الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوسفية.. باب ما جاء في أمر المال السائب

نقوس المهدي

2006 / 12 / 15
المجتمع المدني


اليوسفية مدينة من أغنى الحواضر بالبر المغربي لكنها غارقة في بحر الظلام و مستنقعات التخلف والتفقير و التهميش .. تبتز خيراتها وتنهب و تهدر أموالها وتقتسم مداخيلها وتختلس بالجملة و التقسيط في كل الميادين وعلى كافة الأصعدة .. في كل مصالح مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط التي تم إعدام كافة المصالح ذات النفع العام وعطلت المنشآت الحساسة التي بامكانها الاشتغال لتفادي إهدار المال العام كالاوراش والمصلحة الطبية التي يتواجد بها طاقم طبي وشبه طبي كفء وأتلفت أجهزتها وأفرغت أجنحتها وسكنتها القطط والبوم ومالك الحزين و استغني عن خدماتها بإيفاد المرضى إلى مدن أخرى .. دون ان ننسى ما يجره هذا الانتقال الشاق من أخطار على صحة المريض و ما تستدره و تحلبه مصحات جشعة لا تشبع من أموال طائلة جراء فواتير خيالية يتم استخلاصها من الثقب الأسود الموجود بالصندوق الأبيض لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط .. علما أن كلفة مريض واحد يحول لتلك المصحات / المسلخات/ من اجل فحوصات عادية يكفي لتغطية أجرة جراحين أو أكثر إذا تواجدت هناك نية حسنة لتشغيلهما وقاية للناس من شر تلك الرحلات الماراطونية وتلك المصاريف التي لا جدوى من ورائها وما بالك في عشرات المرضى الذين يتم تحويلهم يوميا ..وما معنى ان تشل خدمات تلك المصحة علما أنها أدت خدماتها على الوجه المطلوب في عهد الدكتور ميشالي الشيء الذي جعل الناس يترحمون عليه و على أيامه البيضاء ويرددون القولة الشهيرة إذا عربت خربت .. هذا الى جانب المصلحة الاجتماعية التي يتلاعب باعتماداتها الرياضية والثقافية لعل آخرها تداعيات فضيحة الفرقة المسرحية وقضية تسفير أبناء أشخاص نافذين لفرنسا عوض الممارسين الفعليين للعمل المسرحي .. ومصلحة المشتريات المحلية وطبيعة الاوراش وأشغال الصيانة التي فوتت لمهندسين نافذين قصد الاختلاس واقتسام الغنائم والمال السائب يعلم السرقة...
أبناؤها الذين انتخبتهم الطبقات الشعبية ووضعت بهم الثقة كي يخرجوها وينتشلونها من حمأة التخلف والضياع يأكلون لحم أكتافها ويتقاسمون غنائمها و يسمنون أرصدتهم ... حتى من كنا نرى زرقة مصارينهم من خلال قمصانهم الممزقة وأردافهم من خلال كلاسينهم المثقوبة اغتنوا وشبعوا وأضحوا من أصحاب العقارات والأرصدة المتورمة وتورموا .. مدينة تمنح فيها قنينة الغاز لتشغيل سيارات المستشارين الشخصية من صندوق الجماعة ناهيك عن الإتاوات والإكراميات وتلفون الحكومة وكبش العيد ووو .. وهذا ما ساعد التيارات الأصولية كي تنشط بهذه المدينة البائسة التي لم يلتفت لها احد أبدا .هكذا تدفع اللامبالاة وعدم تشغيل أبناء المنطقة والفراغ القاتل وتفويت المناولات لأشخاص نافذين من اطر المكتب الشريف للفوسفاط يستقطبون أيدي عاملة من معارفهم وذويهم من خارج المنطقة الى تنامي التيارات الظلامية .. لأن التطرف والإرهاب ينتعش في الوسط الذي تتفاقم فيه مظاهر الفقر والبطالة والتهميش والأمية ويستفحل فيه الفساد وتستغل - برفع التاء - سذاجة المواطنين لإغراقهم في بحور من الأوهام والخرافات والغيبيات والفضيلة والجنان الموعودة والحلول غير الواقعية لمشاكلهم. كما تتزايد في هذا الوسط أعمال العنف والدعارة والسطو والجريمة إلى غير ذلك من الامراض الاجتماعية مما يتسبب في وضع متردي لا يطاق وانعدام الثقة لدى المواطن حيث أصبح لا يشعر بروح الانتماء لهذا البلد وندنت لديه روح المواطنة ، بسبب سياسة المخزن وأعوانه و التسيب الأمني وانعدام العلاج و البطالة والرشوة والمحسوبية واكتساح اخطبوط الخوصصة وتفويت قطاع الخجمات الى الأجانب .. فكيف نطالب هذا الكائن أن يكون لديه حس بالانتماء لهذا الوطن ويضع الثقة في مسئوليه .. الم يقولوا منذ القدم إن المال السائب يعلم السرقة ..
فهل من التفاتة لهذه المدينة؟
وهل من مغيث؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة