الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
منافع داعش............................................. 3
شكري شيخاني
2024 / 6 / 28العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وداعش مفيدة جداً لقوميين كرد، يُحبِّبون أنفسهم عبر التجند لمواجهتها لتحالف محاربي الإرهاب الدوليين الأقوياء الذين يريدون مواجهة داعش حصراً (وليس الدولة الأسدية، وهو ما لا يناسب أحداً من السوريين الثائرين). ويخلق وجود داعش الالتباس المفيد بين "التحرير"، منبج مؤخراً وتل أبيض قبلها، والاحتلال والتوسع، وكسب الوقت لفرض وقائع على الأرض، إن لم تكن ثابتة، فربما تكون ورقة سياسية نافعة يوماً ما. كما يغطي وجود داعش على شكاوى من يقع عليهم غُرم سلطة الأمر الواقع القومية الكردية، فتجعلهم غير مرئيين وغير مسموعين. وغير المكاسب المادية يوفر وجود داعش للقوميين الكرد فرصة لتمايز في النمط الاجتماعي والفكري، على نحو مماثل لما وفره لبشار الأسد ومجتمع "السوريين البيض".
وداعش مفيدة جداً لأمثال نظام السيسي في مصر، إذ تضفي عليه قبولاً دولياً أكبر، وتتيح له وصم الإخوان الذين انقلب على حكمهم بالداعشية والإرهاب.
وداعش إن لم تكن نافعة للأميركيين فهي غير ضارة. معلوم أن تدخل الأميركيين ضد داعش أعقب استيلاء داعش على الموصل، واقتصر بقدر كبير على العراق، وظل شديد الفتور في سورية. ويناسب الأميركيين في سورية أن يُنهَك خصومهم كالروس والإيرانيين وأتباعهم أنفسهم في صراع سوري لا يتضررون هم (الأميركيون) منه. وهو ما يضعهم في موقع يُمكّنهم من هندسة الأوضاع السورية على نحو يتيح التحكم بالمحصلة العامة دون خسائر تذكر من طرفهم. وحين قد يستلزم الأمر يضحي الأميركيون بهذا الطرف أو ذاك، وييسرون دعم هذا أو ذاك ضد خصم منفلت من السيطرة، فيكسبون على حساب غيرهم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي