الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر نظريات أبواق التجهيل

كاظم فنجان الحمامي

2024 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لن يُبنى العراق بالخرافات، ولن يُبنى بالدجل والشعوذة، ولا بالخطابات المضللة التي تحلل الحرام، وتحرم الحلال، وتستبيح المال العام، وتدعم اللصوص والسراق وأصحاب الشهادات المزوّرة. .
حول هذه التناقضات شاهدت منذ بضعة أيام مقطعا مصورا يتحدث فيه الخطيب (رشيد الحسيني) مع الناس بطريقة يضعهم فيها بين خيارين، أحدهما أسوأ من الآخر. ولا ادري من اين جاء بهذه المعايير الفرهودية ؟. فهو يقول لهم:-
- اما أن تسمحوا للمفسدين بممارسة هواياتهم الدونية، ولا تحاسبونهم على نهبهم للمال العام. تتركونهم يستغلون مناصبهم ويحققوا مآربهم المخالفة للأعراف والشرائع على حساب المواطن الذي يتطلع لإقامة دولة العدل والإنصاف، وعلى حساب المصلحة العامة. .
- أو القبول بالفوضى والانفلات وفقدان الامن والامان، وغياب العدالة والقانون. .
يا عمي حتى القوى الاستعمارية الظالمة والمستهترة وبكل صورها الاستباحية البشعة لم تضع الشعوب المضطهدة امام هذين الخيارين المتقاطعين مع ابسط مبادئ الدين والاستقامة. ولم يقولوا لهم: اما ان تتركونا ننهب ثرواتكم ونصادر حقوقكم، أو نسلط عليكم من لا يرحمكم، فيعبث ببلادكم ويحرمكم من الامن والاستقرار. .
ألم يسمع هذا الخطيب بقول رسول الله (ص): (أعظم الجهاد عند الله كلمة حق تُقال عند سلطان جائر) ؟. أم انه اصبح من الجامية الذين يقولون: (لا يجوز للرعية الاعتراض على الحاكم الفاسد حتى لو كان يمارس فساده بالبث التلفزيوني المباشر، ويجب أن يصبروا على مفاسده) ؟. .
يبدو واضحا ان هذا الخطيب لم يقرأ رسالة أمير المؤمنين إلى مالك الأشتر حين ولاّه على مصر، والتي هي الآن من أهمّ الوصايا في علوم الإدارة والقيادة على مرّ التاريخ، إذ لم تحظَ وثيقة بمثل ما حظيت به من الاهتمام والدرس. حتّى بلغ الأمر بالأمم المتّحدة تصنيفها في طليعة الوثائق المعنية بالتراث الإنساني، ومصدراً هاماً من مصادر العدل والإنصاف في الإدارة العليا لمؤسسات الدولة. .
المصيبة: انه عندما يدرك الناس أن مؤسسات الدولة تدار لحساب نخبة من الفاسدين، وبتأييد من بعض الخطباء، يفقد المواطن ثقته بالدولة، وينصرف للبحث عن مصلحته الخاصة. ثم إن انتشار الخطيئة بين الناس يحمل أوزارها هذا النوع من الخطباء، الذين جعلوا الناس يبغضون الدين بسبب سوء صنيعهم وسوء كلامهم. كان من المفترض ان يحدثوا الناس عن الهوية الوطنية، ويحدثونهم عن القيم والمثل المجتمعية النبيلة، والسعي نحو المواطنة الصالحة، لتصبح بصماتهم منارة يستدل بها إلى طريق الخير والعمل الإنساني. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa