الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرة 12 العقيدة والانسان

رياض قاسم حسن العلي

2024 / 6 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لكل إنسان عقيدة يعتقد بها، وأنا هنا أتحدث عن العقيدة الدينية، وهي تختلف عن الدين كعنوان أساسي، بمعنى أن الناس ليسوا متساوين في العقيدة في الدين الواحد، لذلك تجد الأرثوذوكسي والكاثوليكي والبروتستانتي والمورموني وغيرها ضمن إطار عاماً يسمى الدين المسيحي ، وكذلك تجد الدين اليهودي ينقسم إلى أربع طوائف كل طائفة لديها عقيدة خاصة بها، وفي الدين الإسلامي نجد الشيء نفسه ، فعقيدة الأشعري الماتريدي تختلف عن عقيدة السلفية الحنبلية، وكل طرف يدعي أنه يمثل أهل السنة والجماعة وعقيدة الاثني عشرية تختلف عن عقيدة الزيدية والإسماعيلية وهكذا.
ومن المؤكد أن الإنسان العادي لا يفهم هذا التعقيد اللفظي والكلامي الذي تحتويه كتب العقائد، ويفضل بدلا من ذلك الإيمان البسيط، والذي يمكن أن نسميه بإيمان العجائز والمتوارث بطمأنينة جيل بعد جيل ، ومن المؤكد أيضا أن الإنسان له الحرية الكاملة في تغيير إيمانه بحسب ما يتراءى له من تداعيات عقلية أو اجتماعية، بل وحتى مصلحية نفعية، وليست المصلحية النفعية سيئة بحد ذاتها
فالإنسان البسيط يؤمن بوحدانية الله وعدم الإشراك به، لكن هذا الإنسان يستعين بقوى طبيعية أو شخصيات تاريخية للتقرب إليها وهو طالما لم يعبد تلك القوى الطبيعية، أو تلك الشخصيات التاريخية فلا يعد مشركا، بل هي إرث ثقافي ومجتمعي، وإن الإنسان منذ القدم يمارس هذه الشؤون الروحية بدون مشاكل أو انتقادات من مؤسسات دينية معتبرة في مجتمعه ، ومن المفترض أن المؤسسة الدينية لا تتدخل في الممارسة الدينية لأي إنسان والناس أحرار في التعبير عن شعورهم الديني بدون أي قيود تعيق هذا التعبير؛ لأنها ببساطة ممارسات خاصة بالناحية الروحية طالما بقيت ضمن الإطار العام للدين الأساس وأي محاولة لقمع هذه الممارسات ستؤدي إلى ظهورها بعد انتهاء القمع بشكل أشد وأقوى وربما بتعسف.
لذلك يمكن القول وبكل طمأنينة بأن الدين هو دين الإنسان وليس دين الجماعة فهو شعور داخلي وعلاقة خاصة بين الفرد والمعبود وكما يقال الرب رب قلوب.
وأحد أسباب تخلف الإنسان في منطقة الشرق الأوسط هو أن عقيدة الإنسان لم تعد عقيدته الخاصة به، بل تحولت إلى عقيدة عامة ضمن مكان وزمان معينين يجب على هذا الإنسان التقيد بها وإلا خرج من ملة الإسلام بالكامل، بل إن بعض رجال الدين يتصور أنه يمتلك أهلية تكفير مفكرين وعلماء مرموقين لمجرد أنهم يختلفون معه شخصياً في رؤيته هو الخاصة للدين أو للنص كما حدث مع طه حسين ونصر حامد أبو زيد.
فمن أعطى رجل الدين هذه الأهلية للحكم على عقائد الناس وصلاحية تكفيرهم وإخراجهم من الدين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #شاهد بعد تدمير الاحتلال مساجد غزة.. طفل يرفع الأذان من شرفة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تفاجئ الاحتلال بعمل




.. لبنان: نازحون مسيحيون من القرى الجنوبية يأملون بالعودة سريعا


.. 124-Al-Aanaam




.. المقاومة الإسلامية في العراق: إطلاق طيران مسير باتجاه شمال ا