الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لحديث - الرسول يكلم حماره - يعفور -

يوسف يوسف

2024 / 7 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستهلال :
المطلعين على الموروث الديني عامة ، يعرفون أن النبي سليمان هو الذي كان يتكلم مع الحيوانات والطيور ، وهذا مذكور ، وفق نصوص قرآنية محددة ، فقد جاء في موقع / محتويات { فقد خصَّ الله تعالى النبي سليمان بأن جعله يفهم لغة الطيور والحيوانات ، وقد ورد ذلك في عدد من آيات القرآن ، منها “ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ”. و “ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ } .
* ولكن لم نعرف أن محمدا كان يكلم الطيور والحيوانات ! ، ولو كان كذلك ، لتأكد هذا الأمر بنص قرآني .
الموضوع :
1 . من موقع / أسلام ويب ، أنقل التالي - من أن محمدا كان يكلم حماره " يعفور " { عن أبي منظور قال : لما فتح الله على نبيه خيبر أصاب النبي من سهمه أربعة أزواج من البغال وأربعة أزواج خفاف ، وعشر أواق ذهب وفضة ، وحمار أسود ومكتل . قال : فكلم النبي الحمار ، فكلمه الحمار ، فقال له : ما اسمك ؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً كلهم لم يركبهم إلا نبي ، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، وكنت أتوقع أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي ، وكنت أعثر به عمداَ ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ، فقال النبي : سميتك يعفور ، يا يعفور ! قال : لبيك ، قال تشتهي الإناث قال : لا . فكان النبي يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله فلما قبض النبي جاء إلى بئر كان لأبي التيهان فتردى فيها فصارت قبره جزعاً منه على الرسول .. } .
* وذات الموقع ، يؤشر على الحديث أعلاه بما يلي ( قال ابن الجوزي في الموضوعات: هذا حديث موضوع ، فلعن الله واضعه ، فإنه لم يقصد إلا القدح في الإسلام والاستهزاء به. ) . أما أبو حاتم بن حبان ، فقال ( لا أصل لهذا الحديث ، وإسناده ليس بشيء ولا يجوز الاحتجاج بمحمد بن مزيد ) . أما الألباني ، فقد حكم عليه " بالوضع في السلسة الضعيفة ".
القراءة الأولى :
هذا الحديث يؤشر لعدد من الملاحظات ، يجب التوقف عندها : أ - الرسول كان يتكلم مع حماره كأنه أنسان عاقل ، وهذا يثير الأستغراب ، كيف لحمار أن يكون محاورا لرسول الله . ب - الحمير ليس لها أسماء البشر ، فكيف لحمار أن يكون أسمه يزيد بن شهاب ! . ج - الغريب أن محمدا يستخدم حماره كحاجب - يرسله ليستقدم أبناء القبيلة ، فهل لرسول الله شحة في عدد العبيد حتى يستخدم الحمير ! . د - وأخيرا .. أنتحر الحمار بموت الرسول جزعا عليه ! فهل الحمير تحزن ! .

2 . ومن موقع / المرجع الألكتروني للمعلوماتية ، أنقل { روى الكلينيّ في أُصول الكافي هذه الرواية عن الحمار يعفور ، وهي : أنّ الرسول مسح على كفل حماره ، فبكى الحمار ، وسأله النبيّ : ما يبكيك ؟ . فردّ الحمار قائلاً : حدّثني أبي عن جدّي ، عن أبيه عن جدّه ، عن الحمار الأكبر الذي ركب مع نوح في السفينة : أنّ نبيّ الله نوح مسح على كفله ، وقال : يخرج من صلبك حمار يركبه خاتم النبيّين ، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار . الجواب : قال ثقة الإسلام الكلينيّ ـ بعد ذكره لرواية أشير فيها إلى أنّ النبيّ كان يملك حماراً اسمه ( عفير ) ـ : وروي أنّ أمير المؤمنين قال : ( إنّ ذلك الحمار كلّم رسول الله فقال : بأبي أنت وأمّي ، إنّ أبي حدثني ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه أنّه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال : يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيّد النبيّين وخاتمهم ، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ) . هذه هي الرواية التي ذكرها الكلينيّ في الكافي ، ولا أدري ما هو إشكال الخصم فيها ، فإن كان إشكال في أنّها ذكرت أنّ للنبيّ حمار اسمه عفير ، فهذا ما ذكره غير واحد من علمائه : كالقاضي أبي الفضل عياض ابن موسى الحصبيّ ( ت 544 هـ ) .. وابن الأثير في أسد الغابة ( 1 / 140 ) .. وفي الختام نذكر ما رواه ابن عساكر ـ وهو من أعلام القوم ـ في تاريخ مدينة دمشق ( 4 / 232 ) : ( عن أبي منظور قال : فكلّم رسول الله الحمار ، فكلّمه الحمار .. ) .. } .
القراءة الثانية :
مؤشرات : أ - وفق رواية الكليني ، الحمار يعفور عنده أحساس مرهف ، لأنه بكى عندما مسح الرسول على كفله ! . ب - ويسرد الحمار للرسول تاريخ أجداده .. ويقول الحمار : أن أجداده تنبأوا له أنه سيكون مركوبا من قبل خاتم النبيين ! . من جانب أخر ، كيف يقول الحمار للرسول " بأبي أنت وأمّي !! " . ج - والأنكى من كل ذلك ، يضعون الأمام علي شاهدا في هذه الرواية - على أن الرسول كان يكلم حماره ، فهل يعقل أن عليا يشهد بهكذا رواية . د - في هذه الرواية / أن الرسول كان يكلم حماره ، الخبر مؤكد من كذا مصدر " كالقاضي أبي الفضل الحصبي وأبن الأثير و أبن عساكر " وغيرهم .. عكس المصدر الأول / أسلام ويب ، الذي لم يؤكد رواية الحمار / يعفور ، من قبل أبو حاتم بن حبان ، فقال ( لا أصل لهذا الحديث .. ) ، وأبن الجوزي الذي لعن واضعه ، أما الألباني ، فقال أنه حديث ضعيف .

خاتمة :
الموروث الأسلامي يتقاطع مع بعضه البعض ، بل ينقض بعضه البعض الأخر ، وذلك لأن الموروث الأسلامي ، قد أصيب بداء الخرافات و المخيال الركيك ، الذي حتى لا يرقى الى القبول الخجل ، وذلك لأفتقار الفقهاء والمحدثين ، عن تأطير الرواية بأسانيد قابلة للتصديق ، وأعتقد شخصيا أن فقهاء تلك الحقبة ، يضعون روايات وأحاديث / وفق مخيلتهم الفكرية الزمكانية ، معتقدين أنها تعظم من شأن محمد ، ولكنها ذات مردود عكسي ، لأنها تضع من شأنه ولا ترفعه ! .. وهذه دعوة بحثية ، لغربلة الموروث الأسلامي المترهل بالخرافات والهلوسات اللامنطقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam