الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيد الأكثر شعبيةً وحكايا وفلكلور في السويد هو: عيد منتصف الصيف

يحيى غازي الأميري

2024 / 6 / 25
المجتمع المدني


لفصل الصيف في (السويد) أهمية كبيرة، ينتظر قدومه جميع من يقطن (السويد) بلهفة وشوق كبير، وذلك بعد أشهر عديدة من البرد القارس الموجع والثلج والصقيع والمطر الغزير والنهار البارد القصير وغياب الشمس المستمر وظلام الليل الطويل.
في فصل الصيف (بمملكة السويد، وعموم بلدان إسكندنافيا) هنالك عدة أعياد ومناسبات مهمة يحتفل فيها في فصل الصيف أولها عيد (العنصرة أو عيد الخمسين أو عيد حلول الروح القدس) وهو من الأعياد الدينية المهمة للكنيسة المسيحية والذي يصادف في بداية الصيف ويفضل الكثير من السويديين اتمام مراسيم الزواج خلاله ... فخلال هذه الفترة يشعر الناس ببوادر قدوم فصل الصيف، فصل الضوء والنور، فصل الشمس والدفء والبحر والصيد، والسفر، والبهجة، والرقص!
ويأتي في السادس من (حزيران/يونيو) من كل عام (العيد الوطني للسويد)، ويحتفل فيه بمهرجانات فيها الموسيقى الفلكلورية والرقص الشعبي والخطابات التي تعرف بتاريخ وأمجاد مملكة السويد، وكذلك يوزع ويرفع في هذه المناسبة العلم السويدي، وكذلك من الأشياء المهمة في مثل هذا اليوم يتم منح الجنسية السويدية لمستحقيها من المهاجرين، ويقام لهم احتفال مهيب بالمناسبة. وهنالك مناسبات عديدة على طول السنة يرفع ويوزع فيها العلم السويدي، فقط في حالات الوفاة ينكس فيها العلم السويدي.
ها هو الصيف في السويد قد انتصف كما يقول التقويم الميلادي والمفكرة السويدية ففي يوم (21) من شهر (حزيران/يونيو) من كل عام يقام احتفال كبير(مهرجان) شعبي فلكلوري في عموم مملكة السويد أنه (عيد منتصف الصيف)، ويسمى باللغة السويدية Midsummer)).
ويعد يوم (عيد منتصف الصيف) من أطول نهار في السنة، ففيه يحدث الانقلاب الصيفي وفقاً (للتوقيت الشمسي المحلي) حيث تكون الشمس في ذروتها في نصف الكرة الأرضية الشمالي وبذلك يكون اليوم أطول نهاراً وأقصر ليلياً. ففي أيام الصيف في مملكة السويد قد يستمر النهار (18) ساعة أو أكثر خلال شهري (حزيران/ يونيو) وَ (تموز/ يوليو) وفي بعض مناطق السويد وخلال هذه الفترة قد تغيب الشمس (ساعتين) فقط ثم تعود لتشرق ثانية من جديد، وقد لا تغيب الشمس أطلاقاً خلال هذين (الشهرين) في شمال السويد مثل منطقة (كيرونا) في شمال السويد.
يجرى الاحتفال في هذا العيد في معظم المدن السويدية تقام احتفالات كبيرة به، وتجرى له استعدادات عديدة انه يوم فرح وبهجة كبيرة، اذ يعتبر من اهم الأعياد الشعبية السويدية بعد أعياد عيد الميلاد، عادة يقام الاحتفال في الحدائق الكبيرة أو الملاعب الرياضية أو الساحات الرئيسية للمدن، يحضر الاحتفالات ألاف من العوائل (الصغار والكبار).
عادة تكون سعادة السويديين كبيرة وعظيمة في عيد منتصف الصيف عندما يكون الطقس في يوم الاحتفال مشمس دافئ، لتكتمل الفرحة والبهجة بالرقص والغناء في الهواء الطلق؛ ففي كثير من السنوات يصاف هذا اليوم غائم بارد ممطر.
هذا العام كنت اتابع حالة الطقس منذ عدة أيام قبل بدأ الاحتفال، وكذلك اتابع الأماكن التي سوف تقام فيها هذه الاحتفالات، في مدينة (مالمو) نشرات اخبار الطقس تشير الى أن الطقس لهذا اليوم الجمعة (21 حزيران/يوليو) في مالمو (مشمس) ودرجة الحرارة بين (22-23) مئوية، وهنالك احتفال كبير سيقام في منطقة حدائق (Bulldofta)
المنطقة ذات حدائق واسعة غناء فيها العديد من الملاعب الرياضة والمروج الخضراء وبحيرة جميلة التصميم، وكافيتريا جميلة ودائماً أحب أن اذهب إليها في الأيام العادية.
قررنا (انا وزوجتي) ان نكون متواجدين مبكرين بحدود الساعة العاشرة صباحاً في مكان إقامة الاحتفال، عند وصولنا شاهدت مجاميع كبيرة من العوائل ومن مختلف الاجناس ( سويديين وعرب وصومال وهنود انهم خليط من مختلف الجاليات القاطنة في( مالمو) قد وصلت قبلنا للمكان، وهي تتجمع بالقرب من (النصب المخصص للاحتفال)، فيما انتشرت بشكل منظم بعض الاكشاك التي نصبت بشكل مؤقت وهي تقدم خدماتها بعض الأطعمة والمرطبات والقهوة، فيما هنالك مناضد وضعت عليها باقات من الاغصان الخضراء والزهور، تتقاطر عليها الفتيات والنساء والأطفال لعمل (أكاليل) من الزهور ليزينن فيها رؤوسهن الجميلة، كجزء مكمل لفلكلور الاحتفال، ليزيد من الجمال جمالاً وبهجةً.
قبل الاحتفال تم نصب(عمود) منتصف الصيف وهو على شكل (صليب) بطول مترين تقريباً، مغروساً في الأرض، وسط المكان المراد الاحتفال فيه (مغلف، مغطى) أذ جدل ولف حول السارية بعناية واتقان أغصان وأوراق الأشجار الطرية الندية والزهور والورود الزاهية ويتدلى من كلا طرفيّ الصليب الافقيين اكليل (طوق) مصنوع من اغصان الأشجار والزهور والورود.
وتقام في المساء قسم من هذه الرقصات (للكبار فقط) بالملابس الفلكلورية السويدية ذات الألوان الزاهية.
بحدود الساعة الثانية عشر ظهراً بدأت فعاليات الاحتفال، صدحت في سماء المكان موسيقى فلكلورية راقصة، يرافقها صوت نسائي جميل اللحن لامرأة شقراء بملابس فلكلورية سويدية زاهية، يزين رأسها أكليل من الازهار الزاهية، ما هي إلا لحظات حتى بدأ الجميع يشارك الصوت المبعث من مكبرات الصوت والمغنية، بالغناء والرقص.
من الأطعمة التي تقدم في هذه المناسبة (أسماك الرنكة المخلل والبطاطا) وعادة يفضل أن تكون البطاطا من أول حصاد لها، وكذلك من الفاكهة التي تقدم فيها حبات (الفراولة) الطازجة طبعاً، عادة هنالك أنواع من الخمور، تشرب في هذه المناسبة، ويفضل أن يحتسيها الكثير من السويديين البالغين ومنها خمر (البرن فين) السويدي، للأسف لم أجربه لغاية اليوم.
ومن الجدير بالذكر ورد في كتاب السويد، كتاب الجيب ص51 (وحسب التقاليد (الكنسية) يحتفل بعيد منتصف الصيف تخليداً لذكرى يوحنا المعمدان ويحتفل خلال هذا العيد باسم يوحنا أيضا. يمكن أن تكون سابقة هذا اليد حفل شمسي في فترة قبل المسيحية ويمكن أن يكون متأثراً بالعيد اليهودي المسمى Lövhyddohögtiden).
في ختام جولتنا التي أنهيناها باستراحة في كافيتريا Bulltofta والتي تقع وسط حدائق غناء بديعة فكان مسك ختام جولتنا كوب من القهوة مع فطائر الفراولة بالجبنة والتي تعمل خصيصاً بهذه المناسبة.
مالمو في حزيران 2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دوجاريك: القيود المفروضة على الوصول لا تزال تعرقل عمليات الإ


.. الأونروا تقول إن خان يونس أصبحت مدينة أشباح وإن سكانها لا يج




.. شبح المجاعة في غزة


.. تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجز




.. الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة حرموا من التعليم بسبب ا