الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منْ يتوَقّفْ بينَهمْ .. يَمْوتْ

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2024 / 7 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


------------------
-في المجتمع الغائب ( المُغيّب ) عن الواقع العلمي والحضاري العالمي الراهن ، الكاره للعقل و العلم و الفلسفة ، العابد للخرافات والأساطير الموروثة ،
- المجتمع الذي يُقدّر في أبنائه مهارات الخطابة والثرثرة فقط ، ويُعظّم فيهم رزيّة الامتثال دون تفكير ، و يربط حسن الخلق بالطاعة العمياء ..
- غالبًا ما يتمّ فيه ، نبذ الفرد المُتساءل ، الذي يسترد حريته ولا يهرب منها ، أو الذي يجرؤ على التفكير بنفسه ، و يندفع - على الأقل - إلى السخرية والتهكم من ثوابت هذا المجتمع المُتأخر في كل المناحي تقريباً .
لكن للحق ، و رغم كل شيء ،
يبقى أولئك الأشخاص المنبوذين الساخرين ، غير المطيعين ، ولا الملتزمين ، بما تجترّه الجموع الهادرة ..هم الشعلة المنيرة ، الحقيقية للأجيال اللاحقة .
- في تقديري :
- المتمردون هم وحدهم ، الروّاد الحقيقيون للمجتمع المنشود ، والواقع الافضل القادم ،
-وهم من سيجبروننا -عاجلاً أم آجلاً - على التشكيك في افتراضاتنا القاصرة ، والعمل على توسيع آفاقنا الضيّقة .
- وهم الذين - عملوا - ومازالوا يعملون ، على إيقاظ أفهامنا الغافية في محضن الاوهام المُقدسة المتوارثة.
- ولست أبالغ في زعمي المُتخيل عن أهميتهم :
سيُدرك الجمع يوماً ، إنّ هؤلاء الأشخاص الاستثنائيين ، الذين لم يخشوا على أن يكونوا مختلفين ، عن قطيع الناس ، و كانوا على طبيعتهم النقية .
هم اليد الفضلى التي أنقذت بذرة العقل فينا.
- قصارى القول :
رغم كل الضيق والحنق والغضب والشعور بالعجز أمام استحكام سطوة الجهل المقدس ..
- فقط ، أودّ لو أقول لهم ،
لكلّ فهم حي متشائم ، أو فاقدٍ الأمل بأي تغيبر ..
لكل عقل تنويري تحاصره ظلمة المطلق ، وعنف اليقين الأعمى،
ولكل إنسان ، صاحب فهم يقظ :
- لا تبتئس ...
إذا كنت تشعر بوحدة قاسية ، أو تحيا كأنك روح غريبة ، أو تحس أنك لا تتناسب مع عديد الجمهور وصديد الواقع المعيش ، الذي تعيش بين ظهرانيه ..
- لا تبتئس أبداً ،
على العكس ، حالك هذا ، حال جيد جداً . و فأل حسن ،
وصمودك فيه ، يعني أنه مازال لديك القدرة الفعالة ، على إحداث تغيير حقيقي ما ، في مناحي هذا العالم الرحيب .
- أبداً ، لا تخف من أن تكون نفسك ،مرة تلو المرة ،
وأن تتبع طريقك الخاص الذي لطالما رغبت ان تكونه .
- واعلم أيها النور العقلي ،
انه في ظل تعاظم صراخ التفاهة الراهنة ، وتكاثر أفهام الجهل المقدس الواهن ، على ادراج المنابر المضللة ،
مازال العالم المأمول ، ينتظرك ، و يحتاج جداً ، إلى منظورك العقلي الفريد .
- وتأكد تماما ،
أن هناك من ينتظر صوتك ، على ضفة ما ، في سجون هذا العالم .
- و هناك ذهن يحلم أن يستسقى يوماً ، من فيض عقلك المعطاء ، كي يُغيث صحراء وجوده القاحلة منذ قرون ..
- لا تستسلم ولا تقف ..
أنت لست وهم " جودو " ، أنت وجود حق ، في المحطة الحق ،
- فلا تستكين ، و لا تقف ..!!
أجل ..لا تقف .. فهناك وعي إنسان يعاني بصمتٍ ..
ينتظرك على ناصية قهرٍ ما ، بكل توقٍ وحبٍ و شغف .
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل سيكون رئيس الوزراء البريطاني الجديد حليفًا لبايدن؟ شاهد ت


.. ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل في الدوحة؟ | #رادار




.. مؤتمر القاهرة للقوى السودانية.. هل ينجح في وقف الحرب؟


.. يتصدرها أقصى اليمين.. انتخابات قد تغير وجه فرنسا للأبد




.. من حماس إلى حزب الله!.. كابوس الأنفاق يطارد نتنياهو | #التاس