الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوافق مع الواقع (1)

عمر قاسم أسعد

2024 / 7 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في مرحلة النضوج يبدأ الانسان مرحلة جديدة من حياته بالانفصال التدريجي عن حاضنته الأولى ( الأسرة ) للإنخراط في الحياة والإندماج مع المجتمع ليكون إنسان منتج مؤهل للعمل ، والسعي لتكوين أسرة جديدة مستقلة نسبيا عن حاضنته الأولى ، ولعل المرحلة العمرية تتراوح ما بين 18 ولغاية 30 عام من عمره ، وهذه المرحلة العمرية تكاد تكون ــ في معظمها ــ موجهه لتحقيق بعض أحلامة وتطلعاته وآماله ، وكلما زاد اندماجة في المجتمع كلما زادت مداركه وخبراته من خلال تعامله مع أفراد المجتمع ( في الحي والشارع والعمل والسوق . ... ) بكافة أشكاله وتعدد شخصياته .
وهذا ما يدعو الانسان إلى الإعتماد على نفسه أكثر وزيادة ثقته بنفسه وتحقيق الاندماج مع مجتمع يكاد يكون مختلفا عما كان يتصوره قبل انفصاله ــ النسبي ــ عن حاضنته الأولى .
ومن هنا تبدأ العلاقات الاجتماعية تتمايز ــ كل حسب نوعه وطبيعته ودوره في المجتمع ، ومدى قربه أو بعده عن محيطه الاجتماعي . وكلما اتسعت دائرة اندماجه في علاقاته كلما زادت خبراته وتطورت قدراته واتسعت مداركه مما يكسبه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه لاكتساب خبرات جديدة في حياته لتحقيق التوافق مع الواقع .
وعل الرغم مما سبق فإن هناك حالات كثيرة يفشل فيها الانسان عن تكوين علاقات من خلال المحيط من حوله وربما يؤدي ذلك الى العزلة والانفصال عن الواقع الاجتماعي المحيط به وازدياد الشعور بالقلق من عدم تحقيق التوافق مع الواقع .
وكلما توسعت تجاربه مع المحيط من حوله كلما بدأ الانسان باكتساب المزيد من الخبرات التي تؤهله للاعتماد على ذاته أكثر ، وأيضا قدرته على حل المشكلات التي تعترض مسيرة حياته بكل سهولة ويسر ، وهو ما يجعله دائم السعي نحو تطوير الذات ليكون أكثر اندماجا مع الواقع والمحيط من حوله لتتعمق لديه قناعة أكثر واقعية من منظور ذاته .
ومع االتقدم في وسائل الحياة المختلفة وهذا التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع وفي مقابله التقدم البطي ــ نسبيا ــ في العمر يشعر الانسان أن خبراته وتجاربه السابقة ما عادت تسعفه بشكل يتناسب مع هذا التطور والتقدم مما يجعله قاصر عن مجاراة التطور والاتجاه نحو الانعزالية وتقليل علاقاته الاجتماعية مع ادراكه التام أن كل خبراته لم تعد تسعفه في التماهي والتناغم مع تسارع وتيرة الحياة بكافة أشكالها ، وبالتالي يدرك أن الحياة تسبقه بمراحل زمنية كبيرة متسارعه وهذا ما يجعله يخلو إلى نفسه كثيثرا في محاولة منه لايجاد بعض الحلول لمساعدة ذاته على التعايش مع مراحل حياة متسارعة ومتطورة مما يولد لديه حالة من القلق لتزاد حالته الانعزالية أكثر وتبدأ الفجوة تتسع ما بينه وبين الواقع الذي يعيشه والذي لم يعد متوافقا مع خبراته وأفكاره وبعض أحلامه ويدرك تماما أنه بات من الصعب التغلب على قلقه وانعزاله ، وكلما تقدم به العمر زاد تعمق الاحساس بالعجز الجسدي الذي بدأ مرحلة التقدم في العمر بالإضافة لبعض القصور العضوي في بعض أعضاءه الحيوية ، ــ ومع الاخذ بعين الاعتبار ــ هذا القصور إلا أنه ربما يجد حلا من خلال الأدوية والعقاقير وبعض المسكنات والمضادات الحيوية ... الخ .
إلا أن الأكثر خطورة هو انعكاس الامراض العضوية وقصورها عن أداء بعض وظائفها على بعض الوظائف العقلية وظهور مشكلات تتعلق بقدرته على التركيز والفهم والادراك والذاكرة ، مما يؤدي إلى تغير في انماط السلوك المتبع والشعور باليأس والاحباط من المستقبل وهو يشاهد نفسه يفقد دوره الاجتماعي والانساني وحتى الافتصادي ، وتقل علاقاته الاجتماعية وتكاد تكون محصورة جدا مما يؤدي إلى زيادة العزلة والتقوقع نحو الذات مع فقدان الرغبة في الاندماج مع المجتع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت