الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية المحمدية....في سطور 10

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2024 / 7 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


** هل القرآن معجز؟ فكما أن الحب أعمى ،ولا ريب أن الأيمان كالحب يعمي ويصم أيضاً.فكما أن الحب يعمي صاحبه عن معايب الحبيب ،كذلك الإيمان بكمال شئ يعمي صاحبه عن نقائضه.فتراهم مبالغين في اعظام القرآن ومفرطين فيما يدعون من إعجازه ،كما تراهم جعلوا كل مافيه الذروة العليا من البلاغة والفصاحة ،واتخذوه المقياس الأعلى الذي تقاس به درجات البلاغة ،فلا يرون له عيبا ولايسمعون عليه من خصومهم حجة،ولا يقبلون منهم برهانا ،لان الموضوع ليس بموضوع فني أو أدبي وإنما هو موضوع ديني بحت لأن الذين كتبوا في إعجاز القرآن لم يتكلموا عن تدبر وتفكير ،ولم يكونوا أحرارا في أفكارهم ،وإنما تكلموا عن إيمان واعتقاد..
** من ارتداد عبدالله بن أبي سرح والذي جاء بآية مثل القرآن بقوله " فتبارك الله أحسن الخالقين" فمن هذا يظهر أن الإتيان بأية أو آيتين مثل القرآن أمر سهل قد يتفق لكل أحد أن يأتي به،فتحديهم بأن يأتي بحديث مثله غير صحيح ولا مأمون فيه سوء العاقبة ،فلذلك عدل عنه محمد متدرجا في التحدي إلى ما هو أعلى من ذلك ،فجاء بالآية الثانية " قل فاتوا بسورة من مثله"ولم يقف عند هذا الحد حتى جعلها عشر سور، ثم ارتقى إلى ما يقتضيه التحدي الصحيح الذي يتعذر أو يستحيل أن يجيبه إليه أحد.وهو تحديهم بأن يأتوا بمثل القرآن " قل لئن اجتمعت الإنس والجن.." الخ.وهذا هو التحدي الذي ترجع فيه المعارضة خائبة خاسرة بلا شك،لان إتيان المعارض بمثل ما عارضه من الكلام متعذر،وان محمدا يعلم هذا حق العلم ،فلذا تراه بكل سكينة واطمئنان وبكل جرأة واستبسال يتحدى قومه قائلا " فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين"..
** لقد جعلوا من فضل القرآن ومن شرفه أنه مكتوب في اللوح المحفوظ.وما أدري أي فضل للقرآن في كونه مكتوباً في اللوح المحفوظ,وقد كتب فيه كل كائن يكون حتى الحمير ونهيقها ،فسبحان واهب العقول ومعميها..
** كيف تطلق للناس حرية أفكارهم وأقوالهم في عصر كل ما فيه قائم بإسم الدين ؟؟؟؟
** لقد قتل العباسيون كثيرا من (الزنادقة),ولم يكتفوا بقتلهم بل محوا كل ما كتبوه و طمسوا كل أثر تركوه،فاين ما كتبه أولئك الزنادقة واين الدامغ لابن الراوندي؟
** إنهم يهولون بإعجاز القرآن كل التهويل,ولكنهم لا يستطيعوا أن يذكروا لهذه المعجزة العظمى أثراً بينا في نجاح الدعوة الإسلامية ، إذ لا مرية في إن الدعوة الإسلامية إنما نجحت بالسيف لا بمعجزة القرآن.فماذا لو سألناهم كم مؤمنا كانت هذه المعجزة هي السبب الوحيد في إيمانه ؟؟
** أما الغنائم فكانت السبب في إسلام الكثيرين.خذ مثلا حبيب بن يساف،فانه خرج في بدر مع المسلمين طالبا الغنيمة ولم يكن مسلما .فأسلم على الحال عندما طلب منه أن يرجع لأنه من غير دين محمد ….
** من المعلوم أن محمداً لما كان في مكة كان لا يرغب الناس في الإسلام إلا بالجنة ونعيمها المقيم ،ولا ينفرهم من الكفر إلا بجهنم وعذابها الأليم.ولكنه لما كان في المدينة صار يرغبهم بالغنائم أيضاً حتى أنه في غزوة تبوك رغبتهم في الجهاد ببنات الروم.
** إن آيات القرآن متفاوتة في بلاغتها،بل فيها ما لا يتماشى مع البلاغة,وفيها ما لا يتماشى بظاهره مع المعقول.ومنها ما هو غير مفهوم ،ومنها ما لا يبلغه الفهم إلا بتأويل وتقدير. وليس هذا القول ببدعة ،فالقرآن نفسه قائل ذلك "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات".
** من الكلام ما لا يليق أن يقوله إلا الله،ومنه ما لا يليق أن يقوله الله ،ولا يليق أن يقال عن الله ،وكلا هذين النوعين من الكلام موجود في القرآن.
** الدين هو واسطة للوصول إلى الغاية ولن يتم الوصول إلى تلك الغاية بمخاطبة الناس بالجلي المكشوف ،لأن ذلك مناقض للإيمان بالغيب ،فالذين تدعوهم للإيمان بالغيب ليس من الحكمة ولا من المصلحة أن تخاطبهم دائماً بالمعقول والمفهوم من الكلام بل لابد في كلامك من وجود المعميات أيضاً ،لان كلامك إنما هو واسطة لدعوتهم إلى الإيمان بالغيب..
** إذا رفع الإنسان رأسه ونظر إلى السماء ليلاً أو نهاراً رأى فوقه قبة عظيمة زرقاء مقعرة ورأى سطح هذه القبة مستويا أملس لا نتوء فيه ولا شقوق،واذا كان الليل تراءى له أن النجوم مثبتة في السطح المقعر من هذه القبة كأنما هي مسامير من فضة رصع بها وجه القبة. أن هذا المنظر الذي يتراءى للإنسان عند نظره الى السماء ليس بمنظر حقيقي وليست السماء جسماً مقببا مرفوعاً كالسقف على الأرض متصل الأسفل بآفاق الأرض من جميع أطرافها ،وإنما هو فضاء واسع لا نهاية له ,ويظهر أن محمدا كان يعتقد بأن هذا المنظر حقيقي ،يدل على ذلك ما جاء في سورة ق من قوله " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج".ومن هذا القبيل قوله أيضاً " وجعلنا السماء سقفا محفوظاً"..
** إن كل دين يقوم بالكفر لمن خالفه ،واهل كل دين يعادون من خالف دينهم كما تثبته الوقائع التاريخية و المعاملات اليومية في كل مكان،وان ادعى النصارى إن دينهم يأمرهم بحب عدوهم فتلك دعوة مجردة يكذبها الواقع ويخالفها العيان..
** " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ،بعضهم أولياء ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين",أليس في هذه الآية ما تشم منه رائحة المعاداة ،فاني أجدها تفوح فوحاً،ان الوالي في أشهر معانيه يطلق على المحب والصديق ،واذا نهاني ربي عن اتخاذ زيد مثلاً وليا فإنه لم أكن عدوا فلا أقل من أن أكون على شفا جرف من عداوته..
** القرآن ألبس الاسكندر ثوب النبوة وجعله من الأنبياء فذكر له هذه القصة العجيبة ،بل جعله من الربانيين على اصح الأقوال التي ذكرها المفسرون من أنه كان عبدا صالحاً وليس كذلك في الحقيقة ،وإنما كان من الملوك الفاتحين الذين دوخوا البلاد.
** من العجائب أنك إذا طالعت ما كتبه علماء المسلمين من كتب التفسير وغيرها مما يتعلق بالأمور الدينية رأيتهم في أقوالهم يعقلون ولا يعقلون في أن واحد ومسألة واحدة.
** إني أرى أن قراءة ابن مسعود " فلما جاءوا " فيها إصلاح لعبارة القرآن " فلما جاء سليمان قال أتمدونني بمال ".لأن قوله فلما جاء بضمير المفرد لا يوافق ما قبله من قول بلقيس " فناظره بم يرجع المرسلون".
** قد فهمنا طاعة الإنسان لأمر الله لانه حيوان عاقل صالح للتكيف ،فما معنى طاعة السموات والأرض والجبال وغيرها من المخلوقات حتى الجماد ؟
** إن آيات القرآن ،آيات صريحة في أن رسول الله لم يأت بمعجزة من المعجزات، وبأنه رسول لا يعلم الغيب ،وأن ذلك إنما هو لله وحده. ولكن علماء الإسلام أتوا بكتب مشحونة من المعجزات وخوارق العادات بما يخالف القرآن في كلا الأمرين..
** غريب هم المسلمين ،يقولون عن ابن إسحق بأنه كاذب، وهو رجل من الدجاجلة أخرجناه من المدينة ،حتى قالوا فيه ما فيه الغريب والعجيب أنه رجل ثقة لكنه مدلس"..ولكنهم رغم ذلك كله استمروا على الأخذ بأقواله والاعتماد على روايته..

الى هنا انتهت سلسلة مقالات الشخصية المحمدية وهي تلخيص وتبسيط لكتاب الاديب والشاعر العراقي الراحل معروف الرصافي..ارجو أن يكون قد نال رضاكم ...الحقيقة التي يجب أن تقال ،ان هذا الكتاب ذو أكثر من 750 صفحة ،كتاب رائع وتحليل دقيق وموفق من قبل كاتب يمتلك مقدرة عالية جدا في أصول اللغة العربية في جميع أشكالها بالإضافة إلى التحليل البعيد عن العنصرية الدينية المعروفة لدى الأغلبية،لذلك وفي معظم الأحيان ينجح معروف الرصافي في التحليل والوصف والإسهاب في التوضيح والشرح والدخول في عمق الشخصية المحمدية وحسب ما جاء في القرآن أو الأحاديث والسير وبطريقة عقلانية ومنطقية اعتقد لم يسبقه أحد ..

تحياتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تشخيص الحاله
على سالم ( 2024 / 7 / 1 - 20:12 )
شكرا للسيد الكاتب على المقال الهام , هل يوجد رابط لكتاب معروف الرصافى عن الشخصيه المحمديه ؟ هذا اكيد كتاب مهم جدا للفرد الذى يريد ان يعرف حقيقه محمد البدوى ورسالته الصحراويه , الاسلام عموما يهتم جدا بموضوع الغنائم وما أدراك ماهى الغنائم ؟ يبدو ان محمد كان يريد تجميل عباراته القرأنيه ولذلك استبدل كلمه السرقات بمصطلح الغنائم ؟ الحقيقه ان الغنائم فى واقع الامر هى السرقات وقطع الطريق والسطو المسلح والهبر وعصابه الصعاليك بقياده الصعلوك ابى ذر الغفارى شريك محمد فى قطع الطريق والسرقه


2 - تحميل كتاب الشخصية المحمدية
فارس الكيخوه ( 2024 / 7 / 3 - 17:00 )
السيد علي سالم تحية طيبة لك واشكرك على المرور والتعليق المتواصل ...يمكنك تحميل الكتاب عن طريق www.kotobati.comاو كتوباتي...
تحياتي