الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دانييل شرويتر يكتب عن اليهود والأمازيغ المغاربة: اليهود ببلاد المخزن واليهود ببلاد ‏السيبة: 2 من 2‏

عبداللطيف هسوف

2006 / 12 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعد دخول‎ ‎الإسلام للمغرب في أوائل القرن الهجري الأول ووعي اليهود بهذه السيطرة، دخلوا في‎ ‎حماية الحكام العرب ‏والمسلمين منذ أوائل القرن الثاني الهجري. وهناك من يقول إن اليهود ببلاد المخزن، حيث التواجد العروبي، كانوا ‏يخضعون لسلطة السلطان ويؤدون واجب الذمة مقابل حمايتهم، في حين أنهم في بلاد السيبة، أي الجبال التي يقطنها ‏الإمازيغن، كانوا يخضعون للأسياد البربر ويتمتعون بحرية أكبر ويعيشون في ظل حكم ديمقراطي يعتبرهم سكانا ذوي ‏حقوق غير ناقصة. ويضيف هؤلاء أن المجتمع اليهودي بجبال المغرب لم يكن مجتمعا منغلقا على نفسه كما كان شائعا عن ‏المجتمعات‎ ‎اليهودية التي كانت تعيش بالحواضر داخل أحياء خاصة تسمى الملاح، وإنما كان اليهود في اختلاط دائم مع ‏السكان الأمازيغ في حياتهم اليومية، إذ أنهم كانوا‎ ‎يعيشون في ظل وجود نظام للجوار أو الحماية مرن تحكمه أعراف تسري ‏على الجميع بنفس الطريقة. ‏
إلا أن هذه الثنائية في الطرح، التي كانت تطغى على الدراسات الكولونيالية، والتي مفادها أن علاقات اليهود بالبربر كانت ‏تختلف عن علاقاتهم بالعروبيين، تعود إلى ثنائية أخرى تفصل بين بلاد المخزن وبلاد السيبة. ويذكر المدافعون عن هذه ‏الثنائية بأن الحماية لليهود من قبل زعماء القبائل الأمازيغية كانت متوفرة، تجعلهم بعدين عن أي تهديد. لكن رغم هذه ‏الحماية الموفرة لليهودي ببلاد السيبة، إلا أن شارل فوكولد (‏Charles de Foucauld‏) وصف اليهودي كما لو كان ‏عبدا يستغله زعيم القبيلة الأمازيغية إلى أقصى الحدود. وقد كتب ما معناه: (كل يهودي، جسده وماله، كان ملكا لسيده زعيم ‏القبيلة). ويجاريه في هذا الطرح سلوتشز (‏Slouschz‏) الذي قال بدوره: (بتليليت تبدأ بالنسبة لليهود بلاد العبودية... إذ ‏أن كل ما يملكه اليهودي هو ملك لسيده القايد الذي يحميه. كما أن للقايد حق منح الحياة لليهودي أو قتله أو بيعه إذا رغب ‏في ذلك... وبالمقابل يتمتع اليهودي بالحماية... ومتى قرر يهودي الزواج، يصبح عليه شراء خطيبته من السيد الذي يحمي ‏أب عائلة العروس...). ويعود آخرون لنفي علاقة السيد (الزعيم الأمازيغي) والعبد (اليهودي)، وكلهم تأثروا بالإثنوغرافية ‏الكولونيالية، إذ اعتبروا أن البربر ببلاد السيبة كانوا أكثر حرية وأكثر استقلالية من العروبيين ببلاد المخزن، ما جعلهم ‏يؤكدون على أن اليهود كانوا يعشون أحسن وسط القبائل الأمازيغية. ‏
وحسب دافيدسون، فإن اليهود بالريف والسوس، وإن كانوا ملكا لسيد القبيلة الأمازيغي، إلا أنهم كانوا يعيشون أحسن من ‏إخوانهم المقيمين بطنجة التابعة لإدارة المخزن. ومن الدوافع التي جعلت عددا من الكتاب الغربيين يؤكدون على أن اليهود ‏كانوا يعيشون بصورة أفضل وسط القبائل الأمازيغية هو ظنهم بأن الجاليات اليهودية كانت مندمجة داخل المجتمع ‏الأمازيغي يتقاسم أفرادها مع الأمازيغ التقاليد والأعراف، عكس المجتمع العروبي حيث كانت تطبق قوانين الشريعة ‏الإسلامية (فرض الذمة على اليهود). ومن آثار اليهودية ببلاد الأمازيغ بالمغرب مثلا، كان بمديلت مدرسة يهودية منذ ‏‏1928 أسستها الرابطة اليهودية، كما كان بدمنات، التي تقع في قدم الأطلس الكبير ويسكنها البربر، مدرسة أسستها نفس ‏الرابطة سنة 1932 ميلادية، وكان بها كذلك ما يزيد عن ست كنيسيت تسمى صلى تستقبل ما يزيد عن ألف يهودي ‏يؤدون شعائر عباداتهم بكل حرية. كما أنهم كانوا يحيون جميع طقوسهم الدينية كيوم كبور وهانوكا وهيلولة، كما يقوم ‏فقهاؤهم بتدريس أبنائهم مقابل الشرط الذي يتوافقون عليه مع الأهالي، تماما كما بالنسبة للطالب حامل القرآن الذي يؤم ‏المسلمين من البربر ويعلم المحاضير في الجامع.‏
Daniel J. Schroeter , Orientalism and the Jews of the Mediterranean ", Journal of ‎Mediterranean Studies, 4.2.1994, pp. 183-196.‎








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا