الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لحديث الرسول ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود .. )

يوسف يوسف

2024 / 6 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في هذا البحث المختصر لحديث الرسول ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر . فيقول الحجر والشجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد ) ، سأستعرض شرحا له / من مصدرين مختلفين ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة .
الموضوع :
1 . من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، سأقدم بأختصار شرحا للحديث أعلاه { روى البخاري ، ومسلم من حديث ابن عمر ، قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، يَقُولُ : ( تُقَاتِلُكُمُ اليَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَجَرُ : يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي ، فَاقْتُلْهُ ) وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ .. إِلَّا الْغَرْقَدَ ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ) . وقد جاء في بعض الروايات ما يدل على أن قتال اليهود المذكور في هذا الحديث سيكون في آخر الزمان حين يخرج الدجال وينزل المسيح عيسى بن مريم ، فيقتله . " فإن عيسى يغزوه ، ومعه المسلمون ، فيقتله بباب اللد ، باب هناك في فلسطين ، قرب القدس ، يقتله بحربته كما جاء في الحديث الصحيح ، والمسلمون معه يقتلون اليهود قتلة عظيمة ، جاء في الحديث عن النبي أن المسلمين يقاتلون اليهود ، فيقتلونهم ويسلطون عليهم ، ينادي الشجر والحجر : يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودي تعال فاقتله ، فيقتل عيسى الدجال وينتهي أمره " } .
2 . ومن موقع / أهل الحديث والأثر - ونقلا عن كتاب " رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين " للإمام الدمشقي ، أنقل التالي ، وبأختصار { .. فهم أخبث أمة من الأمم اليهود ، وهم قوم خونة غدارة لا يوفون بعهد ولا ذمة ولا يؤتمنون على شيء . قبل يوم القيامة يقاتلون المسلمين .. يقتتل المسلمون واليهود فينصر المسلمون عليهم نصراً عزيزاً ، حتى إن اليهودي يختبئ بالحجر وبالشجر يعني يتغبى به ، وبالشجر، فيقول الشجر والحجر :- ينطقه الله الذي أنطق كل شيء - يا مسلم هذا يهودي تحتي فاقتله ،أحجار تنطق وأشجار لماذا ؟ لأن القتال بين المسلمين وبين اليهود ، أما بين العرب واليهود فهذا الله أعلم من ينتصر ، لأن الذي يقاتل اليهود من أجل العروبة فقد قاتل حمية وعصبية ، ليس لله ، ولا يمكن أن ينتصر ما دام قتاله من أجل العروبة ، لا من أجل الدين والإسلام ، إلا أن يشاء الله } .

القراءة :
أولا - بداية ، ووفقا للنص القرآني التالي { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى䁣 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ 4 / سورة النجم } ، أي أن محمدا يتحدث بما يوحى له ، أي أن الله يوجهه ، ويلقنه عن طريق جبريل .. والتساؤل بهذا الصدد : هل من المنطق أن يأمر الله / الرحيم الرؤوف السلام ، بقتل عباده من اليهود ، بل تصفيتهم بالكامل وفق الآية أعلاه { لا تقوم الساعة .. } .
ثانيا - أما بخصوص ورود أسم المسيح في تفاسير وشرح الحديث أعلاه ، فأود أن أقول التالي : أ * لم ترد في الأناجيل الأربعة ، أو في الكتب اللاهوتية أو في رسائل الرسل والتلاميذ / الحواريين ، أي أشارة الى ما قيل عن قتل اليهود ! . ب * أما بصدد قتل المسيح للدجال في اللد في فلسطين بحربة ، فهذا لا يتفق مع فكر ونهج المسيح الذي لم يحمل سيفا ! . ج * الأنكى من كل ذلك ، أن المسيح غفر لصالبيه ، مخاطبا أبيه السماوي ( يَا أَبَتَاهُ ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ / أنجيل لوقا ) فكيف له أن يكون محاربا وقاتلا ، فالمسيح معلما في طريق المحبة والغفران والتسامح ، وليس رجل غزوات.
ثالثا - أما بخصوص نطق الحجر والصخر ، فهذا من مخيال وأسطرة الموروث الأسلامي ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، ورد في نص الحديث ، مقولة ( يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ) ، وهذا دليل على أن الحديث ، ينصب على توجيه المسلمين بقتل اليهود ، والحديث ليس له علاقة بأتباع المسيح، والمسيح حشر أسمه في الحديث حشرا.
رابعا - أما أستثناء شجر " الغرقد " من النطق ، بأعتباره شجرا لليهود ، فهو أمرا أشكاليا ، لأن الله أنطق كل الحجر والشجر ، أليس بأستطاعته أن ينطق شجر اليهود . وبخصوص الغرقد أورد التالي ، من موقع / قاموس المعاني ( الغرْقد : شجر من الفصيلة الباذنجانيّة أوراقه لحميّة ، وفروعه شائكة ، وثماره مخروطة وسيقانه وفروعه بيض ، طيب الرَّائحة ) . ومن الويكيبيديا أورد التالي ( ذُكِر الغرقد في السنة النبوية الشريفة على أنه شجر يهودي .. ولها رائحة نتنة بعض الشئ ) هنا التقاطع وتشويه الحقائق : ففي قاموس المعاني يبين أن الغرقد رائحته طيبة ، أما الويكيبيديا فيورد أن رائحته نتنة ! .

أضاءة :
الحديث أعلاه له صدى ماضوي ، وهي واقعة قتل يهود بني قريظة ، في السنة الخامسة للهجرة ( وبعد حصار دام 25 يومًا استسلم بنو قريظة ، وتولّى الصحابي سعد بن معاذ الحكم عليهم ، فقضى بقتل رجالهم وسَبي نسائهم وأطفالهم .. وهو ما تم بالفعل ، فقُتل منهم 700 رجلًا .. ) ، ويؤشر الحديث أيضا لنظرة مستقبلية ، بأَن اليهود فانون لا محال ، والتساؤل : لم هذا السلوك الدموي تجاه اليهود ، هل لأن اليهود لم يؤمنوا بمحمد ! ، أم هناك أسباب أخرى ! ، ولكن من جانب أخر ، أن النص القرآني يشير بأن محمدا ، كان رجلا رحوما ( مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ سورة الأنبياء:107 ) ، فكيف لرسول ألهي ، أرسله الله رحمة للعالمين ، يريد ذات الرسول ، أفناء مكون ديني بكامله من الحياة الدنيا ! .. أن هذا هو التناقض بعينه ، بين الرحمة والفناء في الموروث الأسلامي ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. 154-An-Nisa