الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية والاجتماعية (2)

عمر قاسم أسعد

2024 / 7 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مهما كانت الروابط بين العلاقات بين الذات الانسانية وبين غيرها من الأشخاص من حيث قربها أو بعدها أو نوعها ، إلا انها قد تتشابه أو تختلف في أمزجتها وشدتها وبعدها وقربها حسب المعايير المكانية والزمانية ، لأن العلاقة الانسانية أو الاجتماعية تخضع لمعايير مكانية وزمانيه خاصة بها . قد يتسائل البعض : ما العلاقة المكانية والزمانية بالعلاقات الانسانية أو الاجتماعية ؟
سأضرب هنا مثل . إن العلاقات في أي مؤسسة حكومية هي علاقات آنية مؤقتة تخضع للظرف المكاني والزماني تبدأ حيث توجد الذات في المكان والزمان المحدد وتنتهي بانتهاء التواجد في ظرفي المكان والزمان ، حيث تبدأ الذات بتحفيز ذاتها واستثارة ذوات الآخرين من خلال الشعور بأعراض الضيق والتوتر والقلق والعصبية ، هذه الأعراض تبدأ بالظهور التدريجي كلما ازدادت حشود المراجعين ، إذ تبدأ المساحة المكانية تضيق كلما قدم مراجعين جدد مع مرور الفترة الزمانية لتصل إلى الذروة ، وهنا تستنفذ أماكن الجلوس نظرا لقلة عدد المقاعد المخصصة ــ والتي لا تلبي حاجة المراجعين ــ حيث تبدأ بوادر الفوضى في التصروفات والسلوكات النمطية المعتادة في نفس المكان والزمان ــ مع اختلاف مسمى المؤسسة الحكومية ــ، تضيق المساحة المكانية واستهلاك الزمن ، تتصاعد وتيرة الأعراض السابقة كلما طالت مدة الانتظار للحصول على خدمة ما ، هنا الازدحام ــ المكاني والزماني ــ سبب للذات حالة من أعراض قد تتطور ــ ولو بشكل بسيط ــ إلى سلوك عدواني وخاصة إذا وصلت الذات في مرحلة الازدحام للظلم وهضم حق الذات بتجاوز دوره أو تأخيره في الحصول على الخدمة أو وجود معيقات تمنع من الحصول على حقه في تلقي الخدمة ، وليس من المستبعد أن يتطور الأمر إلى أن تبرز العدوانية بالسلوك اللفظي أو الجسدي تجاه الآخرين ، وهنا تعتبر وسيلة من وسائل التعبير عن الذات وما لحقها من ظلم وانتهاك حقوق نتيجة الظرف المكاني والزماني التي وجدت هذه الذات نفسها فيه .
وهنا علينا أن نفرق بين التقمص الخاطيء ــ الذي سبق وأن أشرت له سابقا ــ وبين ظرفي الزمان والمكان الحقيقي والذي أجبرت الذات على أن تتواجد به خارج نطاق إرادتها ، لأن التقمص الخاطي يبدأ من ذات الانسان بكامل إرادته ووعيه وإدراكه ليتقمص دور أو أدوار ليست له لحدث معين ليس للذات علاقة مكانية ولا زمانية به ، ولا ترتبط الذات بأي علاقة او رابط مع الذوات أو الأحداث التي ستقوم الذات بتقمصها ، ( وكما شرحنا سابقا تقمص دور البطل في فلم ما ، تقمص دور لاعب أو عدة لاعبين لكرة القدم . ... الخ ) وهنا يبدأ التقمص إراديا ببداية الحدث وينتهي تدريجيا بانتهاء الحدث الذي يخضع لمكان وزمان ما ــ حيث ستكون الذات بكامل إرادتها خاضعة لذات الظرف المكاني والزماني للحدث ــ ، حيث ستعود الذات الى طبيعتها التدريجية .
ولو تناولنا مثال أخر عندما يكون الازدخام وظروف المكان والزمان في حفلة أو مهرجان فني غنائي أو موسيقي ... الخ هنا يكون الازدحام في حيز المكان في أوجه وتبدأ مسيرة الزمن ، وعلى الرغم من ذلك تبدأ المشاعر والاحاسيس بالظهور التدريجي مع مرور الزمن وتبدأ حالة الانسجام والتفاعل والتناغم مع الحدث ، ويكون الازدحام حالة ايجابية محببة لتحقيق المزيد من التفاعل لاظهار المزيد من المشاعر ، ومع استمراية تفاعل الذات مع الحدث تتفاعل الذات مع ذاتها وتتفاعل الذات مع غيرها من الاشخاص حولها ، وتبدأ الذات في اظهار تصرفات وسلوكات تعبر عن حالة من الفرح والسرور والانسجام مع الازدحام بكل رحابة صدر وقد يظهر ذلك بإشارات من اليدين وتوزيع الابتسامات من الشفتين والنظرات من العينين .
هو ازدحام محبب لا يسبب أي نوع من أنواع التوتر والضغط النفسي والقلق والاضطراب ، هو ازدحام محبب يثير في الذات الكثير من الاحاسيس والمشاعر مما يخلق حالة من الرضا والسعادة ستنعكس على كل ما يحيط بالذات .
المكان والزمان وطبيعة ونوع الازدحام وطبيعة ونوع الذوات الانسانة وموقف الذات منها هي ــ في مجملها ــ محركات تحفز الذات على إصدار استجابات وردة فعل نتيجة مرورها بمثيرات تخضع لظرفي المكان والزمان ونوع الحدث وعلاقة الذات بالحدث .
ويبقى هنا السؤال ، هل الذات هي من وضعت ذاتها ــ كذات متكاملة ــ بمحض إرادتها لتكون جزء من ظروف المكان والزمان والحدث ، أو أنها أجبرت على أن تتواجد بظروف المكان والزمان والحدث خارج نطاق إرادتها ؟؟؟
وهنا على الذات ان تميز نفسها كذات انسانية متكاملة تتقمص الحدث أو انها تنسجم وتنصهر مع الحدث لأن لكل حالة تبعاتها من حيث المثيرات والاستجابات المتوقعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل فرانس24 يرصد لنا حالة الترقب في طهران تحسبا لهجوم إسرا


.. غارات إسرائيلية -عنيفة جدا- تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت




.. هل يؤثر مقتل هاشم صفي الدين على معنويات مقاتلي حزب الله في ج


.. انفجارات متتالية تهز ضاحية بيروت الجنوبية جراء القصف الإسرائ




.. غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات في غزة تسفر عن شهداء وجرحى