الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنصرية الله يا أهل ذمم الأديان

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2024 / 6 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عنصرية بشريتكم يا أهل ذمم الأديان الصحراوية الفضائية‏
ملحوظة:‏
إلى سنوات قريبة كنت من المواطنين الذى يُطلق عليهم: أهل الذمة، لكنى أكتشفت أن الكتب والأديان الإبراهيمية السماوية هى مجرد أديان ‏بشرية، وبناء على الحقائق الجديدة أكتفى وأحتفى فقط بهويتى الحضارية كمواطن مصرى مخلص ومحب لوطنه الكبير مصر أم الدنيا.‏

أين المساواة فى ضمير وعقل الله؟ كتب الأديان هى الكتب الوحيدة التى أصبحت نافعة لكل زمان ومكان لتطبيق الفرقة العنصرية بين أفراد ‏المجتمع، والسبب هو الأعتقاد بأنها صادرة عن إله الكون لذلك يرتكب بأسمها جميع الجرائم التى لا يتخيلها عقل بشر راشد، وحتى يمكن ‏للمؤمنين تمرير مفاهيم العنصرية وفتاويها وإلباسها وتغليفها بمعانى تتفق مع ما يهدفون به إلى خداع المتلقى وجعله يقبل بالمعنى الجديد ‏دون صعوبة أو مقاومة له، ومع جهلهم وجهل علوم إلههم للتخلص من علماء وفلاسفة ومثقفى عصورهم أعطاهم الإله فتوى قتل من ‏يخالف اوامرهم ويناقض كلامهم المكتوب فى اللوح المحفوظ.‏

مصطلح هيمنة دين على أديان شعوب أخرى بحجة انه يملكون دين الحق والحقيقة أنه مستحيل حتى هذه اللحظة أن يعرف إنسان من هو ‏الله الذى يجب ان نطلق عليه الإله الموجود فعلاً، وعليه مصطلح أهل الذمة واهل الكفر واهل الشرك كلها مصطلحات أخترعها الفقهاء البشر ‏ووضعوا لها التعريف الفقهى الإسلامى الذى أخترعه رجال السياسة والدين ، وقد حان الوقت لإزالة هذه الألقاب والصفات المضادة لحقوق ‏الإنسان ويجب أن يتم إلغاءه أو أستعماله لأنه ضد التعايش الحقيقى والمساواة بين أفراد المجتمع، لأنه تمييز عنصرى على أسس دينية ‏يعتبر فيها المسلم أن البلاد هى بلاده وأنه يتفضل على هؤلاء الناس ويسمح لهم بالأستمرار فى المعيشة وسطهم بدلاً من قتلهم وإضطهادهم ‏وحرق كنائسهم وتحريم وصولهم للوظائف القيادية فى المؤسسات الحكومية.‏

تحدث الكثيرين فى هذا الموضوع من قبل بصيغ أخرى لكن الهدف واحد هو أن مصطلح أهل الذمة وأهل الكفر انتهى زمانه ومكانه، بل أن ‏شيخ الأزهر أعلن منذ ثلاثة أعوام [ فى جريدة “صوت الأزهر” الناطقة باسم المؤسسة الدينية الكبرى في مصر تصريحات للدكتور أحمد ‏الطيب شيخ الأزهر، طالب فيها بعدم استخدام مصطلح “أهل الذمة” مرة أخرى في الحديث عن غير المسلمين في مصر والدول الإسلامية‏‎.‎
‎ ‎وقال الطيب، إنه لا محل ولا مجال لأن يطلق على المسيحيين الآن مصطلح أهل الذمة، ولا بدّ من استبداله بكلمة المواطنة التي تكفل ‏الحقوق والواجبات للجميع بشكل متساو، موضحا أن هذا المفهوم مثل “الجزية”، كان لهما سياقات تاريخية، انتهت تماما الآن‎.‎
‏ ]. ‏
إذن بالعقل يستطيع الإنسان الذى يستخدم عقله فى التفكير والتحليل والتفسير المحايد أن يصل إلى ما يجعله يعيش فى سلام مع غيره من ‏البشر لو إراد ذلك بالفعل، وكلنا يعرف أن سبب إطلاق مصطلح أهل الذمة أنه كان عهد ضمان من الحاكم على المحكومين لدفع الجزية فى ‏مقابل توفير الأمان لهم، وهذا كل ما فى الأمر، لكن رجال التجارة الدينية فقهاء كل العصور إلتزموا الصمت وكانوا هم شوكة وشعلة النار ‏الذين يحركون المؤمنين لأرتكاب الجرائم ضد المخالفين لهم ليقضوا على وجودهم الإنسانى بالفعل، أى أنه مصطلح سياسى دينى عنصرى ‏بكل المقاييس الإنسانية وفى عصرنا هذا يعد السكوت عليه فى محيط الفكر الثقافى والمثقفين هو أكبر خيانة للمعتقدات والإيمان بالله وحرية ‏البشر.‏

يحاول بعض المنتمين للإسلام السياسى أن يستمر مصطلح أهل الذمة متواجداً لكن بصورة أخرى فى ظل وضع مصطلح يتلاعبون به يسمى ‏التعايش الإجتماعى، والسبب فى ذلك هو أن يستمر المسلم فى التمتع بمميزات أن المسلم فى الطبقة الأعلى فى المجتمع أو الدولة لأنه ‏مؤمن وأن الأديان الأخرى كفار فى مرتبة أقل من المسلم الذى يهيمن ويسيطر على غير المسلم بلا أدنى ميزة أو صفات أفضل من الكافر إلا ‏أنه مسلم !!‏

لماذا لا يتم أستخداممصطلح المواطنة وتطبيقه على الجميع متساوون أمام القانون؟
إنها العنصرية الدينية التى ترفض وتمنع تنفيذ ذلك بل أن تلك العنصرية تجعل المواطنون المتخلفين والجهلاء عند أقتراب أعياد أهل الذمة ‏يقومون بالتصعيد الإرهابى وإظهار وجوههم الكريهة ضد أبناء الوطن لأنهم يرفضون أعتبارهم أخوة لأن الدين ورجال الدين يقولون ذلك!!‏
جميع المؤمنين والمثقفين ورجال الدين والسياسة والإجتماع الدينى يعتبرون أهل الذمة مجرد أقلية مشردة لا مكان لها لتعيش فيه، فقام ‏المسلمين بغزو تلك البلاد وأحسنوا لهم وأعتبرهم من المساكين اليتامى، يالها من حقائق مزيفة هى أكاذيب رغم أن التاريخ يحكى ان ‏المسلمين يوم قاموا بغزو بلاد الكفار من النصارى وغيرهم، كانت تلك البلاد فى قمة مجدها الحضارى يسكنون بيوتاً ومدناً منظمة إدارياً ‏وإقتصادياً فى الوقت الذى دخل عليهم بدو الصحراء راكبى الأبل الساكنين فى خيام الصحراء، أليس هذا ما ترويه الاحاديث يا مثقفين؟؟؟

إنها أخطر الأكاذيب التى أرتكبها المؤمنين ورجال الدين فى حق الله المفترض أنه أوصاهم بذلك لأن تلك الأكاذيب الدينية الموروثة جعلت ‏منهم لصوصاً يسرقون صفات الله ويلصقون بها مشيئتهم ورغبتهم فى المتعة والسلطة الدنيوية والهيمنة على غير المسلمين، ويحولون ‏تخيلات الأقدمين من خرافات وأساطير إلى قصص لم يراها أحد إلا هم الذين يحكونها ويحددون المكان والزمان لحدوثها ويكفى المؤمنين شر ‏القتال أى يكفى المؤمنين الإيمان بما يقولون ولا حاجة لهم فى إثباتها أو قراءة مصادرها، بل يكفيهم ما يرسله حكام بلاد الشام ومصر من ‏أموال وخيرات وشبهوها فى أحاديثهم كأنها بقرة حلوب رزقهم بها الله ليحلبوها ويستمتعوا بخيراتها، يا لها من أحلام فقراء الدين والدنيا ‏لصوص مرتزقة ما زال رجال الفكر والدين يمجدونهم ويطلبون من الله ان يصلى عليهم، أليس هذا كفراً يا مثقفى عصرنا الحديث؟؟؟

إن ذمة عمرو بن العاص بريئة مما أرتكبه المؤمنين ورجال الدين بعد وفاته من جرائم يخجل منها الله نفسه، إنه عهد أمان من الغازى قدمه ‏لمن أحتل أرضهم حتى يطمئنوا له ويدفعون فى سبيل ذلك الإتاوة المعروفة بضريبة الجزية التى كانت الشعوب فى ذلك الزمان يدفعونها للغزاة ‏والمحتلين لأراضيهم وليس فقط للعرب، لكن مع مرور الزمان عزل العرب هؤلاء المؤمنين بغير الإسلام وجعلوهم أقلية وجردوهم من حقوق ‏المواطنة فى تلك العصور الغابرة.‏

وكلنا يعلم علم اليقين أن تلك الاحكام هى أحكام تنتهك حقوق البشر والإنسانية ولا محل لها من الإعراب عندما يضع الفقهاء أحكام القصد ‏منها أن يشعر أهل الذمة بالمهانة والذل، إنها أحكام بشرية إنتقامية ليست بغرض الهداية لدين الإسلام بل الغرض منها تشويه الإسلام ‏والمسلمين والحط من أخلاقهم التى قادتهم إلى كتابة تلك الأحكام، وحتى الآن يتفاخرون بها لأنها تكشف عن شدة البغض والكراهية التى ‏تعتمل فى نفوسهم ولو سألت عن السبب سيقولون لك لأنهم رفضوا الإيمان بالله ورسوله!!!‏

تنقية الهواء من الفيروسات الدينية التى رزحت قروناً على عاتق المجتمعات حتى جعلتها تزداد تخلفاً وجهلاً وتعصباً وعنصرية عمياء،
هل آن الآوان أن يعلن رجال الدين أن العالم تغير وخطاب البغض أنتهى ولا مكان له فى عالمنا اليوم؟‏

رغم تعاقب الأجيال والأنظمة على بلاد مصر لكن العقلية الإستعمارية البدوية المحبة لأحتقار الآخرين المخالفين لها فى الدين، بل الرغبة ‏الشديدة فى معاقبتهم وأعتبارهم غرباء على بلدهم الأصلى، غرباءعلى المجتمع المصرى المسلم لأن الإيمان بالإله أو أنهم أعطوا لأنفسهم ‏الحق فى إصدار أحكام نازية ضد بشر يعيشون معهم فى نفس المجتمع ونفس الوطن، ودائماً لصعوبة رؤية هؤلاء المتعصبين الذين عزلوا ‏أنفسهم عن التطور الحضارى نتساءل عن أسباب الإحتقان العنصرى الدينى، وعدم منطقية فكر هؤلاء وهل الآلهة هى من أمرتهم بإصدار ‏قوانين وشرائع ضد رحمة الله وعدله؟؟ وهل سيقبل الله منهم هذه الإعمال المخالفة أو المتفقة مع شرع الله؟؟؟
أختم مقالى هذا بعقد الصلح الذى كتبه عمرو بن العاص بأيدى رجاله، مع لقاء جديد فى مقال آخر:‏

‏" ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﲪﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ
ﻫﺬا ﻣﺎ أﻋﻄﻰ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص أﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺎن ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻬﻢ، وﻣﻠﺘﻬﻢ، وﻛﻨﺎﺋﺴﻬﻢ، وﺻﻠُﺒﻬﻢ وﺑﺮﻫﻢ وﲝﺮﻫﻢ.‏
ﻻ ﻳدﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻻ ﻳﻨﺘﻘﺺ، وﻻ ﻳﺴﺎﻛﻨﻬﻢ اﻟﻨﻮب. وﻋﻠﻰأﻫﻞ ﻣﺼﺮ أن ﻳﻌﻄﻮا اﳉﺰﻳﺔ إذا اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ‏
اﻟﺼﻠﺢ ، واﻧﺘﻬﺖ زﻳﺎدة نهرهم ﲬﺴﲔ أﻟﻒ أﻟﻒ، وﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺟﲎ ﻟﺼﻮتهم ﻓﺈن أﰉ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ أن ﳚﻴﺐ ُرﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‏
اﳉﺰاء ﺑﻘﺪرﻫﻢ. وذﻣﺘﻨﺎ ﳑﻦ أﰉ ﺑﺮﻳﺌﺔ، وإن ﻧﻘﺺ نهرﻫﻢ ﻣﻦ ﻏﺎﻳﺘﻪ إذا اﻧﺘﻬﻰ ُرﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻘﺪر ذﻟﻚ.وﻣﻦ دﺧﻞ ﰲ ﺻﻠﺤﻬﻢ ﻣﻦ ‏
اﻟﺮوم واﻟﻨﻮب ﻓﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﳍﻢ، وﻋﻠﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎﻋﻠﻴﻬﻢ. وﻣﻦ أﰉ واﺧﺘﺎر اﻟﺬﻫﺎب ﻓﻬﻮ آﻣﻦ ﺣﱴ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺄﻣﻨﻪ، أو ﳜﺮج ﻣﻦ ‏
ﺳﻠﻄﺎﻧﻨﺎ. ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺛﻼﺛﺎً، ﰲ ﻛﻞ ﺛﻠﺚ ﺟﺒﺎﻳﺔ ﺛﻠﺚ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ.ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻬﺪ ﷲ وذﻣﺘﻪ، وذﻣﺔ رﺳﻮﻟﻪ، ‏
وذﻣﺔ اﳋﻠﻴﻔﺔ أﻣﲑاﳌﺆﻣﻨﲔ، وذﻣﻢ اﳌﺆﻣﻨﲔ. وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأسًا، وكذا وكذا فرسًا، على ألا يُغْزَوا ولا يمنعوا ‏من تجارة صادرة ولا واردة. شهد الزبير وعبد الله ومحمد ابناه، وكتب وردان وحضر".‏

‏/ تحية العقل من أخيكم فى الإنسانية: ميشيل نجيب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للتوضيح
على سالم ( 2024 / 6 / 30 - 03:32 )
اهلا استاذ ميشيل نجيب وموضوع هام حيوى , انا اكاد اكون متأكد تماما ان الاديان كلها بصفه عامه بشريه وسببت مصائب وكوارث واهوال للخلق منذ ان بدأت الحياه فى هذا الوجود الغامض المحير الغريب , الاشكاليه هنا هى التناقضات الفجه بين العقائد والفلسفات المختلفه ؟ اذن الخالق المضطرب هنا له وجوه عديده مختلفه واراء متضاربه وهذه تسبب حيره عقليه كبيره وفوضى فكريه وبلبله نفسيه


2 - فجاجة الله
ميشيل نجيب ( 2024 / 6 / 30 - 12:14 )
الأستاذ/ على سالم
سلام وتحية,
أشكراً على تعليقك المصيب فى أستنتاجاته، لأننا بالفعل نعيش حتى اليوم على هذا الإله الذى خلقته البشر وأصبح عالة على حياتنا اليومية نصلى له ونأنه يحتاج تل الصلوات او الطقوس التراتبية، وأصبحنا بغباء لا يقارن ندافع عن هذا الإله بدلاً من ان يدافع عنا وأن يحل مشاكلنا، فجاجةالبشر أنقلبت لتكون فجاجة إلهية لا معنى لها إلا التخلف والأنحطاط الأخلاقى، هذا الإنحطاط الذى يتقمصه إله لا يعلم احد أين ولماذا وضع نصوص دينية تحط من كرامته الإلهية لو كان فعلاً يستحق الإلوهية، وكل هذه التناقضات الإلهية العقائدية التى تضعنا أمام كائن هلامىيتلاعب باسمه فقهاء وكهنة الاديان.
وكما قلت فى تعليقك أنك متأكد تماماًأن الاديان كلها بشرية فإنها بالفعل كذلك وأستخلها رجال الدين ليتلاعبوا بعقول الاغبياء من البشر الذين يصدقون خرافات وأساطيرالسابقين، بل وكما اعترف اخيراً الكثير من الشيوخ ان ما قاله ابو هريرة على لسان محمد هو كلام منقول من الانجيل وقصص موسى وبنى اسرائيل كلها منسوخة من التوراة، إذا ماذا انزل الله من جديد
على محمد؟؟ أدعو الجميع أن يفتح عليهم العقل بالوعى والتبصر فى رؤية الواقع

اخر الافلام

.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم


.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض




.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟