الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (50) /

بنعيسى احسينات

2024 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (50)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



كلمات الله هي الوجود، التي تصدى لها علماء الكون بالدرس والبحث. وكلام الله هو الكتب السماوية، التي حرفها الكهنوت باستثناء القرآن.

جل المسلمين ورثوا الدين عن آبائهم وعن الغزو. فالمسلم الحنيف الحق، لا يرث دينه، بل يبحث عن الحق، ولو على حساب تحطيم أصنام آبائه.

يعتقد جل المشايخ أنهم يملكون معرفة الدين لوحدهم دون غيرهم. في حين، كل إنسان متعلم يستطيع أن يفهمه ويُفهِمه لغيره بكل بساطة ممكنة.

إن فهم الدين في متناول الجميع. ليس حكرا على أحد أو جماعة. يمكن التبحر في علومه والبحث فيها، لكن ليس حرمان الناس من فهمه والعمل به.

وهب الله للإنسان نعمة الفطرة والعقل. بهما معا يدرك وجود الله ويهتدي برسله. فالعالم اليوم يسير بالفطرة والعقل وهما روح الإسلام.

التشريعات في برلمانات العالم، لا تتعارض أبدا مع الوصايا العشر، والصراط المستقيم والعمل الصالح، الواردة في القرآن الكريم.

عندما يكون حديث منسوب للنبي (ص)، ويختلف فيه المسلمون؛ هناك من نقص وهناك من زاد وهناك من حذف، فأين السند الصحيح في كل هذا؟

كان جل الأحاديث المروية، بالمعنى لا باللفظ. لذا كان من الضروري أن تختلف ويتغير معناها، دون الحديث عن الزيادة والنقصان والتحريف.

جل المسلمين ورثوا الدين عن آبائهم وعن الغزو. فالمسلم الحنيف الحق، لا يرث دينه، بل يبحث عن الحق، ولو على حساب تحطيم أصنام آبائه.

يعتقد جل المشايخ أنهم يملكون معرفة الدين لوحدهم دون غيرهم. في حين، كل إنسان متعلم يستطيع أن يفهمه ويُفهِمه لغيره بكل بساطة ممكنة.

التشريعات في برلمانات العالم، لا تتعارض أبدا مع الوصايا العشر، والصراط المستقيم والعمل الصالح، الواردة في القرآن الكريم.

لتجاوز بعض الاختلافات، فيما يتعلق بمحمد (ص)، يجب التمييز بين محمد النبي كإنسان ابن بيئته، ومحمد كرسول مكلف بتبليغ الرسالة الإلهية.

إن محمد (ص) كنبي، قائد ورجل دولة وسياسة وتشريع، حسب ظروف عصره، قد يحتاج إلى الاستشارة والطاعة. وكرسول، فهو مبلغ الرسالة بأمانة.

استمرت الاختلافات لقرون بدون حلول؛ في الفقه وأصول الدين واللغة، وفي القرآن والحديث، ولم يجتهد اللاحقون من المشايخ لإيجاد حل لها.

كان من الضروري إيجاد حل لاختلاف الأئمة الأربعة، واختلاف الكوفة والبصرة في اللغة، واختلاف القرآن بين حفص وورش، واختلاف أهل الحديث.

بعد عصر التدوين إلى يومنا هذا، لم يعمل مشايخ الإسلام وعلمائه، على تجاوز الاختلاف الحاصل، في الفقه والقرآن والحديث واللغة وغيرها.

الاختلاف حاصل في الفقه بين الأئمة الأربعة. وفي الحديث بين المذاهب والأشخاص. وفي القرآن بين حفص وورش. وفي اللغة بين البصرة والكوفة.

جل المسلمين إن لم نقل معظمهم، يختلفون في أمور كثيرة، حسب اختلاف الأئمة والمشايخ. هكذا تفرق الجميع عبر الزمن، إلى مذاهب وفرق وشيع.

جمْع القرآن الكريم لم تُوحده رواية ورش وحفص. واختلاف الحديث حدث مع الرواة والمذاهب، واختلاف الفقه والفتاوى تم مع الأئمة والمشايخ.

جل المسلمين أبانوا على اختلافات كثيرة في الدين: في القرآن بين حفص وورش. في الفقه بين الأئمة الأربعة. في اللغة بين البصرة والكوفة.

ليس غريبا أن يتم إثبات الاختلاف عند العرب المسلمين، على أنهم اتفقوا أن لا يتفقوا أبدا. فكان الاختلاف حقا عندهم وفيهم أصيلا متأصلا.

لقد ورث المشايخ في الإسلام، عن السلف كل اختلافاتهم وأخطائهم، وكذا صراعاتهم دون المحاولة يوما، لتوحيدها وتصحيحها أو التوفيق بينها.

إن السر وراء المقولة الشهيرة عن العرب: "اتفق العرب على أن لا يتفقوا"، هو تشبث أئمتهم وشيوخهم وحكامهم بالاختلاف والعمل على تقديسه.

لقد بدأ الاقتناع شيئا فشيئا، أن الإنسان العربي المسلم، تعود التلقين من المشايخ. لم يعد يستطيع تقبل أي تلقين آخر مخالف لمنهجهم.

لقد كيف المشايخ العقول ونمطوها، حتى تستوعب ما يقدمون لهم. فالمنهج العقلي الصرف، لم يعد يجد مكانا عند الإنسان العربي المسلم اليوم.

ما يلاحظ، هو أن أغلب المسلمين لا يقرءون، وإذا قرءوا لا يفهمون، خصوصا الكتب الدينية. إنهم يحسنون الاستماع والمشاهدة لا غير.

العزوف عن القراءة عند جل المسلمين، راجع إلى الاكتفاء بما يقوله المشايخ والسلف في أمور الدين، بما في ذلك السماع للقرآن لا قراءته.

لا يخفى على أحد، أن هناك محاولة بعض المشايخ عبر التاريخ، لإيجاد حلول للخلافات الحاصلة، في التراث الإسلامي، لكن تبقى غير كافية.

للتصدي للاختلافات في التراث الإسلامي، كان من اللازم خلق هيئة مستقلة تسهر على ذلك، وتخرج بنتائج توحد وتوافق بين المختلف فيه وعليه.

لقد أقنعنا المشايخ، أن الاختلاف رحمة ويسر وضرورة، حتى يتم قبوله ويستمر بشكل دائم، للاستفادة منه لصالحهم، في تقسيم المؤمنين بينهم.

لم يعمل المشايخ، بعد إقرار الاختلاف في الفقه والقرآن والحديث واللغة، على إيجاد حلول ممكنة له. فدوام الافتلاف ينعش دوما مصالحهم.

الحقيقة الإلهية المطلقة، لا اختلاف فيها. والقرآن لم يكون حوله أي اختلاف. لكن الحقيقة البشرية النسبية، هي وحدها موضوع الاختلاف.

إن الاختلاف في الدين أو المعتقد، ليس هو الاختلاف في الفكر والفلسفة. ففي الأول هو خلاف وبدعة وضلالة. وفي الثاني حق وضرورة بشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam