الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرش الجنسي

حسين علي محمود

2024 / 7 / 1
المجتمع المدني


في الآونة الأخيرة زادت معدلات التحرش وأصبحت ظاهرة منتشرة في المجتمع، وزداد تخوف النساء لما قد يتعرضن له من مواقف صعبة، حبث أصبح التحرش والتهديد والخوف والاعتداء من قبل الرجال على النساء جزءاً من الحياة اليومية للكثيرات من هن ويمكن لكل امرأة وفتاة أن تقع ضحيةً للتحرش الجنسي.
التحرش الجنسي هو سلوك غير مرغوب فيه ذي طبيعة جنسية يوجه إلى شخص آخر، مما يسبب له الإزعاج أو الإساءة.
يمكن أن يحدث التحرش الجنسي في كل الأماكن العامة على سبيل المثال في المدرسة أو في ميدان العمل أو في المواصلات العامة، في الشارع أو حتى عبر الإنترنت

ويُعرِّف "المركز المصري لحقوق المرأة" التحرش الجنسي بأنه «كل سلوك غير لائق له طبيعة جنسية يضايق المرأة أو يعطيها إحساسا بعدم الأمان»
يضيف على أنه أي صيغة من الكلمات غير المرحب بها أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد.
طبقًا لدراسة إحصائية أجراها المركز البحثي الامريكي بيو-PEW، فإن 25% من السيدات و 13% من الرجال في أعمار تتراوح بين ال18 وال24 تعرضوا لمضايقات جنسية عبر الإنترنت.

ففي بحث لوكالة الحقوق الأساسية بالاتحاد الأوروبي، سُؤلت 17335 امرأة من ضحايا التحرش عن الشعور الناتج عن التعرض لأخطر حادثة تحرش تعرضن لها، وكانت أكثر الشعور انتشارا هي الغضب والإحراج والمضايقة، بنسبة 45% من النساء شعرن بالغضب و41% شعرن بالمضايقة و36% شعرن بالإحراج.
وعلاوة على ذلك، فإن حوالي واحدة من ثلاثة نساء (29%) من الذين تعرضوا للتحرش الجنسي يقلن أنهم شعرن بالخوف عند التعرض لأخطر حادثة تحرش، بينما شعرت حوالي واحدة من خمس نساء (20%) بالعار مما حدث، في مواقف أخرى قد يؤدي التحرش إلى الضغط والاكتئاب المؤقت أو الدائم على حسب قدرة الضحية النفسية على التأقلم ونوع التحرش ووجود الدعم الأجتماعي للضحية أو عدم وجوده.

■ انواع التحرش الجنسي:

▪︎ بالكلام: التعليقات الجنسية غير اللائقة، الإلحاح على طلب مواعيد شخصية، التعليقات حول المظهر.
▪︎ غير اللفظي: التحديق، الإيماءات، التعرض لصور أو مواد إباحية دون موافقة.
▪︎ البدني: اللمس غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسي.

يرى علماء النفس أن الاضطراب الجنسي لدى الشخص المتحرش هو نتيجة ضعف النشأة الاجتماعية للفرد منذ طفولته وذلك بتلقيه مفاهيم خاطئة عن الجنس الآخر وحيث هذا الاضطراب أيضا نتيجة عدم الاستقرار النفسي والعائلي بالإضافة إلى الخلل في البنية الاخلاقية والتربوية للفرد المتحرش فتكون نتيجة ذلك سلوكيات سلبية، منحرفة اجتماعيا واخلاقيا وهو ما يسمى بالإعتلال النفسي.

في حديث الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، لجريدة اليوم السابع :
"إن المتحرش جنسيا هو بالقطع شخصية غير سوية، وهو ما نعرفه فى "علم الطب النفسى" بالشخصية "السيكوباتية"، وسمات هذه الشخصية تتميز بالسلبية واللامبالاة وعدم الاهتمام بتبعية التصرفات، بل إنه يسير فورا خلف أفكاره اللحظية دون التفكير النهائي فى عواقب هذه الأفكار، وبالتالى فإن فقدان تبعية التصرفات يجعل من المتحرش شخصا لا يمتلك مشاعر أو أحاسيس، وهو ما يفسر فى كثير من الأحيان ابتسامة الانتصار على شفاه المتحرشين بعد إتيانهم بفعلهم المؤذى.
ويضيف الدكتور أن "الشخصية السيكوباتية"، تتميز بوجود نمطية وتكرار للفعل الخاطئ، لذلك فإن الشخص الذى يقوم بفعل التحرش الجنسى لمرة واحدة على الأرجح سيفعله مرات متتالية، وبالتالى فإن المتحرش الذى يدعى أن تلك هى مرته الأولى على الأرجح كاذب، لأن هذا الفعل الصادر من هذا الشخص نمطى ومتكرر.

انواع المتحرشين

▪︎ المتحرش المفترس والذي يحصل على إثارة جنسية بإذلال الآخرين وقد يتورط في ابتزاز جنسي وقد يتحرش عادة ليرى رد فعل الضحية. والضحايا الذين لا يقاومون قد يتعرضوا للاغتصاب.
▪︎ المتحرش المسيطر وهو النوع الأكثر انتشارًا والذي يتحرش ليزيد من ثقته في نفسه وغروره.
▪︎ المتحرش الإستراتيجي والمحلي: والذي يحاول المحافظة على امتيازاته في العمل. كمضايقة رجل لامرأة موظفة في وظيفة ذكورية.
▪︎ متحرش الشارع وهو نوع آخر من المضايقة في الشارع بواسطة غرباء ويتضمن السلوكيات اللفظية والجسدية، والتعليقات الجنسية على المظهر الجسدي أو وجود شخص في مكان ما.
وفق المادة 400 من قانون العقوبات العراقي.
حيث تنص هذه المادة من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل، على أن "من ارتكب مع شخص، ذكرا أو انثى، فعلا مخلا بالحياء بغير رضاه او رضاها يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على مائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين".

■ التحرش الجنسي له آثار سلبية كبيرة على المجتمع ومن ابرزها :

▪︎ يعاني الضحايا من صدمات نفسية قد تؤدي إلى اضطرابات القلق والاكتئاب والاضطراب النفسي الحاد.
▪︎ يمكن أن يتسبب التحرش في تدهور العلاقات الاجتماعية وزيادة العزلة الاجتماعية للضحايا.
▪︎ قد يؤدي التحرش إلى تقليل الإنتاجية في العمل وزيادة معدلات الغياب والتسرب من العمل، مما يؤثر على الاقتصاد بشكل عام.
▪︎ يؤدي التحرش الجنسي إلى زيادة العبء على النظام القضائي وزيادة حالات التوتر الاجتماعي والنزاعات.
▪︎ يسبب التحرش مشاكل صحية جسدية للضحايا، بما في ذلك اضطرابات النوم وفقدان الشهية.

بعد انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمع وازدات معاناة النساء والفتيات من التحرش إذ طالبت منظمات مدنية ونسوية عراقية لتشديد العقوبات المفروضة على مرتكبي جرائم التحرش الآخذة بالازدياد وفقها، بحق النساء والأطفال والتي لا تقتصر فقط على التحرش اللفظي والجسدي، بل وتصل لحد الاعتداء والاغتصاب وحتى القتل.

- تقول الناشطة الحقوقية والمحامية نوال الإبراهيم، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:

"التحرش جريمة مدانة بالمطلق، لكن لا شك أن هكذا حوادث مقيتة حين تحصل في شهر رمضان فإن وقعها يكون أثقل، وتولد ردود فعل غاضبة أكبر بين الناس.
ولهذا فمن الواجب تغليظ العقوبات وتوسيعها فيما يتعلق بجرائم التحرش الجنسي بالنساء، بما يسهم في كبحها وتقليلها، فمثلا هذه الحادثة رصدتها كاميرات المراقبة كما يبدو، في حين أن هناك حالات تحرش كثيرة تقع دون أن يتم رصدها وكشفها وغالبا تبقى طي الكتمان، بفعل خوف الضحايا من تبعات البوح بما وقع لهن.
حيث تتعدد أشكال التحرش والذي يقع غالبا في الأماكن العامة والطرقات والأسواق، فضلا عن بيئات العمل والمدارس والجامعات، وهذا يعني أننا حيال حالات منتشرة وبحاجة لتكثيف جهود الردع والعقاب والمراقبة، والتوعية المجتمعية حول خطر هذه الظاهرة وضرورة التصدي لها."

■ هناك مجموعة من الظروف التي قد تسهم في تكوين شخصية الفرد المتحرش والتي تعتبر عوامل محرضة لذلك الفعل وهي:

▪︎ مشاهدة البرامج والأفلام الجنسية
▪︎ غياب المساحات الحضارية التي تمكن الفرد من التحرك فيها داخل مجتمعه وكلما قلت هذه المساحات كلما زاد الاحتكاك بين الافراد وازدادت معها الميول العدوانية.
▪︎ تساهم بعض الثقافات والتقاليد في ترسيخ المفاهيم الخاطئة حول حقوق النساء ومكانتهم، مما يعزز السلوكيات المسيئة.
▪︎ الاعتداءات الجنسية في الطفولة
▪︎ غياب التربية والقيم الاجتماعية والاخلاقية حيث تغيب السلوكيات الطبيعية لتحل محلها السلوكيات الشاذة المضطربة.
▪︎ مشاهدة الاطفال الممارسات الجنسية بين الوالدين مما يدفعهم الى تقليد ذلك
▪︎ ادمان المخدرات المدمر لافراد المجتمع والتي تجعله ينحرف عن مسار السلوك القويم وارتكاب مختلف الجرائم الاخلاقية والجنسية.
▪︎ غياب القوانين الرادعة أو تطبيق غير فعال للقوانين يمكن أن يشجع البعض على التحرش دون الخوف من العواقب.
▪︎ قلة الثقة والحوار الجيد بين أفراد الأسرة، ما يجعل الطفل او البنت خائفا من البوح عن أي شخص متحرش
▪︎ يمكن أن يكون للتحرش دوافع نفسية مثل الشعور بالقوة والسيطرة، أو التعويض عن نقص الثقة بالنفس.
▪︎ الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية يمكن أن تدفع البعض للتصرف بطرق غير أخلاقية في محاولة للتنفيس عن إحباطاتهم.

■ كيف يمكن معالجة ظاهرة التحرش الجنسي؟؟

▪︎ توعية الشباب والفتيات بخطورة هذا الامر من خلال الندوات والجلسات الثقافية وتعزيز ثقافة الاحترام والمساواة بين الجنسين.

▪︎ تعزيز الوازع الديني ويبدأ من الاهل لمساهمتهم في الحد من هذه الظاهرة وتحذير الابناء وتربيتهم تربية صالحة ووقاية المجتمع من هذه الانحرافات.

▪︎ احتشام المرأة في ملابسها فإنها تساعد في اخماد هذه النيران فقد اثبتت الدراسات ان ملابس المرأة هي التي تجذب الرجل للتحرش.
▪︎ تجنب الاماكن المزدحمة من الشباب حتى لا تجعل نفسك في مكان التهمة.
▪︎ الحصانة الشرعية لمعالجة الثغور عند الشباب وهو الزواج.
▪︎ على الفتاة أو المرأة مواجهة المتحرش بشكل مباشر وفضح فعلته المشينة.
▪︎ إنشاء مراكز مختصة لتقديم الدعم النفسي والقانوني لضحايا التحرش.
▪︎ إدراج موضوعات تتعلق بالتحرش الجنسي واحترام الآخرين في المناهج التعليمية.
▪︎ إشراك المجتمع المحلي والمؤسسات المختلفة في جهود مكافحة التحرش الجنسي
▪︎ توفير خطوط ساخنة مجانبة للتبليغ عن حالات التحرش وتقديم المشورة اللازمة.
▪︎ إبلاغ الجهات المختصة عن فعله المشين، حتى يتم محاسبة المتحرش والأفضل امام الملأ ليكون عبرة لغيره.
▪︎ وضع قوانين صارمة تجرم التحرش الجنسي وتحدد العقوبات المناسبة.
▪︎ يجب وضع سياسات واضحة لمكافحة التحرش الجنسي في أماكن العمل وتطبيقها بشكل صارم.
▪︎ تقديم دورات تدريبية للموظفين حول السلوك المناسب في مكان العمل.
▪︎ استخدام كاميرات المراقبة في الأماكن العامة لردع المتحرشين وتوفير أدلة قوية عند حدوث التحرش.
▪︎ يمنع دخول الشباب في الاماكن التي تتواجد فيها العائلات تجنباً للتحرش او التصوير.

نقطة نظام :
يجب على الجميع أن يفهمها من حق كل امرأة وفتاة أن تفرض على الآخرين المساحة الشخصية التي تريحها وأن تُحتَرم هذه الحدود التي تحددها لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار صناعية تُظهر إخلاء خيام النازحين من المنطقة الإنسا


.. جوع وعطش وتكدس نفايات.. الوضع الإنساني يزداد مأساوية في جبال




.. السفيرة مشيرة خطاب رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان في حوار


.. رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان: القطاع الخاص مطمئن أن حقو




.. أردوغان يدين موجة العنف ضد اللاجئين السوريين ويلقي باللائمة