صعبة ولكنها مجدية "، و" يتوجب على المرء، مفكراً وناقداً، النضال من أجل إرغام نفسه على تجريب أجوبة جديدة "، و" في أحيان كثيرة ترتهن قدرتنا على العثور على أجوبة محددة بنوع الأسئلة التي تربكنا ". وهذه الأسئلة التي تربك تتصل بالفلسفة، وكما يقول إيغلتون: يتسم الفلاسفة بعادة مثيرة للحنق، وهي تحليل الأسئلة بدلاً من الإجابة عنها. ويرى إيسايا برلين: أن المشكلة الفلسفية تبدأ عندما يسأل الناس أنفسهم أو يسألون الناس الآخرين أسئلة. وهكذا بدأت الفلسفة عندما طرح طاليس السؤال: ما هو أصل الأشياء؟ وكانت عظمة طاليس في طرحه للسؤال وليس في جوابه عليه. وأجوبة الفلسفة إما أن تكون شاملة ويقينية (سبينوزا وهيغل) وإما أن تكون غير شاملة ويقينية (ديكارت وكانط). لكن الفلسفة عند غرامشي هي معرفة، أي أنها ليست أسئلة بل هي أسئلة وأجوبة، ويمكن القول إن على الأجوبة أن تكون يقينية حتى تصبح معرفة وتتحول إلى عمل يغير الواقع الاجتماعي. وأسئلة الفلسفة هذه هي، بشكل عام، الأسئلة التي تقلق الإنسان والجماعة، الأسئلة التي تفتح في المجتمع، وخاصة المجتمع المغلق، نوافذ نحو التغيير والتمرد والثورة، فقد بدأ الاجتهاد في الإسلام عبر الأسئلة، وبدأت النهضة العربية في المجتمع العربي المتخلف عبر الأسئلة أيضاً، وما تزال هذه الأسئلة تطرح عبر أشكال مختلفة ومن قبل قوى اجتماعية مختلفة، وما تزال الأجوبة عنها من قبل مفكري تلك القوى الاجتماعية بلا جدوى لأنها ببساطة قوى غير مهيمنة.
ويمكن أن نستعرض بعض الكتب التي أعطت أهمية لجدل الأسئلة والأجوبة:
من الكتب الأجنبية هناك:
كتاب إيسايا برلين " جذور الرومانتيكية " وفيه يرى أن التراث الغربي بأكمله قام على ثلاثة مبادئ:
1 _ إن كافة الأسئلة الحقيقية يمكن الإجابة عليها، وإذا كان هناك سؤال لا يمكن الإجابة عليه، فهو ليس بسؤال، وربما لم نكن نملك الإجابة عليه لكن أحداً ما سيفعل.
2_ إن كافة الأجوبة هي قابلة لأن تعرف، ويمكن اكتشافها بوسائل يمكن تعلمها وتعليمها للآخرين.
3 _ إنه ينبغي لكافة الأجوبة أن تكون متسقة مع بعضها، لأنها إذا لم تكن متسقة فإن النتيجة هي الفوضى.
ويصل إلى النتيجة: إن هناك طريقة واحدة لاكتشاف الأجوبة هي الإعمال السليم للعقل.
وهناك أيضاً كتاب بلانشو " أسئلة الكتابة " ويتساءل بلانشو عن مصدر هذا الولع بالسؤال، وعن تلك القيمة الكبرى التي يحظى بها السؤال. ويرى أن السؤال بحث عن الجذور، إنه الاستقصاء والغوص حتى الأعماق في الأسس وتقصي الأصول، وهو في النهاية استئصال، وهذا الاستئصال هو الذي يقتلع الجذور، وهذا هو عمل السؤال. ويتابع: أن السؤال يتطلب الجواب، لكن السؤال لا يجد تتمته واستمراه في الجواب، بل إنه على العكس من ذلك ينتهي وينغلق بالجواب، الجواب هو شقاء السؤال.

ومن الكتب العربية:
ربما يجب أن نتوقف عند كاتب عربي معاصر أعاد الحياة إلى السؤال في الفكر العربي، إنه الكاتب شاكر النابلسي، وقد كتب كتاب " لماذا؟ أسئلة العرب في مطلع الألفية الثالثة " وقبله كتاب " أسئلة الحمقى "، ثم كتاب " لماذا حولنا الإسلام إلى حجاب وإرهاب؟ ". ويتطرف في أسئلته في كتابه " لو لم يظهر الإسلام ما حال العرب الآن؟ "، وهذا النوع من الأسئلة يراه هوبسباوم من واجبات المؤرخ، فهو يقول في كتابه " عصر مثير ": اختبار حياة المؤرخين يتمثل في قدرتهم على طرح أسئلة والإجابة عنها، خصوصاً تلك التي تبدا ب "ماذا لو..؟ " .. هذه الأسئلة لا تتعلق بالتاريخ الحقيقي الذي يدور حول ما نرغب، بل حول ما حدث وما كان يمكن أن يحدث بطريقة مختلفة لو لم يتخذ هذا المنحى. ويرى شاكر النابلسي أن الثقافة العربية من زمن طويل معروفة بأنها ثقافة الأجوبة، وليست ثقافة الأسئلة. وأن الأسئلة في معظم الأحيان هي محرمة، وأنه ما من أمة عاقبت السائلين على أسئلتهم كما عاقبت الأمة العربية سائليها. والثقافة العربية منذ 14 قرناً ما تزال ثقافة الأجوبة الجاهزة، أجوبة قديمة مجانية جاهزة، مما حرم الفلسفة العربية من التطور، لأن الفلسفة تزدهر مع الأسئلة. وشاكر النابلسي يريد أن يطرح الأسئلة ولن يجيب عليها بأجوبة قاطعة، ولكنه يريد أن يجيب عليها بطرح أسئلة جديدة يتطلبها العصر الحديث، يريد أن يخلق في الثقافة العربية المعاصرة فن الأسئلة.
ويبدو كتاب محمد بنيس " حداثة السؤال " وكأنه يحاول هو الآخر تجديد الأسئلة في الفكر العربي " ويستمر السؤال: لماذا؟ كيف؟ ما العمل؟ مرت الآن السنون، وتداعت امبراطوريات الحلم واليقين.. والأسئلة نفسها تستعيد لمعانها ". وهو يعرف أهمية الأسئلة " لكل جوابه ولي أسئلتي ". ويعترف بأهمية أسئلة الآخرين، ويرى أنه منذ ما يقارب القرنين من عمر النهضة والمجتمع يسأل الحداثة، وأنه ظهرت في نهاية الستينات وبداية السبعينات مجموعة من المفكرين طرحوا أسئلة مغايرة لأسئلة الغرب سمحت بتجديد الثقافة الوطنية. ويتابع: لكننا " مع كل تصدع نسأل بسؤال الحداثة ونجيب بجوابها، من غير أن يكون لدينا سؤال أو جواب. تضيع السمات إذاً، وتفقد الذات السائلة موضوع السؤال ". لأن " التساؤل قبل اليقين، تساؤل قد يجد صيغة واضحة، وقد ينفلت لعدم اتضاح الرؤية المتكاملة، وعلينا الآن الدخول إلى مطارحة الأسئلة المحرجة ومواجهتها ". ذلك أن " السؤال أصبح الآن ضرورة.. لأن هذه انهيارات المتسارعة تدلنا على أن التحليل الملموس هو وحده أمل اختيار طريق أخرى.. لأن الواقع العام ما يزال يضع الحواجز المانعة لتبني السؤال، وقد يضاعف من حجم الحواجز ونوعيتها ". وفي النهاية يرى أن " المكان الوحيد الذي يمكننا الاحتماء به هو الوعي النقدي، سليل السؤال ".
ومن جهته يعتمد الكاتب أديب نعمة في كتابه " مقاربات " على جدلية الأسئلة والأجوبة، ويقول في تمهيده للكتاب: في ورشة الحوار _ الصراع الفكري الدائر اليوم في المناخات الدولية الجديدة، لم تكتمل الأسئلة بعد لكي تبدأ الأجوبة بالاكتمال. لذلك غالباً ما يتخذ إسهام المفكرين طابع التساؤل.. وإذا كانت الأجوبة لم تكتمل بعد، فهذا لا يعني أنها ليست في طور التشكل، لا بل إن السؤال ذاته، هو الطور الأول لتشكل الجواب نفسه، ولذلك يقود السؤال الخاطئ إلى جواب خاطئ. ويتابع: إن مساهمتنا.. لا تخرج من طرح الأسئلة، والسعي لطرح أفكار _ رغم عدم اكتماها _ تشكل خطوة إضافية مطورة للأسئلة المطروحة.
وهناك كتب كثيرة عن جدل الأسئلة والأجوبة منها كتاب عبدالله الغذامي " ثقافة الأسئلة "، ويمكن القول، بشكل عام، أن المفكرين العرب ما زالوا يدورون في فلك الأسئلة، ويتخذ كتاب حواري عنوان " الأسئلة المحظورة _ التأزم الفكري في واقعنا الإسلامي المعاصر "، وهذه الأسئلة المحظورة تزعج الإنسان العربي، لأنها تقلق الروح، والإنسان بحاجة إلى الأجوبة التي تمنحه الراحة في مواجهة تقلبات الحياة، وخاصة في مواجهة المستقبل الذي يزداد توحشاً، ذلك أن الإنسان يخاف من الغامض ولا يريد المجهول، إن أسئلة من نوع: كيف يواجه الإنسان مصيره؟، وماذا يوجد بعد الحياة؟ أسئلة كانت وما تزال ترعبه، ذلك إن المجهول خوف لا ينتهي وخاصة أن التاريخ كوارث لا تنتهي، ألم يقل نيتشه: من أراد أن يرتاح فليعتقد، ومن أراد أن يكون من حواري الحقيقة فليسأل. كما أنها تقلق الأنظمة الحاكمة، لذلك نجد أن الأنظمة المسيطرة (الشيوعية، الاشتراكية، الكولونيالية) تخاف الأسئلة التي تحاول أن تفتح أبواب المستقبل بغض النظر عن الإجابة وجدواها، وتفضل تلك الأسئلة التي تطرق أبواب الماضي والتي أشبعها التاريخ بحثاً وحسم أجوبتها، تلك الأجوبة التي تكرس الجمود الاجتماعي على طريقة كل شيء بخير إذا انتهى بخير، ويلاحظ أن كل شيء ينتهي بخير بالقوة. لكن الأنظمة المهيمنة (الرأسمالية) لا تخشى الأسئلة نسبياً، رغم أن مفكريها العضويين لا يبخلون بتلك الأجوبة التي ترسخ الركود الاجتماعي. وهذه الأنظمة المهيمنة تواجه الأسئلة المقلقة التي تفتح باب التغيير الاجتماعي عبر وسائل الإعلام، بمعنى أنها تتلاعب بعقول الناس منذ الطفولة عبر تدجينهم بحيث لا تدخل تلك الأسئلة إلى عقول الناس، وبالتالي تبقى الأسئلة تدور في فلك النخب الفكرية، والتي يمكن التعامل معها عند الضرورة على الطريقة المكارثية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة حرموا من التعليم بسبب ا


.. حملة اعتقالات إسرائيلية خلال اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابل




.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين


.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري




.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين