الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الأنا والاخر في الفكر المصري المعاصر

محمد احمد الغريب عبدربه

2024 / 7 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


1-مراحل التطور ونقد قيم الأخر
مفهوم القيمة يتضمن الابعاد الحضارية والثقافية، بجانب أنها يتضمن قيمة الأشياء، ومفاهيم الخير والشر، ولكنه ايضا يتضمن قيم المعرفة والحضارة والعلاقات الثقافية، ومن الملاحظ أن المشروع الفكري والفلسفي للأستاذ الدكتور احمد عبد الحليم عطية، وهو مشروعا واسعا الابعاد، متعددا التحليلات، وسائراً في دروب لكثير من الأفق المعرفية والفلسفية، ولكن هناك ملاحظة حول أهمية البعد الحضاري والثقافي لدي الدكتور عطية، وهل هي مفتاحاً لفكره، خاصة أنه قاد الكثير من المشروعات الفكرية والمعرفية حول الفلسفة العربية، والفلسفة المصرية، ومنها الفلسفة الأسلامية خلال القرن الماضي، وسلسلة الفكر الغربي واعلام فلسفته وحياتهم في الفكر العربي، التي تضمنت ( سارتر- ديكارت- كانط- ليوتار) واخرون، وهي مرحلة قبل الأخيرة في فك علاقات الاخر الغربي وحضوره في الفكر العربي، والمرحلة الأخيرة الثالثة، وهي حضور الاخر الفكري والفلسفي في تشابكات الواقع المعايش وذلك من خلال سلسلة نحن والفلاسفة الغربيين، ومتعلقة اكثر بعلاقات كانط وهيجل بواقع العرب والمسلمين.
ولعل التأسيس الحضاري الثقافي القيمي في مرحلته الثانية والثالثة، سبقته مرحلة نظرية ولكنها في البدايات النظريات لدي عطية حول القيمة، وذلك تأسيساً نظريا لمشروعه قد تولد لديه من البداية، وذلك في كتبه حول بيري والقيمة والميتافزيقيا، واستمر خلال المرحلتين الثانية التي تعتبر مرحلة حضوريا للفكر الغربي حضاريا وفكريا، والمرحلة الثالثة، وهي مرحلة تفاعليا، حيث يتفاعل الفكر العربي حضاريا وثقافيا وفلسفيا مع الاخر الغربي.
ونلاحظ، ان الدكتور عطية تشابك مع بيري في مراحل الثلاثة ايضا، وذكر في كتابه عنه المعنون القيم في الواقعية الجديدة الأتي “ ونستطيع أن نتبين ثلاث اتجاهات أسسية تدور حولها كتاباته: الاول هو اتجاه تكنيكي أكاديمي في الفلسفة تمثل في الواقعية الجديدة ونظرية القيمة، والثاني دراسات تتعلق بالفكر الأمريكي، والثالث كتاباته عامة اجتماعية تتناول قضايا الديمقراطية. ويتمثل اهتمامه بالقضايا العامة في دفاعه عن الديمقراطية أبان خدمته كضابط في الجيش اثناء الحرب العالمية الأولي في لجان التعليم والتوعية والدفاع عن الديمقراطية.

3-نقد الأنا وتفكيك الوعي الزائف
في بداية حياته العلمية والفكرية تناول الدكتور عطية فكرة نقد المشروعات الفكرية والفلسفة العربية والاسلامية، وكانت دراسة مدوية، اغضبت الفيلسوف المصري محل الدراسة، وهو عبد الرحمن بدوي، وكانت تحو عنوان “الصوت والصدي، الأصول الاستشراقية في فلسفة بدوي الوجودية”، ويفند الدكتور عطية حجج بدوي في مشروعه الفكري الفلسفي حول الفكر الغربي والاسلامي، ويري أن قيمته الحضارية والثقافية في تناولها الفلسفي والفكري، كانت محل التباس واضطراب، يعيشها العرب ، ومشككا الدكتور عطية حول جدوي مذهب بدوي الذي اعلن عنه، حيث يقول الدكتور عطية “ الحقيقة أن ما اعلنه بدوي وتابعه فيه البعض وصدقناه من أن فلسفته هي الفلسفة الوجودية هو قول في حاجة شديدة جدا إلي التفسير، لا اقول أنه اكذوبة لكنه قول يحتاج الي تثبيت وتحليل”. هذه شكوك من جانب الدكتور عطيه حول الأسس النظرية الفلسفية وخاصة المذهب الوجودي الذي سيطر علي فكر بدوي، ومنهم نيتشة وهيدجر.[ احمد عبد الحليم عطية، الصوت والصدي: الأصول الاستشراقية في فلسفة بدوي الوجودية، ب ت، القاهرة، دار الثقافة للنشر، ص9-11. ]،
ويلاحظ أن الدكتور عطيه يشير الي في مناطق اخري الي قيم الحضارة والثقافة التي اعتمد عليها بدوي في دعوته للمذهب الوجودي الغربي ودوره المستقبلي في تشكيل وعي الثقافة العربية والإسلامي، وأن ذلك حدث مع الثقافة الاسلامية واستلالهما للثقافة اليونانية، مما ينذر بخطر التبعية الثقافية نحو الغرب التي يحذر منها عطية، والتي دعا اليها بدوي بكل أريحية[ الصوت والصدي، المصدر السابق نفسه، ص 16-18. ].
اوضح الدكتور عطية، الي اتجاه غير ايجابي من قبل المفكرين والفلاسفة العرب، تجاه الفكر الغربي، حيث كانت العلاقة النقل من الفكر الغربي، والعمل الفردي البحثي تجاه هذا الفكر، دون التخلص من التبعية الفكرية والفلسفية، وذلك في كتابه عن الديكارتية في الفكر العربي، حيث يذكر “ أن هذه الجهود المنقولة في أغلب الدراسات لم تعي تماما أهمية ودور الفكر والفلسفة الغربية الحديثة في تشكيل العقل العربي ودفعه الي التعامل مع واقعة أي أنها كانت هدفا لذاته وأنها لم تمثل صدمة بالنسبة له تجعله يتجاوز هذا الواقع، بل قد يكون العكس هو الصحيح. وهو أن تلك الجهود المنفردة انتقلت من جدل الفكرمع الواقع إلي الدعوة إلي مذاهب غربية والتبعية لها واستخدامها ضد مثيلاتها من مذاهب تابعة أيضا للغرب. فهاجم انصار العقلانية دعاة الوضعية والوجودية مثلما استبعد انصار الوضعية كل المذاهب الأخري ورفض من وصفوا أنفسهم بالوجودية الجميع وتحركوا في اطار ذاتي مغلق[ احمد عبد الحليم عطية، الديكارتية في الفكر العربي المعاصر، دار الثقافة والنشر، القاهرة، ص6-7. ]”.
ويضيف الدكتور عطية أيضا أنهم كانوا شراحاً وناقلين الي حدا ما في تعاملهم مع الفكر الغربي، ومنهم الفيلسوف ديكارت حيث يقول “ تابع العرب اساتذتهم الغربيين متابعة دقيقة جداً ويخشي الباحث أن يكون مبالغاً اذا صرح بأنهم شراح للشراح الغربيين لفلسفة ديكارت قدموا لنا ما قدمه هؤلاء الشراح، فتابع عثمان أمين تفسير هملان وتابع الخضيري جميل صليبا شرح اتين جيلسون وسار نجيب بلدي ويحيي هويدي علي خطي فرديناند الكييه كما يشير كل منهم إلي ذلك[ الديكارتية في الفكر العربي المعاصر، مصدر سبق ذكره، ص8-9. ]


3-الفلاسفة الأوائل
هناك الكثير من المشروعات الفكرية التي اهتمت بالفلسفة الاسلامية في بداية انشاء الجامعة الأهلية، وهم الفلاسفة الاوائل في مصر، وولكن ذلك اهتمام بارز من قبل الدكتور عطية بوجود قيمة تاريخية لهؤلاء الفلاسفة، وأهمية دورهم في تأسيس المدرسة المصرية في الفكر والفلسفة، ويذكر الدكتور عطية في مقالته الهامة، المعنونة “ابو ريدة وتدشين الدرس الفلسفي في مصر”، أنه منذ تحول الجامعة الأهلية الي جامعة مصرية عام 1925، ظهر الاساتذة المصريون الذين تولوا التدريس بها، وفي مقدمتهم الشيخ “مصطفي عبد الرازق”، صاحب المدرسة الفلسفية الحديثة في مصر، والذي تخرج علي يديه “عثمان أمين”، و”محمود الخضيري”، و “علي سامي النشار”، و أحمد فوؤاد الأهواني” و “ توفيق الطويل”، ومحمد عبد الهادي ابو ريدة”، الذي اختط منذ البداية خطة واضحة محددة المعالم لدراسة الفلسفة الإسلامية، والتزم بعمق وجدية ما جدده لنفسه من البداية، فلم ينشغل بغيرها من الدراسات.[ أحمد عبد الحليم عطية، أبو ريدة وتدشين الدرس الفلسفى فى مصر، مجلة ابداع، العدد 12، ديسمبر 1991، ص138-140. ]”.
ويؤكد الدكتور عطية، علي اهمية الوعي بالبحث في تاريخ الفلسفة الأسلامية، حيث يشير في نفس المقالة “ لقد كان ابوريده علي وعي بمهمته ورسالته ودوره في بداية نشاطه الفلسفي، ورسالته ودوره في بداية نشاطه الفلسفي الذي بدأ منذ تخرجه في قسم الفلسفة بالجامعة المصرية عام 1934، وهو تقديم “تأريخ واسع شامل للفكر الفلسفي الإسلامي[ ابوريدة وتدشين الدرس الفلسفي في مصر، المصدر السابق نفسه. ]”.
وفي مصدر اخر للدكتور عطية، يشير علي قيمة الكتابة في تاريخ الفلاسفة الأوائل، حيث يشير “ أن لك التقصير يؤكد علي أهمية ما أشرنا إليه مراراً عن أهمية التأريخ للفكر الفلسفي المصري المعاصر لبيان دور الرعيل الأول من الرواد والأساتذة خريجي الجامعة المصرية في إثراء حياتنا الثقافية: أمثال علي العناني، ومنصور فهمي، وابي ريدة، وتوفيق الطويل، وأبي العلا عفيفي، وعلي سامي النشار، والأهواني ، وغيرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سلطنة عمان: مقتل 6 أشخاص و3 مهاجمين بإطلاق نار في محيط مسجد


.. إسرائيل تقصف نازحين في النصيرات والمواصي.. وعشرات القتلى وال




.. 5 قتلى في إطلاق نار بمحيط مسجد في مسقط ومصرع المهاجمين | الت


.. بضمادة على أذنه.. أول ظهور لترمب في مؤتمر الحزب الجمهوري بعد




.. استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة